انتقل إلى رحمة الله تعالى الدكتور المؤرخ الجزائري الكبير محمد الطاهر العدواني عن عمر يناهز 66 سنة قضى معظمها مجاهدا في صفوف ثورة التحرير الكبرى، وباحثا مؤرخا في تاريخ الجزائر. * وبحسب أحد أفراد عائلة العدواني بقرية الزقم بالوادي فإن المرحوم قد عانى ومنذ سنوات قليلة من مرض خبيث ألزمه العناية الطبية المركزة، وأدخل في نهاية الأسبوع الماضي إلى مستشفى عين النعجة المركزي. ولما أدركت زوجته المصرية أن ساعة الفراق قد اقتربت نقلته وعلى جناح السرعة إلى القاهرة أين لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الأربعاء الماضي، وليدفن هناك بعيدا عن أرض الجزائر التي ناضل من أجل تحريرها. * وقد تقلد الدكتور محمد الطاهر العدواني عدة وظائف ومهام تعليمية وسياسية ومنها أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر، ومدير البحوث والدراسات التاريخية بوزارة الثقافة، ثم مديرا مركزيا بالأمانة الدائمة لجامعة الدول العربية، وممثلا للجامعة العربية في باريس. * كما كانت للمرحوم نشاطات عديدة في مجال التأليف والكتابة، ومنها كتابه الهام الذي لايزال المرجع الوحيد لدارسي تاريخ الجزائر القديم (الجزائر منذ نشأة التاريخ) وألقى آخر محاضرة له بعنوان (الحاج أحمد باي الخبر والعبر) في ملتقى الحاج أحمد باي الأخير بمدينة بسكرة. * وبهذا المصاب الجلل تتقدم أسرة الشروق اليومي بالتعازي الخالصة إلى أسرة المرحوم بالوادي والجزائروالقاهرة، وإلى العائلة الثورية والثقافية التي ينتمي إليها المرحوم والذي كان بالمناسبة صديقا وفيا للشروق اليومي، بحيث قد سبق له وأن نشر بها عدة دراسات وبحوث فكرية وتاريخية وثقافية.رحم الله الدكتور محمد الطاهر العدواني وأسكنه فسيح جنانه وأعاد إن شاء الله جثمانه الطاهر إلى الجزائر ليدفن مع الرفاق في مربع الشهداء.