عقد المجلس الشعبي الوطني أول أمس جلسة علنية خصصت لطرح أسئلة شفوية على وزراء الموارد المائية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والشؤون الدينية والأوقاف وكاتب الدولة المكلف بالاتصال. ورد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات على ثلاثة أسئلة تخص قطاعه من بينها تلك المتعلقة بوضعية مرضى السرطان في الجزائر، نافيا أن يكون هناك تقصير من طرف السلطات العمومية فيما يخص التكفل بالمرضى سواء تعلق الأمر بتوفير الأدوية أو العلاج في المستشفى، وأكد أن كل الأدوية الخاصة بداء السرطان متوفرة في الصيدليات المركزية للمستشفيات وتقدم مجانا كونها باهظة الثمن، وأن هناك بعض الأطباء من يصفون أدوية "حديثة جدا" لاتدخل في القائمة الرسمية الوطنية للأدوية، وهو التصرف الذي يزيد حسب بركات "من حالة اضطراب وهلع المصابين بالسرطان". وعن طرق علاج السرطان أشار السيد بركات الى أن العلاج بالجراحة والكيميائي "موجودان في كل الولايات" غير أنه اعترف بقلة الأجهزة ومراكز العلاج خاصة فيما يتعلق بالعلاج بالأشعة حيث أن الوحدات الخمس الموجودة على المستوى الوطني "تعمل بتقنيات قديمة وتجهيزات تسمح بمعالجة 8000 مريض سنويا فقط" مذكرا أنه تقرر إنجاز 15 مركزا جديدا للعلاج بالأشعة من بينها اثنان بمسرغين في ولاية وهران وورقلة وسيدخلان الخدمة ابتداء من جانفي القادم. وقدم بركات أرقاما عن انتشار مرض السرطان في الجزائر، حيث يتم تسجيل 35 ألف حالة سرطان كل سنة بالجزائر 53 بالمئة منها نساء و47 بالمائة منها رجال.. وفي رده على سؤال حول ظاهرة التسمم العقربي التي تعرفها بعض المناطق الداخلية والجنوبية للبلاد أشار السيد بركات إلى أن هذه "مشكلة عامة مرتبطة بالبيئة والمناطق وكذا بتصرفات المسؤولين المحليين والأسر والمواطنين". وذكر المتحدث أن عدد الوفيات بالتسمم العقربي تراجع بصفة كبيرة مقارنة بسنوات التسعينات حيث أنه تم تسجيل 28 ألف حالة تسمم عقربي سنة 1991 أدت إلى وفاة 106 أشخاص أما سنة 2009 تم تسجيل 44 ألف حالة لسعة أدت إلى وفاة 47 شخصا، وأكد أن التحكم في الوضع يعود بالأساس إلى المجهودات التي تبذل محليا. ومن جهة أخرى وفي رده على سؤال حول التحويلات الاستعجالية للمرضى من ولاية إلى أخرى ذكّر الوزير بالقرار الوزاري الذي يشترط لاتمام أية عملية تحويل غياب إمكانيات التكفل به في ولاية إقامته، وأوضح أن هذا الإجراء تم اتخاذه لتخفيف الضغط عن المستشفيات الكبرى. وعلى هامش الأسئلة الشفوية صرح السيد بركات للصحافة أن أنفلونزا الخنازير "يكون قد مسّ تقريبا 8000 شخص لكن لم تستدع إدخالها المستشفى وشفيت بطريقة تلقائية" موضحا أن الأرقام التي يعلن عنها بالوزارة تخص الحالات الاستشفائية فقط. غلام اللّه: بعثة الحج تتكون من كفاءات أما وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله فقد نزل إلى المجلس الشعبي الوطني للرد على سؤال يتعلق بتأطير موسم الحج للموسم الماضي وليس الحالي كون السؤال الشفوي طرح قبل أشهر، وعرفت الجلسة توترا بين النائب صاحب السؤال والوزير بخصوص تقييم أداء بعثة الحج، فبعد أن شكك النائب في كيفية اختيار أفراد البعثة وقال أن الوزارة "تختار كل من هبّ ودبّ" لهذه العملية، جاء رد الوزير ليعبر عن رفضه لهذه العبارات من خلال التلميح الى ان صاحب السؤال يجهل حقيقة الوضع في الميدان وانه لم يكن مطلعا على عموميات التحضير لموسم الحج. وذكر بو عبد الله ان الكفاءة وقوة التأثير والقدرة على تسيير الجماهير هي اهم المعايير التي يتم الاعتماد عليها لاختيار المؤطرين. وعن الإداريين الذين يرافقون الحجاج أوضح أنهم يضطلعون بمهمة إسكان ضيوف الرحمان في البقاع المقدسة وان عملية انتقائهم لا تتم على أساس النزوات بل "أن أغلبهم إطارات الأمة زكتهم أجهزة الدولة على أساس الكفاءة والنزاهة والالتزام". وبخصوص اقتراح تقدم به النائب للتقليل من عدد أفراد البعثة الجزائرية والمتمثل في تشغيل عدد من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالمملكة العربية السعودية أكد السيد غلام الله أن الاتفاق المبرم بين الجزائر والمملكة السعودية يقضي بعدم انضمام أفراد الجالية لأعضاء البعثة إلا بعد أخذ إذن منها". وأضاف وزير الشؤون الدينية أن البعثة التي رافقت الحجاج إلى البقاع المقدسة تتكون من أطباء ومسيرين إداريين وماليين وغيرهم من الإطارات و"لا نعتقد أن هذه الكفاءات تتوفر لدى الشريحة المقيمة بالسعودية".