أسفر حريق مهول شب مساء أول أمس الجمعة، على مستوى أحد الآبار بقاسي الطويل بولاية ورڤلة، عن إصابة خمسة أشخاص بجروح منهم اثنان في حالة خطيرة وفقدان عونين رجحت مصادرنا هلاكهما بين ألسنة اللهب، حيث لا تزال عمليات البحث جارية عنهما، حسبما ورد في بيان شركة سوناطراك، وقد تم تحويل اثنين من المصابين على جناح السرعة إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة. وأكدت الشركة أن الأعوان الثلاثة الآخرين قد تلقوا العلاج اللازم بعين المكان والتحقوا بمنازلهم، مضيفة "أن فرق التدخل التابعة لسوناطراك توجهت على الفور إلى مكان الحادث، حيث قدمت الإسعافات الأولية للمصابين". مبعوث "الشروق اليومي" إلى حاسي مسعود: حكيم عزي الحريق الذي شب بالحفارة البترولية التابعة للمؤسسة الوطنية للحفر في الآبار في إطار شراكة مع كل من ريبسول وغاز ناتورال، خلّف خسائر فادحة قدرت بعشرات الملايين من الدولارات. وأشار بيان للشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" إلى أن الحريق وقع إثر حادث تقني وقع مساء الجمعة، على الساعة الثالثة و50 دقيقة ظهرا في بئر نزلة الجاري حفره بعد حدوث تدفق تعذرت السيطرة عليه، فتسبب في نشوب الحريق، بينما رجحت مصادر مطلعة "للشروق اليومي" أن الحريق شب إثر خطأ تقني. وقالت شركة سوناطراك إنه "تم الشروع في عمليات تحديد أسباب الحادث وتقييم الوضع بغية إعداد ومباشرة برنامج التحكم في البئر النفطية من طرف سوناطراك وشريكيها ريبسول وغاز ناتورال"، مؤكدة أن "الحادث لم يؤثر على عملية الإنتاج". وإلى غاية مساء أمس، لم تتمكن الفرق المختصة من السيطرة على الحريق الذي لم تشهد المنطقة له مثيلا، فقد ارتفعت ألسنة اللهب إلى 50 مترا بسبب قوة الضغط الغازي، بينما بقيت فرق الحماية المدنية في حالة تأهب، ولم تتحصل على الضوء الأخضر من طرف إدارة الشركة للتدخل، وذلك بسبب حجم المخاطر المحتملة، واكتفت بتقديم مخطط للإسناد، وتحتاج الجهات المختصة في مثل هذه الكوارث إلى إمكانيات عالية ومتطورة لمحاصرة ألسنة اللهب. وقد أتى الحريق على الحفارة 159 بأكملها التي كانت تعمل في حقول الغاز بمنطقة الاستغلال، قاسي الطويل الواقعة على بعد 150 كلم جنوب حاسي مسعود، وعلى بعد 230 كلم عن مقر الولاية ورڤلة، وتشير المعلومات التي تحصلنا عليها من عين المكان، إلى أن التغلب على هذا الحريق يتطلب أسابيع متواصلة بتعاون جهات مختلفة، كما قد تتدخل شركات نفطية أجنبية تملك مؤهلات معتبرة منها شركة "أناداركوا" الأمريكية لتقديم المساعدة المطلوبة باعتبارها الأقرب إلى الموقع. ومن بين الحلول المؤقتة المقترحة لإخماد قوة الحريق، توفير كميات كبيرة من من المياه كإجراء احتياطي في عملية الإطفاء أو تسخير رافعات عملاقة لإعادة تثبيت حفارة ثانية بعد أن تحولت الأولى إلى حطام. ويعد الحقل الذي وقع فيه الحريق من أكبر المشاريع التي تخوضها سوناطراك في إطار الشراكة الأجنبية، وقد تكتم المسؤولون عن تكلفة المشروع والرقم التقريبي للخسائر.