دقت شركة سوناطراك ناقوس الخطر عقب إحصاء خلال ثلاث سنوات أزيد من 77 ضحية أغلبهم عمال برتب مختلفه في ورشات منابع الغاز والبترول المنتشرة في عدة مناطق من الوطن آخرها حادثة الحفارة البترولية بمنطقة قاسي الطويل التابعة لحقول النفط بحاسي مسعود السنة قبل المنصرمة والتي أودت بحياة شخصين وفقدان آخر وإصابة أكثر من 10 عمال بجروح متفاوتة الخطورة * وأكدت مصادر للشروق، أن العامل البشري يشكل السبب الرئيسي في حوادث العمل القاتلة بنسبة 80 بالمائة، حيث يسجل سنويا قرابة 40 حادثا في مختلف وحدات التكرير والضخ التابعة للشركة نفسها ومنه تنوي هذه الأخيرة رسكلة أكثر من 120 ألف عامل في جميع التخصصات أفق 2014 للحد من هذه الظاهرة التي كلفت خزينة الدولة أمولا باهظة بعد الكوارث المسجلة السنوات السابقة. * وكان 12 ألف إطار استفادوا من معارف وتقنيات متطورة في تكوين خاص أطره خبراء أجانب من بينهم نرويجيين الأعوام القليلة المنقضية، حيث تمكنوا من خفض عدد الحوادث المهنية إلى درجات متدنية في أقل من خمس سنوات. وتعكف سوناطراك على تمكين 300 عامل من التكوين في الأمن الصناعي الأسبوع الجاري بفندق "الشيرطون" بولاية وهران تحت إشراف أساتذة من معهد البترول للحد من الأخطاء وتلقى إرشادات من شأنها أن تقلل من الأخطار المحتملة بالمشاريع النفطية الكبرى ناهيك عن الاستفادة من كيفية التعامل مع الحالات المفاجئة أثناء حصولها، وكشفت التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة عن مقتل زهاء 13 عاملا مؤمنا السنة الماضية، كما هلك 35 آخرين عام 2005 لوحده، مما رفع حالة التأهب وضاعف من الحيطة والحذر في تطبيق تعليمات الأمن والوقاية، ويهدف المخطط التكويني الجديد المسطر بالتنسيق مع الأطر الأجنبية منذ شهر ماي السنة الفارطة إلى توعية العمال للحفاظ على ممتلكات الشركة الأولى في البلاد والتي توصف على أنها شريان الاقتصاد الوطني، وحثهم على تنفيذ التدابير اللازمة والإرشادات وتفادي الوقوع في المحظور فضلا عن محاولة تغيير الذهنيات القديمة، وتعتمد المصالح المعنية بالأمن الصناعي الداخلي على المناورات بالمجمعات الصناعية الكبيرة الواقعة بمناطق سكيكدة وأرزيو، وفي ربوع الصحراء مستقبلا، لمجابهة المخاطر حال وقوعها.