دعي وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتوفو المقرب من الرئيس نيكولا ساركوزي إلى الاستقالة الجمعة في خضم عاصفة سياسية بعد اتهامه بالإدلاء بتصريحات عنصرية في شريط عرض على الانترنت. وردا على سؤال بهذا الصدد، اكتفى ساركوزي مساء الجمعة بالقول ''أفضل أن يهتم كل بعمله وألا يضيع الوقت في المهاترات''. وأضاف خلال لقاء صحافي بعد لقائه مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو، ''لدي وقت قليل لأضيعه على مثل هذه الأمور!''. ووصف المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بنوا هامون تصريحات الوزير التي تتعلق بشاب من أصل مغربي منتسب للحزب اليميني الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية)، بأنها ''مقيتة''، وقال ''إن الكثير من الأصوات الاشتراكية ارتفعت مطالبة باستقالة بريس هورتوفو على الفور''. وفي الشريط الذي صور في 5 سبتمبر خلال الاجتماع الصيفي للاتحاد من اجل حركة شعبية في سينيوس، جنوب غرب فرنسا، وعرض على الانترنت، تقدم امرأة للوزير شابا من أصل مغاربي وتقول هامسة ''هذا منتسبنا العربي الشاب''. ويجيب الوزير قائلا ''يلزمنا دائما واحد. عندما يكون هناك واحد، تستوي الأمور. عندما يكونون كثرا تحدث المشكلات''. وقالت قناة ''بوبليك سينا'' (مجلس الشيوخ العام) الحكومية التي صور صحافيوها الشريط المعروض، إنها قررت عدم عرضه على شاشتها ''بعد نقاش في هيئة التحرير''. وتشكل القضية إحراجا للوزير الذي عاقب للتو المحافظ بول جيرو بإحالته إلى التقاعد المبكر لاتهامه بالإدلاء بتصريحات عنصرية. وطالبت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري وزير الداخلية بتطبيق ''القاعدة نفسها'' أي الاستقالة. وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه سيغولين روايال. ولكن الحزب اليميني الحاكم انبرى للدفاع عن الوزير الذي يعتبر من اقرب المقربين من ساركوزي. أما الشاب المعني في الشريط، واسمه آمين، فقال أن الأمر ''أخرج من سياقه تماما''. وأكد وزير الداخلية انه كان يمزح وقصد بكلامه ناخبي منطقة اوفيرنيو (وسط فرنسا). وكان بريس هورتوفو في بداية عهد نيكولا ساركوزي وزيرا للهجرة وكلف بوضع سياسة صارمة تمحورت حول مبدأ ''الهجرة الانتقائية''، وشهد عهده (ماي 2007 وحتى جانفي 2009) عمليات طرد متكررة للمهاجرين.