شاءت الصدفة أن يحضر حفل استقبال "الشروق" لمجسم كأس العالم نجمان بارزان للكرة الجزائرية هما لخضر بلومي والحارس الوناس ڤواوي. وإذا كان النجمان قد اجتمعا لمشاهدة الكأس الذهبية.. كأس العالم التي أبهرت بسحرها الملايين من عشاق الكرة، فإن لكل واحد منهما قصته الخاصة معها. * لخضر بلومي أو "أمير معسكر قاهر الألمان"، سافر إلى إسبانيا لخوض مباريات كأس العالم 1982 في أول خرجة عالمية للخضر. سجل بلومي هدف الفوز ضد الألمان لكن المنتخب الوطني خرج من الدورة مرفوع الرأس بعد فضيحة ألمانية -نمساوية ما زال عالم الكرة يتذكرها بقوة، ويكفيه أنه المنتخب الوحيد الذي احتل المرتبة الأولى ولم يصعد إلى الدور الثاني. غادر بلومي اسبانيا ولم يكتب له الاقتراب من ذهب كأس العالم، وعاد في الدورة الموالية إلى المكسيك ولم يكتب لبلومي رؤية الكأس. * وبالمقابل، يستعد الحارس الأول للخضر الوناس ڤواوي لدخول المنعرج الأخير المؤدي إلى جنوب إفريفيا أين ستحط الكأس الذهبية الرحال في جوان القادم. وكان ڤواوي متقدما عن بقية رفاقه من لاعبي المنتخب الوطني، فقد شاهد الكأس عن قرب والتقط له المصورون صورة تذكارية في لحظة تاريخية تمناها آلاف اللاعبين قبله. * ويعترف حارس "الخضر" بأن مشاهدة كأس العالم عن قرب تركت في نفسه شعورا خاصا لأنه كان قبل أيام يراها بعيدة حتى وإن كان "الخضر" يقتربون منها خطوة كل يوم. ولا شك بأن الحارس ڤواوي سيحمل "شعوره الخاص" إلى بقية لاعبي المنتخب الوطني وسيشهر أمامهم صورته التذكارية ليقول "نحن أقرب من غيرنا إلى كأس العالم". وهذه الكلمات القليلة لها أكثر من معنى في أوساط منتخب بات يحلم بتحقيق التأهل بعد انتظار دام أزيد من عشرين سنة. * وبين لخضر بلومي والوناس ڤواوي قصة جيلين متباينين تحملا عبء تأهيل الخضر إلى كأس العالم، فنجح الأول مرتين، ويحمل الجيل الثاني أمل السفر إلى جنوب إفريقيا والمشاركة في كأس العالم في جوان القادم. * وفي لحظة احترام وتقدير، تبادل اللاعبان الحديث، فكانت كلمات بلومي غنية بالنصائح والأمل، وكان رد ڤواوي صادقا فيه الكثير من التحدي والشجاعة. لم يتردد حارس الخضر في التأكيد على أن حضور كأس العالم إلى الجزائر وتحديدا إلى مقر "الشروق" راعية الرياضة والرياضيين يعني بكل بساطة دفعا إضافيا للمنتخب الوطني باتجاه التأهل إلى كأس العالم. وإذا كان الزمن قد فرق نجمي المنتخب الوطني، فإن حسهما واحد وأملهما واحد في أن تبقى كأس العالم لكرة القدم دائما من تحديات الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني الذي عاشها وأحبها قبل ربع قرن. * ولا بد من القول إن كأس العالم التي زارت الجزائر واستضافتها "الشروق" في خطوة غير مسبوقة ستكون بدون شك محطة تاريخية هامة في مسيرة المنتخب الوطني الذي بات على بعد مقابلتين من كأس العالم الذهبية الساحرة التي سيتجدد معها الموعد في جوان 2010.