تلميذ الشيخ ديدات عصام مدير يتوعّد أسقف الجزائر في هذا الحوار الرمضاني يتحدث الأستاذ عصام مدير الإعلامي السعودي والباحث في مقارنة الأديان وحركات التنصر وتلميذِ الراحل الشيخ أحمد ديدات، يتحدّث عن فرار أسقف الجزار غالب بدر من محاورته بعد دعوة وجهها له عصام في نوفمبر الماضي للتحاور في مقر جريدة الشروق اليومي بالجزائر. * * * حيث أرسل الأسقف بعض معاونيه إلى عصام ليخبروه باستحالة مقابلته أو محاورته.. كما يتوعد عصام بدراً بكشف خطره على الإسلام في الجزائر والأردن في كتاب سيصدر له قريبا، وفي ثنايا الحوار حديث عن معارك عصام مع القساوسة والمنصرين وعن مخططات الإطاحة بالإسلام وعن مستقبل هذا الدين. * * شروق الجمعة: نستسمحك في أن نبدأ الحوار بسؤال شخصي وهو؛ كيف يقضي الأستاذ عصام مدير رمضانه (الصلاة، الصيام، النشاطات، المناظرات...)؟ * الأستاذ عصام مدير: يقول الحق تبارك وتعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" في مطلع هذه الآية من هذا المقطع جواب على سؤال يطرح نفسه على غير المسلمين حول العالم عند سماعهم بخبر دخول شهر الصيام عندنا فيحتارون: "لماذا هذا الشهر القمري من بين سائر الشهور العربية لدى المسلمين هو الذي يصومونه؟". وصدقوني لو أنكم استطلعتم جواباً من العمالة الوافدة من غير المسلمين في بلادي أو أي بلد عربي مسلم لوجدت أن مائة في المائة منهم لا يعرفون أن الجواب الصحيح هو أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم فوق أن صيام رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام. * ولقد أجريت هذا الاستطلاع الشخصي ميدانياً طيلة 16 عاماً خارج وداخل المملكة العربية السعودية وكلما حانت لي الفرصة لمقابلة غير المسلمين ولو عرضا في الشارع، لأسألهم في شهر رمضان إذا كانوا يعرفون لماذا نصوم فيه وليس في شعبان أو شوال مثلاً. يؤسفني أن أقول أن عدم معرفتهم ناتجة عن تقصيرنا نحن مؤسسات ودعاة وأفراد في إيصال هذه المعلومة البسيطة لغير المسلمين خلال الشهر الفضيل وهي فرصة ذهبية لا ينبغي أن تهدر كل عام. * ولذلك وبفضل وتوفيق من الله صرت أحاول جهدي كلما سنحت الفرصة في رمضان للانصراف إلى إلقاء المحاضرات التوعوية للمسلمين ولغيرهم تحت عنوان: "رمضان ما الذي لغير المسلمين فيه؟" باللغة الإنجليزية أو عقد دورات للدعاة في كيفية توظيف الشهر الفضيل لإيصال رسائل دعوية للآخرين وما هي مضامين تلك الرسائل وكيفية إيصالها. * أيضاً وبحكم خبرتي في المجال الإعلامي ومتابعتي لوسائل الإعلام الغربية، لاحظت مؤخرا تزايد اهتمام إعلامهم بحلول الشهر الفضيل حتى صارت صحفهم تتنافس في عرض تقارير إيجابية جدا عن المسلمين وحالهم مع الصيام. وتلك المواد الإعلامية كانت فعالة جدا في التأثير على كثير من غير المسلمين وكانت السبب بعد الله في هداية آخرين. ولذلك يعتبر الشهر الكريم فرصة سانحة أخرى للتعاطي بذكاء مع حملات إعلامية غربية سلبية لقلب الطاولة عليها من نفس عقر دور تلك الصحف والمنابر المؤثرة خلال الموسم. * وهناك بعدٌ ثالث يشغلني خلال الشهر وهو مكافحة برامج تنصيرية باتت تستعر خلال رمضان ضمن برامج تستهدف ردة المسلمين في الشهر الفضيل وما ذلك إلا بسبب الفراغ الذي خلفه قصورنا عن التوجه لهم بالدعوة في رمضان، فصار أعداء الإسلام هم من يحاول ملء هذا الفراغ فقلبوا الطاولة علينا في أهم موسم ديني لدينا كنوع من التطاول الصليبي المعهود ولإذكاء جذوة الهوس بالتنصير في نفوس عوام النصارى لديهم. * وبإمكان القراء الكرام الرجوع إلى صفحتي على موقع مشاركة الأفلام في "اليوتيوب" لمطالعة محاضراتي و نماذج من برامج المنصرين في رمضان وكيفية التعاطي معها وهذا هو عنوان الصفحة: http://www.youtube.com/user/EMudeer * * * شروق الجمعة: يأتي رمضان وقد زادت جذوة العداء للإسلام اتقادا في أنحاء العالم، ولا يختلف هذا الرمضان عن الرمضانات الماضية في معاداة بعض الغربيين لهذا الدين، فمن محاصرة الحجاب والبرقع في فرنسا إلى مقتل منى الشربيني في ألمانيا داخل المحكمة بسبب حجابها إلى أحداث "بوكو حرام" في نيجيريا و"الأويغور" في الصين إلى كثير من الأحداث، ألا نستشعر من وراء كل هذه الأحداث أن هناك يدا واحدة تحرّض على الإسلام والمسلمين في أطراف العالم المترامية؟ * الأستاذ عصام مدير: في حقيقة الأمر هي ليست يدا واحدة التي تمتد إلينا بالسوء ولكننا نحن من صار في قصعة واحدة حيث تمتد إليها كل يد تلتهم من أمتنا ما تشاء من عقيدتها ومقدساتها ورموزها وخيراتها ومواردها وأبناءها الخ، كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التحول إلى غثاء كغثاء السيل في الحديث الشهير المعروف. لو أدركنا موقعنا من القصعة وكيفية الخروج منها عوضا عن الانشغال بعدد الأيدي التي تنال منا، لقلبنا القصعة على أصحاب هذه الأيدي بحول من الله وقوة. * * شروق الجمعة: ألا يتحمل المسلمون شعوبا وحكاما وزر ما يتعرضون له وما يتعرّض له دينهم في الأرض؟ ألم يُصبحوا خلفاء لبني إسرائيل في الذلة والمسكنة التي ضُربت عليهم؟ * الأستاذ عصام مدير: أتذكر كلاما لوالدي ومعلمي الشيخ أحمد ديدات رحمه الله إذ قال في محاضرة له عن اليهود أن ما جاء في ذكر بني إسرائيل في القرآن الكريم هو "ليس فقط في سياق التنديد بما وقعوا فيه من معاصي وانحراف عن الحق، ولكن لتذكيرنا نحن وتحذيرنا من أننا قد نلقى نفس المصير في الدنيا قبل الآخرة ونتعرض لنفس العقوبات الربانية إذا ما حذونا حذوهم"، وقد صار الأمر كذلك للأسف الشديد في كثير من الأمور التي وقعوا فيها ووقعنا فيها، فنالنا بعض ما نالهم من جزاء. * ولكننا نملك ما لم يملكه بنو إسرائيل وأمم النصارى من قبلنا وهو كتاب الله الذي لا يمكن أن يحرف ولا يضيع وهدي حبيبه صلى الله عليه وسلم الذي تكفل الله برفع ذكره في الأرض مع حفظ القرآن الكريم الذي أنزل عليه، بالإضافة إلى خصائص أخرى اختص الله بها أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وليس من خلاص لنا ولا لبني إسرائيل أنفسهم ولا النصارى وغيرهم إلا بحسن إسلام الوجه لله مع الاستقامة على الدين، والله كفيل بعد ذلك بتبديل حالنا وحالهم وحال الإنسانية جمعاء إلى أحسن حال لنفوز بالدنيا والآخرة. * أما الحكومات والشعوب فلا تحتاج من أمثالي إلى تسجيل موقف تنديد قاس ولا إلى موعظة حسنة فهي تعي تماما في عالم اليوم ما يتوجب عليها فعله، والله أسأل أن يهبنا الإرادة الصادقة للتغيير والهمة العالية والثبات الراسخ على مشوار النهوض الطويل. * * شروق الجمعة: لقد سن اليهود قانون معاداة السامية ليلاحقوا مهاجميهم في كل العالم، لماذا لا يسن المسلمون بدورهم قانون معاداة الإسلام؟ * الأستاذ عصام مدير: هناك مثل أمريكي جميل يقول: "ليس المسدس ولكنه الرجل الذي يقف خلف المسدس" أي من يحمل السلاح. فإذا كان سن قانون مثل هذا "سلاحا" فعالا في التعاطي مع الإساءات المعاصرة للإسلام فهل نحن مثل اليهود في مواقع قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية؟ هل لدينا "العضلات المفتولة" التي تمكننا من رفع هذا السلاح للضرب به؟ لا أظننا كذلك وواقع حالنا الهزيل بشكل عام يتكلم عن نفسه. إذا لابد لنا من صرف الجهد إلى بناء "العضلات" وشد "المفاصل الحيوية" في الجسد الإسلامي مع اللجوء في الوقت الحالي إلى بدائل ذكية لاحتواء الضرر الواقع علينا من حملات الإساءة لديننا. * وأذكر بمقولة أخرى تقول: "الحاجة أم الاختراع" فلنخترع ونبتكر برامج أخرى تليق بنا في المرحلة الحالية عوضا عن تقليد اليهود خصوصاً وأن كل تجارب المؤسسات الإسلامية والفردية في هذا الصدد قد منيت بالفشل الذريع ولست أبالغ، وإلا فلتذكروني بنموذج ناجح في هذا المضمار (على مستوى الغرب وفي الدول غير الإسلامية) نتج عنه الحد من هذه الحملات وإيقافها عند حدها؟! المُشاهد أنها في ازدياد واستعار أكثر من أي وقت، وهذا لابد أن يحملنا على تغيير طريقة تفكيرنا في التعاطي معها. * * شروق الجمعة: الفرقان الحق؛ أين وصلت حكايته؟ * الأستاذ عصام مدير: أنتم تشيرون إلى حيلة فاشلة من حيل المنصرين العرب من المقيمين في بلاد المهجر لجأوا إليها للرد على التحدي القرآني القديم الموجه لكل من شكك في وحي السماء الخاتم أن يأتي بسورة من مثله. فقام هذا النفر بسرقة أدبية مكشوفة بالجملة من آيات الذكر الحكيم على طريقة مسيلمة الكذاب في سوره المنحولة المضحكة. لكن الضفادع التي تنق هنا هي من كتبت نسخة هجين من الأناجيل والاسفار والقرآن بأسلوب فج وركيك. وكانت محاولتهم الفاشلة الأولى من دار نشر تنصيرية في قبرص قبل حوالي ربع قرن في نسخة صدرت بعنوان "إنجيل المسيح بلسان عربي فصيح" أشار إليها الشيخ ديدات في كتابه ومحاضراته ثم اضطرت دار النشر للإغلاق بعد أن فشلت نسختهم. * وعاودوا الكرة من أمريكا أواخر التسعينات بإشراف القس الفلسطيني المتصهين المدعو "أنيس شورش" بعد أن تحداه الشيخ ديدات في مناظرته أن يأتي بمثل القرآن بما أن شوروش يتكلم اللسان العربي فقام الأخير بمحاولة أتعس من سابقتها في نسخة أشد ركاكة من الأولى سماها "الفرقان الحق"، وقد نال هذه النسخة ما نال أختها بل وافتضح أمر القس الفلسطيني المتأمرك مؤخراً في قضية تهرب من الضرائب في أمريكا، وكاد أن يتسبب في حرق عمارة يقطنها بمن فيها من السكان بعد أن حاول إحراق سجلاته الضريبية مع أنه مواطن أمريكي، فتم القبض عليه وافتضح أمره في وسائل الإعلام هناك، وقطع دابره والحمد لله رب العالمين، وهذا جزاء الأفاكين والمدلسين. * * شروق الجمعة: ما هو دور القسيسين والرهبان والكنيسة عموما في الترويج لهذه الطبعة "المُنقّحة" من القرآن الكريم؟ * الأستاذ عصام مدير: اسمح لي أن أتحفظ على مقولة "الطبعة المنقحة" من القرآن وفي ذلك إساءة بالغة منهم لكتاب الله، وإلا فليقولوا لنا من الذي أذِن لهم بالتنقيح هل هو الله؟ فإن قالوا لا سقط مشروعهم من أساسه، وإن قالوا نعم أسقطوا كتبهم كلها التي كانت قبل القرآن، لأنهم بذلك يكونوا قد أضافوا إلى ما عندهم من "الوحي السماوي" كما يعتقدون وزادوا عليه، خصوصا وأنه لديهم في آخر إصحاح بآخر سفر من آخر صفحة في كتابهم المقدس نهي شديد اللهجة نسبوه للرب عن إضافة أي شيء إلى تلك الكتب، فإذا قالوا "الفرقان الحق" كتاب جديد من عند الله فقد كفروا بكتبهم واستحقوا ما جاء من لعنات وضربات ووعيد وردت في سياق ذلك النهي. * أما الكنائس والمنصرون من الذين تورطوا في هذا المشروع فقد هدموا دينهم وكتابهم من حيث لا يشعرون، ولذلك تهربوا من الرد على هذه الحجة وانفضوا عن هذا المشروع التعس وفروا منه فرارهم من المجذوم والله أكبر ولله الحمد. * * شروق الجمعة: كيف تصدى لهم عصام مدير؟ * الأستاذ عصام مدير: بمثل ما ذكرت آنفا بفضل الله، إضافةً إلى أن أفضل احتواء لهذه المحاولات التنصيرية الفاشلة هو بتقديم مواد وبرامج تعرف بالقرآن الكريم، وهنا ما نحن بحاجة إلى صرف الجهد الأكبر إليه عوضا عن مطاردة هذه النسخ الهجينة المفبركة، لأنه إذا كان حبل الكذب قصيرا فأكذب الكذب هو الكذب على الله ورسله، وهو أقصر كل تلك الحبال وأسرعها انقطاعا، فلماذا نشد ونتجاذب حبالا واهية والله يريد لنا الاعتصام بحبله المتين (القرآن الكريم)؟ وذلك أولى وأنجع. * وكما أنني مقصر على المستوى الفردي في هذا فإننا جميعا مقصرون جدا: انظروا إلى حال أمتنا في شهر القرآن واطرحوا هذا السؤال على كافة المؤسسات الإعلامية والدعوية رسمية وشعبية: ماذا أعددتم للتعريف بكتاب ربكم في الشهر الذي تنزل فيه؟ ثم اذكروا لي اسم برنامج وثائقي فضائي واحد تم إنتاجه في رمضان بعدة لغات للتعريف بالقرآن لغير المسلمين، وسأقول لكم واثقا أن الجواب هو صفرٌ كبيرة مخزية لنا. وفي المقابل انظروا إلى حجم إنتاج المسلسلات التي تسمى رمضانية زورا وبهتانا لكي تدركوا لماذا صار يتجرأ الكفار على كتاب الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل!!!! * * شروق الجمعة: كلّمتنا في حديث جانبي عن "خبْء" خبّأته ستضرب به القسيسين في قابل الأيام، هل لكم أن تكشفوا لقراء "شروق الجمعة" عن سلاحكم الجديد؟ * الأستاذ عصام مدير: اسمح لي أولا أن أقول أن معركتي ليست مع القساوسة ولا مع أتباعهم من النصارى لكي أضربهم بأي شيء فنحن دعاة ولم نبعث قضاة. ولكن معركتي الشخصية إنما هي مع المهووسين منهم بتنصير المسلمين سواء كانوا من رجال الكهنوت أو من عوام النصارى، وأسلحتي في ذلك؛ الحوار والبحث والمحاضرات والكتابة والإعلام والتدوين والله ولي التوفيق. * وفي الحقيقة ليست هناك أسلحة جديدة لضرب التنصير وفلوله، لأن أفضل ما يضربون به كان وما يزال في الأمر الرباني بأن نقول لهم: "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" عند كل ادعاء يتفوهون به أو شبهة يروجونها. إذا تدرب المسلم على "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" واستعد لمتطلباتها وتهيّأ بما يقوم به هذا الطلب ويقتضيه أفلح مسعاه إن شاء الله. ولذلك نحن لسنا بحاجة إلى "إعادة اختراع العجلة" كما يقال ولكن يكفينا التأمل في "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" مع إحسان تطبيق هذه الآية في الميدان. * أما المفاجأة فسأعلن عنها في حينه إن شاء الله في مدونتي "التنصير فوق صفيح ساخن" http://deedat.wordpress.com/ ولكل حدث حديث ولعل ذلك يكون قريباً جدا بحول من الله وقوة. * * شروق الجمعة: توقَّفت مدوّنتك عن الصدور قبل أشهر وهي التي تخصّصت في قِتال القسيسين والمسيحيين الذين يهاجمون الإسلام ونبيّه وأمته، هل يتعلّق الأمر بمؤامرة استهدفت مدونتك أم أنه لا يعدو أن يكون استراحة محارب؟ * الأستاذ عصام مدير: لعلها مجرد "استراحة محارب" كما كتبت في العنوان، لأن من لا يعرف كيف ومتى يستريح في المعارك الفكرية والعقائدية الشائكة مع المنصرين وأعداء الإسلام لا يعرف كيف يواصل نضاله الدعوي، والله نسأل الإخلاص والقبول. أما استهداف المدونة من قبل المنصرين فهو وارد ومتواصل، وما زادها ذلك إلا نموا وزخماً بفضل من الله وحده. * * شروق الجمعة: نودّ الاطلاع على آخر مناظراتك وعن النتائج التي حققتها؟ * الأستاذ عصام مدير: أولا أود أن أوضح أن منهج الشيخ أحمد ديدات في المناظرة إنما كان لمقارعة المعاندين والحاقدين من كبار رجالات النصرانية الذين صدرت عنهم إساءات للإسلام أو مع قادة فلول التنصير الذي يستهدف المسلمين، ولم يكن منهج الشيخ رحمه الله الدخول في مناظرات مع عامة النصارى بشكل عام. فالمناظرة عنده هي "آخر الكي" لأن الأولى دعوتهم بالتي هي أحسن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. والمناظرة هي ميدان فعلي لتطبيق الرد القرآني على أهل الادعاءات الباطلة "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". فالمناظرة هي ليست مطلبا ولا غاية في حد ذاتها ولكنها وسيلة من الوسائل لإظهار الحق في مواجهة الباطل. * ولقد بات المنصرون يخشون مؤخراً الدخول في مناظرات مفتوحة مع الدعاة حتى صرت لا تكاد تسمع عن مناظرات جماهيرية كبيرة تجري كما كان الحال في حياة الشيخ ديدات وعافيته رحمه الله إلا نادراً وعلى فترات متباعدة. * ومع ذلك فان دعوتنا للمنصرين للدخول في مناظرات لا يجب أن تتوقف، والإلحاح عليهم في الطلب لا يقل أهمية عن المناظرة الفعلية، بل قد يحقق عرض المناظرة والتحدي بها من النتائج ما لا يحققه الدخول الفعلي فيها، على وزن قول الحبيب صلى الله عليه وسلم "نصرت بالرعب". * ولذلك فإنني تقدمت بعروض للمناظرات لعدد من قيادات التنصير العربية والأجنبية خلال السنوات الأخيرة إلا أنه لم يتقدم لها واحد منهم مع الأسف الشديد!! ربما لأنني تلميذ للشيخ ديدات، لست أدرى!! مع أنني أصغر تلامذته وأقلهم شأنا وعلما. وكان آخر المدعوين للمناظرة حاخام أمريكا الذي دعا إلى إبادة المسلمين وتدمير مقدساتهم، لكن مجلس الحاخامات في نيويورك اعتذر عنه ورفضوا الدخول في الحوار المفتوح!! وقد ذكرت صحيفة أمريكية العرض المقدم وانسحاب الحاخامات منه، فكان ذلك بمثابة ضربة مسددة ذات مكسب دعوي ونفسي وإعلامي في حد ذاتها بفضل وتوفيق من الله. ولذلك استطيع أن أقول عن خبرة وتجربة: "المناظرة التي لا تصيب تدوّش!" أسوة بالرصاصة أو "العيار" كما يقول المثل المصري الجميل. * * شروق الجمعة: وعدتَ بالقدوم إلى الجزائر وبالصعود إلى منطقة القبائل لمقارعة المنصّرين، أين وصل الأمر، وهل من جديد مع أسقف الجزائر غالب بدر؟ * الأستاذ عصام مدير: جاري العمل والتنسيق لإنجاز هذا الأمر إن شاء الله على الوجه المطلوب في أقرب فرصة سانحة والله ولي التوفيق. * أما أسقف الجزائر المدعو "غالب بدر" فلم أسمع منه منذ أن عرضت الحوار عليه في موقع صحيفتكم الموقرة في نوفمبر الماضي وإلى اليوم!! وقد انتدب أحد أعوانه ليعلن لي "استحالة الحوار معي أو مجرد مقابلتي" بينما هو قد وعد أهل الجزائر بأنه "منفتح للحوار" وليته يفي بوعده، لأن الحوار لا يكون مع من يوافقك في كل شيء ومسألة ولكن يكون بين المختلفين، فهل يفعل المطران ما يقول ويدعي؟ ما زلت آمل تحقق ذلك ولن أتوقف عن مطالبته لأن هذا قد يحمله على الإمعان في سكوته وإعراضه، وفي ذلك ما احتاج لفضح أجندته التنصيرية الخفية في الجزائر، كما أن هذا الصمت المريب الذي يتدثر به المطران يضره ومن معه ولا ينفعهم، وفي الضرر الواقع على التنصير مكسب ونصر للدعوة الإسلامية ولله الحمد. * وأُبشّر المطران غالب بدر وأعوانه في الأردن بكتاب سيصدر لي إن شاء الله في الذكرى الأولى لدعوتي له للمناظرة، أروي فيها تفاصيل الدعوة والملف الساخن الذي دار حولها وتجربة التعاطي مع "غلمانه" في الأردن من الذين انتدبهم "غالب بدر" لمناوشتي كي ينجو باسمه. ويتضمن الكتاب ملف التنصير في الأردن ودور بعض نصارى الأردن في التآمر على إسلام الجزائر خدمة لمشاريع الهيمنة الغربيةولفرنسا بالدرجة الأولى. * إن سكوت المطران وانسحابه كان وما يزال مادة دسمة لهذا الكتاب الذي هو تحت الطبع حاليا، ولا فضل ولا شكر لأسقف الجزائر ولا لرفاقه من المنصرين، ولكنهم قد مكروا ومكر الله والله خير الماكرين، والله غالب على أمره ولا غالب لهم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. * * شروق الجمعة: سؤال أخير؛ إلى أين تمضي سفينة الإسلام والمسلمين، وهل ترى بأن العلم سينوب عن المسلمين في الدعوة للإسلام، خاصة وأن الاكتشافات العلمية الحديثة تقود إلى الواحد الأحد وتؤكّد لعلماء الغرب صدق رسالة القرآن، ومتى سيستيقظ العملاق الإسلامي الغاطّ في نومه الغائب عن العالم منذ أكثر من ثمانية قرون؟ * الأستاذ عصام مدير: هذا "ثالوث" من الأسئلة بعلامة استفهام واحدة. أما الشق الأول فجوابه من كتاب الله في قوله تعالى: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون". وهناك تمضى سفينة الإسلام حيث تغرق بقية السفن ولا تقوى على الإبحار، ولا شك عندنا في ذلك بل هو يقين. * أما الشق الثاني فجوابه: لا يمكن للعلم مهما علا شأنه أن ينوب عن المسلمين في القيام بدعوتهم للأمم، ومع أن الله قد تكفل بنشر هذا الدين فإن الدعوة لم تزل قائمة اليوم بالجهد الفردي المنظم بأكثر مما صارت تقوم به مؤسساتيا، وهي تستمر بجهود فردية محدودة في كل مكان بتوفيق من الله. فعلى كل منا تفعيل طاقاته وهمته في ميادين الدعوة والعلم كذلك سائلين المولى أن يستعملنا وألا يستبدلنا، لأن الفرص سانحة أكثر من ذي قبل رغم كل المعوقات والمحبطات والتحديات القائمة. * أما متى يستيقظ العملاق الإسلامي، فأنا شخصيا أؤمن أن ذلك العملاق كامن في شخص كل مسلم ومسلمة ولكن السؤال هو؛ "كيف توقظ ذلك العملاق في نفسك أولاً" فلو انصرف الفرد للتعملق في مجاله وميدانه أيا كان قاصدا أن يكون ذلك في سبيل الله، فإن الجهد المبذول سيخدم الدعوة الإسلامية وسيدحض تلقائيا دعاوي المناوئين لها. * إن الفتى الذي يريد أن يكون عملاقا في الفيزياء أو الرياضيات لكي يرفع راية الإسلام ويعز قومه هو عملاق إسلامي استيقظ وكذلك الفتاة المسلمة، ولذلك انظروا حولكم فتسجدون عمالقة كثر في الجزائر الحبيبة من الرجال والنساء والشباب، ولكن إعلامنا العربي مقصر في التعريف بهم، وفقهم الله والجميعَ لما يحبه ويرضاه، وكل عام وانتم من أكابر العمالقة في أرض عمالقة الشهادة والفداء والإسلام والعروبة.