دعت المعارضة اليمنية نظام الرئيس علي عبد الله صالح إلى وقف الهجوم الذي تشنه ضد المتمردين الحوثيين في شمال البلاد والتركيز في المقابل على التنمية في الجنوب ، حيث تتزايد الدعوات الانفصالية بهدف الحفاظ على وحدة اليمن. وجاءت هذه الدعوة في وثيقة صدرت عن "ملتقى التشاور الوطني" وحملت عنوان "نص رؤية اللجنة التحضيرية للحوار الوطني للإنقاذ الوطني". * وأفاد ائتلاف لأحزاب معارضة في الوثيقة التي نشرها ليل الاثنين إلى الثلاثاء في صنعاء أن الخروج من الأزمة يتطلب "وقف نزيف الدم في صعدة" و"حل القضية الجنوبية بأبعادها الحقوقية والسياسية". وأوضحت أن الوضع في المناطق الجنوبية التي شهدت تصاعد دعوات الانفصال على خلفية غضب اجتماعي يتطلب "حلا عادلا وشاملا يضع الجنوب في مكانه الوطني الطبيعي كطرف في المعادلة الوطنية وكشريك حقيقي في السلطة والثروة". * وأضافت الأحزاب والقوى الموقعة على الوثيقة التي ترغب في طرحها على حوار وطني من اجل الإصلاح في اليمن، أن الأوضاع الراهنة في البلاد تتجه نحو مآلات بالغة الخطورة تهدد كيانها السياسي والاجتماعي بالانهيار. ورأت المعارضة اليمنية أن المأزق الحقيقي الذي وصلت إليه البلاد يكمن في أن السلطة رغم مكابرتها فاقدة القدرة على تقديم أي حلول جادة وواقعية وفعالة لهذه الأزمات. ودعت إلى "رفض الفردية الاستبدادية والقهر والعنف" والى "قيام المؤسسية وسيادة القانون والمواطنة المتساوية والمشاركة الشعبية في السلطة والثروة وصناعة القرار". * ومن بين القوى الموقعة على الوثيقة بالخصوص حزب الإصلاح الإسلامي النافذ والحزب الاشتراكي الذي كان يحكم اليمن الجنوبي سابقا. * وتشهد صعدة ،المحافظة الشمالية التي تشكل معقل تمرد حوثي، عمليات للجيش اليمني منذ 11 أوث خلفت عشرات القتلى والجرحى. وتسببت تلك المعارك في تفاقم الوضع الإنساني بسبب نزوح ألاف المدنيين . وقالت ناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين الثلاثاء أن الوضع الإنساني في صعدة " صعب جدا". وقالت لور شدراوي أن المفوضية لم تتمكن من نقل مساعدات إلى صنعاء لان الممرات الإنسانية لم تؤمن بعد . وأفادت المتحدثة باسم المفوضية العليا أن المعلومات المتوفرة لديها قبل انقطاع الاتصالات الهاتفية مع المدينة صباح الاثنين تفيد أن سكان صعدة يلزمون بيوتهم وهناك ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية بسبب استمرار المعارك. * ولم يجر أي إحصاء مؤخرا لسكان صعدة ، لكن التقديرات التي تعود إلى 2004 تفيد أن عدد سكان المدينة يبلغ حوالي ستين ألف نسمة.