لم يتمكن حشود المصليين الخروج في مظاهرات في جمعة الغضب، رغم دعوة وزارة الشؤون الدينية بجعل يوم أمس لنصرة الأقصى من الغطرسة الإسرائيلية، فقد تدخلت الشرطة بحي نصيرة نونو ببلكور وتحديدا أمام مسجد خالد بن الوليد لمنع مسيرة لمصلين كانت باتجاه الشارع الرئيسي لبلدية سيدي امحمد أين كانت لهم مصالح الأمن بالمرصاد. بالمقابل رفض بعض المصلين، الإستجابة لنداء المسيرات خشية تكرار سيناريو مسيرات لدعم غزة، حيث خرجوا في مسيرات غير مرخصة وهم اليوم متابعين قضائيا. * * كما منعت مصالح الأمن مؤسسة القدس من تنظيم تجمع شعبي، أمس الجمعة بالمركزية النقابية بدار الشعب بالعاصمة، تضامنا مع المسجد الأقصى الذي يتعرض لعمليات استفزاز إسرائيلية منذ أيام، ولدعم الفلسطينيين القابعين به. وقال عبد الرزاق مقري، رئيس مؤسسة القدس في الجزائر، أن السلطات الأمنية طلبت منه ترخيصا لتنظيم هذا التجمع الذي كان يرجى منه دعم الأقصى والتعبير عن الموقف الشعبي في الجزائر إزاء الممارسات الإسرائيلية التعسفية. موضحا أن التجمع الشعبي سيكون فرصة لتأكيد التزام الشعب الجزائري بمواقفه من القضية الفلسطينية. * * وقفات تضامنية بغرب البلاد استنكارا للتعدي على حرمة الأقصى * صنعت أمس، الانتهاكات التي تعرض لها المسجد الأقصى بالقدس الشريف في فلسطين على يد الإسرائيليين، الحدث بولايات الجهة الغربية، التي لم تخلو خطب الجمعة بمساجدها من دعوات التجند لحماية أحد رموز الإسلام والمسلمين، للتصدي لعمليات تدنيس الحرم القدسي. * ولم تقتصر اللفتة التضامنية مع المقدسيين، على تلك الخطب التي حملت معها مشاعر التضامن، بل تجاوزتها إلى تنظيم وقفات تضامنية بدور الثقافة، وكذا إطلاق عدة عمليات لجمع الإمضاءات التي جاءت في شكل لوائح تنديدية، عبر فيها المواطنون وبكل عفوية عن ما يجيش في خواطرهم من مشاعر الحزن والأسى على انتهاك حرمة الأقصى. * * قلوب سكان شرق البلاد لا تخفق إلا للأقصى * رغم أن الأنظار والأسماع متجهة شطر البليدة وزامبيا، ورغم شغف الناس بحلم التأهل إلى المونديال، إلا أن الأقصى مازال في قلوب الجزائرييين الذين يتابعون أخباره عبر الفاضائيات ونوادي الأنترنت وكانت جمعة زوال أمس في مختلف مساجد شرق البلاد مخصصة لنصرة الأقصى، حيث تطرق الإمام جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة للجرح الفلسطيني وبقاء الأقصى أسيرا لدى الصهاينة. * * "لا حدث" في بقية الدول العربية * مسيرات لنصرة الأقصى في غزة وعمان تطالب بتجهيز الجيوش * شهدت الأراضي الفلسطينيةالمحتلة نهار أمس الجمعة يوم غضب تنديدا بمحاولات المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصى منذ الأسبوع الماضي. وبينما شارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرات دعت إليها فصائل المقاومة، كانت هناك استجابات محتشمة في بقية الدول العربية للنداء الذي كان قد أطلقه الشيخ يوسف القرضاوي وكذلك القياديات الفلسطينية لجعل هذا اليوم يوما لنصرة الأقصى الذي يتعرض للخطر. * ففي قطاع غزة، وعقب صلاة الجمعة انطلقت مسيرات شارك فيها آلاف الفلسطينيين في مسيرات نصرة للمسجد المسجد الأقصى المبارك. وحمل المتظاهرون خلال المسيرتين، التي دعت إليهما حركتا حماس والجهاد الإسلامي أعلاما فلسطينية ومجسما للأقصى مرددين "لبيك يا أقصى لبيك". كما رفعت لافتات كتب عليها "الأقصى في خطر". * وأكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في كلمة خلال مسيرة ثالثة نظمتها حركته في مخيم جباليا شمال قطاع غزة أن هدف الاعتداءات على الأقصى هو تهويد القدس ولابد من الاستعداد لمواجهة العدو. وطالب البطش الفصائل الفلسطينية "بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة"، مؤكدا أن "المصالحة واجب وطني وشرعي"، داعيا "كتائب سرايا القدس والقسام إلى مزيد من أسر الجنود الاسرائيليين لإنهاء صفقة الأسرى". وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا مشددا على مدينة القدس وفي محيط المسجد الأقصى لمنع الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من أداء الصلاة فيه. * * ولم تسمح قوات الاحتلال بدخول الأقصى إلا للرجال في سن الخمسين فما فوق من حاملي بطاقات الهوية الإسرائيلية، فيما رفعت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أوقفت لفترة وجيزة زعيم الحركة الإسلامية الشيخ رائد صالح، بتهمة "التحريض على العنف" ومنعته من دخول المدينة المقدسة لشهر. * وفي الأردن، شارك مئات الأشخاص في مسيرة هتفوا خلالها "الموت لعباس" رئيس السلطة الفلسطينية وأحرقوا أعلاما إسرائيلية. وانطلقت المسيرة عقب صلاة الجمعة أمام مبنى رئاسة الوزراء الأردنية في عمان "نصرة للأقصى" وتلبية لدعوة النقابات المهنية وأحزاب المعارضة الأردنية. واعتبر المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن، الشيخ همام سعيد المفاوضات مع إسرائيل "جريمة"، مضيفا في كلمة ألقاها في ختام المسيرة "نعلن براءتنا من عباس وزمرة عباس التي وقفت مع العدو في خندق واحد". وقال سعيد إن "المفاوضات مع اليهود على الأقصى جريمة. علام تفاوضون أيها الحكام العرب؟ أخرجوا من المفاوضات وجهزوا الجيوش لتحارب على أرض فلسطين". * وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "لا تصالح لا تساوم، قاوم قاوم قاوم" و"الأقصى لنا والقدس لنا وفلسطين من بحرها إلى نهرها لنا". وعلى المستوى الرسمي، كلف مجلس الجامعة العربية في اجتماع طارئ الخميس على مستوى المندوبين، المجموعة العربية في الأممالمتحدة بطلب جلسة خاصة وعاجلة للجمعية العامة للنظر في الموقف الخطير الناتج عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى والقدسالمحتلة. وكان المنسق الخاص التابع للأمم المتحدة روبرت سري قام بزيارة القدس الخميس واعتبر أن الوضع ما زال غير مستقر رغم تراجع حدة التوتر إلى حد ما. * * القرضاوي ينتقد رد الفعل حيال الأقصى * انتقد رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الشيخ يوسف القرضاوي رد الفعل حيال التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى، وقال الأمر لم يلق إلا احتجاجاً خافتاً على استحياء، على حد تعبيره. * * وشدد القرضاوي -في مهرجان للتضامن مع المسجد الأقصى جرى في الدوحة بعد صلاة الجمعة- على ضرورة أن يقوم قادة الدول العربية والإسلامية بواجبهم وأن يجتمعوا من أجل الأقصى كما فعلوا عند حريقه في ستينيات القرن الماضي. * وفي خطبة الجمعة دعا القرضاوي حكام العرب والمسلمين إلى التحرك، قائلا إنهم يخضعون لاعتبارات إقليمية ومحلية. * كما ركز انتقاداته على الحكام وقال أيضا إنهم يخضعون لوسوسات شيطانية بعضها من شياطين الإنس والقوى الاستعمارية.