هذه الأيام وبعد الفيضانات التي ضربت ولاية وهران، قال الوالي هناك، ردا على سؤال بخصوص وفاة مواطن تحت أحد الأنفاق، أن الأمر "محض اختراع صحفي، لا أساس له من الصحة"، مفضلا بذلك أن يحذو حذو وزير الشؤون الدينية حين اتهم الصحافة باختراع أكذوبة الفقر والميزيرية، وولد عباس حين قال أن جميع الجزائريين مرتاحون، ومن يقول غير ذلك، فهو مختل عقليا؟! * إنكار الوالي لوفاة مواطن بسبب الفيضانات، وردت صدفة في اليوم ذاته، الذي نشر فيه موقع الكتروني، خبرا، نعيده هنا، خصيصا للسيد الوالي وجماعته في الجهاز التنفيذي، ومن والاهم، من باب "وذكّر، لعل الذكرى تنفع المؤمنين"؟! * * يقول الخبر أن محكمة أمريكية بولاية كاليفورنيا أمرت بسجن مواطن أمريكي 25 عاماً بعد إدانته بقتله كلب صديقته البالغ من العمر عشر سنوات. ونقلت وكالة (يو بي أي عن نائب المدعي العام لمدينة ميلبيتاس كيفن سميث أن "محكمة في المدينة قررت سجن أليكس كاسترو بعد إدانته بتهمة ضرب الكلب كوبر بمطرقة حتى الموت عام 2007". وأضافت سميث أن القرار الذي اتخذته المحكمة تأثر بالسجل العنيف الذي يحمله المتهم. وقالت صاحبة الكلب جواني غونزاليس صديقة كاسترو المدان حالياً إنها "راضية عن الحكم". ويشار إلى أن المتهم كاسترو كان قد أدين عام 1994 لضربه رجلا ضرباً مبرحاً كاد يفارق الحياة بسببه، كما أدين عام 1982 للاعتداء على رجلين بآلة حادة... يعني أن له سوابق؟! * * فما رأي السادة المسؤولين في العدالة الأمريكية؟! لعلهم سيقولون أنها "عدالة بنت كلب" تلك التي تسجن إنسانا بسبب كلب، وكلامهم صحيح، دون مناقشة لمسائل الرفق بالحيوان؟! * * لكننا نقول، وذلك غرضنا من وراء نشر الخبر، أن الإدارة عبر عموم الولايات افتقدت حتى شعور الرفق بالإنسان، والتعامل مع المواطنين بالحسنى، فتحول هؤلاء عندهم إلى مجرد كلاب، لا ينفع نباحهم بقدر ما لا يؤثر موتهم، والدليل أن ولاية كبيرة مثل الشلف، ودعت أمس مواطنا متأثرا بعضة كلب، وقبلها بيومين، نهشت الكلاب لحم 16 مواطنا في بلدية شعبة اللحم، بعين تموشنت، وفي غليزان، قبل حوالي سنة، توفيت عائلة متأثرة بداء الكلب، مما يجعلنا أمام واقع، يشبه المسخرة، لخصه الراحل عز الدين مجوبي، قبل سنوات حين تهكم على الوضع السياسي الفاسد وقتها قائلا "الكلاب دايرين حفلة"، لكننا نعيش ذلك الواقع اليوم بكل تفاصيله؟!