خرج، أمس المئات من مواطني العاصمة مباشرة بعد أدائهم صلاة الجمعة، في مسيرات عفوية نصرةً لفلسطين ولأهل غزة، وجابت المسيرة الكبيرة كل من شوارع حسيبة بن بوعلي، نصيرة نونو وشارع بلوزداد الرئيسي، تخللها خطابان للداعية عبد الفتاح زراوي حمداش، وحدثت خلالها صدامات طفيفة مع أعوان الشرطة الذين حاولوا تطويقها وتحديدها، التزاما بأمر منع المسيرات والمظاهرات بالعاصمة، لكنها انتهت بسلام عند صلاة العصر بمسجد خالد بن الوليد ببلوزداد· قبل صلاة الجمعة، لم يكن أي شيء يوحي في قلب العاصمة أن أهم شوارعها ستتحول بعد انتهاء أئمة المساجد من أداء الصلاة، إلى مساحات لأمواج من المصلين التحقوا بإخوانهم من مسجد خالد بن الوليد ببلوزداد، في مسيرة غضب واحتجاج على الأنظمة العربية التي تتفرج على مذبحة غزة، من جهة ومسيرة نصرة للمقاومة الاسلامية في فلسطين من جهة ثانية· وردّد المصلون الذين كلما مرّوا على حيّ من أحياء المدينة، التحق بهم ركب من الجماهير، هتافات من قبيل ''خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سيعود'' و''بالروح بالدم نفديك يا غزة''، ''يا مبارك يا عميل الأمريكان''، كما رفعت في المسيرة شعارات ''القدس لنا''، ''نحن عائدون غزة في العيون''· المسيرة التي كانت ستتوجه إلى غاية نهاية حسيبة بن بوعلي وشارع العقيد عميروش، اعترضتها أحزمة أمنية معززة، مما جعل الجموع تغلق طريق بن بوعلي المتاخم لشارع بشير عطار، حيث تقع دار الصحافة الطاهر جاووت، ليتم تحويل اتجاهها نحو أزقة بلوزداد مرورا بالشارع الرئيسي لدار الشعب، ليتجمع بعدها المحتجون، بمحطة الحافلات عيسات ايدير، أين ألقى الداعية عبد الفتاح زراوي حمداش صاحب بيان المسيرة، وهو أحد الطلبة المتخرجين من مدارس علماء الدين ومشايخ المملكة العربية السعودية، ألقى خطابا قال فيه إن منظمي المسيرة لا صلة لهم بحزب سياسي ولا تنظيم اجتماعي وليس لها أي مطلب سياسي كذلك، عدا أنها تطلب باسم المسلمين الجزائريين، أن تفتح السلطات حسابا جاريا يتم الإعلام برقمه في كافة القنوات التلفزيونية والإذاعية والاعلام المكتوب لنتبرع لإخواننا في غزة، وأن تفتح المستشفيات لجمع التبرعات بالدم لجرحى القصف الصهيوني، وتوسيع المساعدات الجزائرية إلى غزة من المساعدات الجوية إلى المساعدات البرية والبحرية، لتواصل المسيرة اتجاهها نحو مسجد خالد بن الوليد ببلوزداد، حيث ألقى الداعية عبد الفتاح كذلك كلمة أخيرة قال فيها ''العاصميون وخاصة أهل بلوزداد أصحاب مبادرة المسيرة، أبرزوا أن الجزائر لا تزال وفية لموقفها تجاه القضية الفلسطينية، وبرهنوا للعالم أنهم ليسوا من الشعوب التي ترضى بأن يفعل بفلسطين ما يفعل وهي مكتوفة الأيدي''، وقد لخص البيان الذي تم توزيعه على الإعلاميين، عقب انتهاء الاحتجاجات، المطالب كالتالي: أولا: يجب على الدول الاسلامية والعربية أن تؤدي واجبها تجاه فلسطين والقدس من خلال مواقف عملية لا قولية· ثانيا: فتح باب الجهاد للشعوب الراغبة في المساهمة في تحرير فلسطين وتمكينها من ذلك بكل ما تطيق· ثالثا: كسر جميع الحواجز والعوائق والموانع التي تحول بين الشعوب ونصرة القضية· رابعا وأخيرا: المطالبة بمواصلة فتح جسور الاغاثة، برا وبحرا وجوا· إلى ذلك قال الداعية عبد الفتاح، في تصريح إعلامي على الهامش، إن المسيرة عفوية، وإن الداعين إليها كانوا على علم بحظر المظاهرات والمسيرات في العاصمة، في ظل حالة الطوارئ، لكن غزة حالة طارئة، وما قمنا به كان من الطوارئ والضرورات، وبالتالي فالضرورات تبيح المحظورات، وكان قبل ذلك قد أفاد الداعية، بأنه سبق وأن استفتى كبار العلماء في الحجاز في المسيرة الاحتجاجية لتنظيمها في العاصمة في ظل حالة الطوارئ، وقد أجابوه بأن ذلك مسيرة واحتجاج بسيط قليل جدا على نصرة غزة في بلد مثل الجزائر· أعوان حفظ النظام يفرقون جموع من المصلين كانوا يعتزمون الخروج في مسيرة تنديد بمجزرة غزة انتشر العشرات من عناصر حفظ النظام بحي لابروفال بالقبة، حيث ضرب طوق أمني على مساجد الحي، تحسبا لخروج المصلين في مسيرات منددة بالمجزرة الإسرائيلية في غزة· وقد تمكنت عناصر الأمن من التحكم في الوضع وتفريق حشود المواطنين لدى خروجهم مباشرة بعد تأدية صلاة الجمعة بمسجد لابروفال وحي المسجد بالمنظر الجميل، حيث وقفت ''الجزائر نيوز'' على حجم التعزيزات الأمنية بالشوارع الرئيسية للحي ومفترق الطرق، حيث لوحظت حالة تأهب لمنع أي تدفق للمواطنين باتجاه وسط العاصمة، غير أن عناصر الأمن سرعان ما فرقت جموع المصلين مباشرة بعد خروجهم من صلاة الجمعة وطوقت أماكن تجمعهم، حيث لوحظ العشرات من سيارات وحافلات نقل عناصر قوات مكافحة الشغب مركونة عند نقاط تقاطع الشوارع الرئيسية لحي القبة·