وأفادت تقديرات بأن قرار العفو هذا يشمل نحو 800 معتقل جنوبي وأكثر من 2000 مناصر للمتمردين الحوثيين. كما اقترح صالح على المعارضة، في خطابة بمناسبة الذكري العشرين لتوحيد اليمن، تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني خلال الخطاب الذي ألقاه في تعز الواقعة على بعد 230 كلم جنوب غرب صنعاء، عشية الاحتفالات الرسمية بتوحيد البلاد عفواً عاماً عن المعتقلين الذين يشتبه بصلتهم ب"الحراك الجنوبي" والمتمردين الحوثيين. ورحّب صالح ب"الشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية، عبر حوار وطني مسؤول في سبيل تعزيز بناء دولة النظام والقانون". وأضاف "في ضوء نتائج الحوار، فإنه يمكن تشكيل حكومة من كل القوى السياسية الفاعلة الممثلة في مجلس النواب وفي المقدمة الشريك الاساسي في صنع الوحدة" التي اعلنت في ماي 1990، في اشارة الى الحزب الاشتراكي اليمني. والحزب الاشتراكي اليمني كان يتولى السلطة في عدن قبل توحيد اليمن، ويؤيد أبرز قادته الذين يقيمون حالياً في المنفى انفصال جنوب البلاد. ودعا الرئيس اليمني في خطابه إلى "تضافر جهود الجميع في الوطن والعمل كفريق واحد لمواجهة الإرهاب الذي أضر بالوطن والتنمية ويهدد الأمن والسلم الاجتماعي"، مؤكداً أن لا مكان للإرهاب والتطرف في اليمن". ومنذ محاولة تفجير طائرة أمريكية كانت متجهة من امستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي، تسعى السلطات اليمنية إلى التصدي لتنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات عدة استهدفت بعثات دبلوماسية ومنشآت نفطية وسياحاً أجانب في اليمن. واتحد شمال اليمن وجنوبه رسمياً في عام 1990، لكن كثيرين في الجنوب حيث تقع معظم المنشآت النفطية للبلد المدقع فقراً يشكون مما يسمونه اغتصاب الشماليين لموارد الجنوب وتقييد هويته وحرمانهم من الحقوق السياسية. وتكافح صنعاء للحفاظ على هدنة هشة مع المتمردين الحوثين في الشمال والسيطرة على حركة انفصالية متنامية في الجنوب تطورت إلى عنف متزايد. ويتعرض اليمن لضغوط دولية لكبح الصراعات الداخلية من أجل التركيز على قتال القاعدة. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينطلق من اليمن كذارع اقليمي لتنظيم القاعدة العالمي مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة متجهة للولايات المتحدة العام المنصرم وعن هجوم انتحاري في أفريل الماضي فشل في قتل السفير البريطاني في اليمن تيم تورلوت