بريس هورتوفو بعدما يقارب أسبوع من الجدل حول "عنصرية" التصريحات التي أطلقها وزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتوفو، في حق شاب مغترب من أصل جزائري، تقدم أخيرا الرجل القوي في حكومة فرانسوا فييون باعتذاره للجالية المسلمة المقيمة في فرنسا عما بدر منه، واصفا ما أثير حول تصريحاته ب"التفسير الخاطئ". * * وزير الداخلية الفرنسي وخلال مأدبة الإفطار التي أقامها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بباريس، عبّر عن أسفه لما وصفه "الجدل العقيم والظالم" الذي تولد عن تصريحات الموصوفة بالعنصرية، والتي أدلى بها خلال الجامعة الصيفية لحزبه، "الاتحاد من أجل حركة شعبية" (يرأسه الرئيس نيكولا ساركوزي)، بتاريخ الخامس من سبتمبر الجاري. * وكان المسؤول الفرنسي قد تفوّه بعبارات وصفت بالعنصرية في حق مغترب من أصل جزائري خلال تجمع شباني نظمه حزبه اليميني، حيث طلب شاب يُدعى"أمين" التقاط صورة مع الوزير بعد أن عرّفته إليه سيدة قائلة إنه عربي لكنه يشرب البيرة، فقال هورتفو مازحاً إن "أمين" لا يشبه النموذج الأصلي (الفرنسي)، وفي حال اقتصر الأمر عليه فلا مشكلة، أما إذا تعدى العدد واحداً تبدأ المشكلات". * بريس هورتوفو أمام المسؤولين وبعد أن لقي انتقادات شديدة من طرف المعارضة اليسارية في بلاده وكذا جمعيات حقوق الإنسان، بسبب تصريحاته، قال أمام جمع من المدعوين للإفطار:"أنا متأثر لأن أشخاصا جرحوا في مشاعرهم وقناعاتهم بسبب جدل إعلامي وتفسير خاطئ تماما". * وأضاف "أريد أن أعرب عن أسفي، بعد الجدل العقيم والظالم، وعن احترامي لكل الفرنسيين مهما كان دينهم وقناعاتهم"، علما أن أورتوفو كان اضطر للتوضيح قائلا:"عندما تحدثت عن مشكلات تبدأ إذا تعدى الأمر شخصاً واحدا، لم أكن أقصد الانتماء العرقي للشاب الجزائري، بل كنت أريد القول إن كثيرين طلبوا التقاط صورة معي، ما أخّر مغادرتي المكان". * ومما زاد من غضب الطبقة السياسية الفرنسية على وزير داخليتهم، هو أنه أقدم قبل أيام على معاقبة المحافظ بول جيرو، الذي اتهمه بالإدلاء بتصريحات عنصرية، بإحالته إلى التقاعد المبكر، وهو ما كان وراء مطالبة زعيمة "الحزب الاشتراكي"، مارتين أوبري، وزير الداخلية تطبيق "القاعدة نفسها" على نفسه، أي بتقديم استقالته.