مجلس قضاء الجزائر من المنتظر أن تفتح محكمة جنايات العاصمة في إحدى دوراتها الجنائية القادمة ملفا متعلقا بالإرهاب متورط فيه 15 شخصا موقوفا، والملف متعلق أساسا بالتفجيرين اللذين مسا في الصائفة قبل المنصرمة وسط مدينة البويرة، محدثين خسائر مادية معتبرة في الأملاك العمومية والخاصة، منها تضرر فندق في طور الانجاز. * وحسب ما علمته "الشروق" فإن المتورطين ال 15 سيتابعون بتهم مختلفة أبرزها الانخراط في تنظيم إرهابي ونشر التقتيل وتقديم الدعم والمساعدة لعناصر الجماعات الإرهابية المسلحة، إضافة لتهمة المساس بأمن الدولة واستقرار مؤسساتها الوطنية والأجنبية، وذلك بواسطة التفجيرات وعن طريق الانتحاريين المستهدفين للأماكن العمومية، وكذا حيازة أسلحة نارية وذخيرة حربية حية، ومن المتهمين يتواجد المكنّيان "بلال" و"أبو هريرة". * وكانت تفجيرات البويرة التي وقعت في صائفة 2008 هي الأولى من نوعها التي تمس وسط المدينة بعد ما كانت مقتصرة على ضواحيها فقط، متسببة في أضرار كبيرة أصابت بعض المنشآت العمومية والخاصة، ولكن دون إحداث ضحايا بشرية. وقد اعترف أحد المتهمين بملكيته لسيارة "رونو كونغو" المستعملة في إحدى العمليتين، مشيرا أنه باعها قبل التفجيرات ب 10 أيام بمبلغ 44 مليون سنتيم بسوق الحراش للسيارات، فيما اعترف المتهم "ب.م" بملكيته للسيارة الثانية المفجرة، مضيفا بدوره أنه باعها قبل التفجيرات. * وانكشف أمر هؤلاء بعد استغلال مصالح الأمن للمكالمات المتبادلة بين بعض المتهمين وعليه تم إيقافهم جميعا في صائفة 2008، كما اعترف بعض المتهمين بانتمائهم للجماعات الإرهابية النشطة بجبال البويرة وتيزي وزو تحت إمرة المدعو (دربال.ع) والمكنى "أبو حذيفة عبد الجبار" والذي قضت عليه قوات الأمن مؤخرا، كما صرح أحد المتهمين بتردده المستمر على غابة دوار "مخشن" بالاخضرية بولاية البويرة، أين تتمركز الجماعات الإرهابية المسلحة، وكان يتكفل بنقل لهم كل ما يحتاجونه من مؤونة ولوازم، خاصة الهواتف النقالة والشرائح إضافة لبطاقات التعبئة، وكان ينقل الأغراض في سيارة ومرات داخل حافلة لنقل المسافرين. * وكشف هذا المتهم عن وجود شبكة إرهابية مختصة فقط في تجنيد شباب وقصر في العمل المسلح، ثم تقوم بتسهيل الاتصال لهم بالجماعات الإرهابية المركزية، ومن ثمة الالتحاق بمعاقلها بالجبال لمباشرة العمل المسلح، وهي الشبكة التي تضم حسب تصريحه أشخاصا من مختلف مناطق الوطن، وإن اعترف كثير من المتهمين بما نسب إليهم عند استجواباتهم الأولية من طرف مصالح الأمن، إلا أنهم تراجعوا عن ما أدلوا به لدى قاضي التحقيق، منكرين أي علاقة لهم بالإرهاب والعمل المسلح.