خلف إحتفال الأنصار بفوز الخضر على الفريق الرواندي أول أمس بملعب تشاكر بولاية البليدة مقتل 15 شخصا في كامل التراب الوطني منهم 9 في كل من العاصمة ووهرانوتيارت والسعيدة وعين الدفلى وتسجيل 168 جريح عبر كامل التراب الوطني، حالة بعضهم خطيرة استدعت نقلها إلى مختلف المستشفيات لتلقي العلاج بعد إصابتهم عقب خروجهم من الملعب، كما تم تسجيل إصابة عدد من المتابعين لهذا الحدث الكروي بنوبات قلبية أفضت إلى وفاة 6 مناصريين. * لفظ عشية أمس 3 شبّان في وهران أنفاسهم الأخيرة، وأصيب أزيد من 85 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة وحروق متفرّقة عقب الاحتفالات الضخمة والصاخبة التي تلت فوز الفريق الوطني، وهي الأجواء التي سادت كل الأحياء الشعبيّة وغيرها من المناطق بربوع الولاية. * وفي هذا الصدد، شهدت وهران، حالة غير مسبوقة من الابتهاج والفرحة التي عمّت كل شوارع وأحياء المدينة ودامت لساعات طويلة، حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين على اختلاف أعمارهم وأجناسهم في أزيد من 55 موكبا للتعبير عن سعادتهم وتأكيد مساندتهم لأشبال سعدان، حيث تعدّدت مظاهر الفرحة وأساليب التعبير عنها بين إشعال المفرقعات واستعمال قارورات المبيد، والتنقّل في شكل مواكب على متن المركبات والشاحنات وغيرها من وسائل النقل التي صنعت مشهدا احتفاليا فريدا من نوعه. غير أنّ هذه الفرحة تحوّلت إلى مأساة حقيقيّة وسط العشرات من المبتهجين جرّاء وقوع حوادث مؤلمة أودت بحياة 3 أشخاص على الأقل، ويتعلّق الأمر بالمدعو"م.ط" البالغ من العمر 26 سنة الذي كان على متن سيارة من نوع "كليو" عندما اصطدم بشاحنة على مستوى الطريق الوطني رقم 20 المؤدّي إلى عين الترك. وهو الطريق نفسه الذي أزهق روح شاب يدعى"م.ع" 21 سنة في حادث انحراف سيارة من نوع "آتوس" على حدّ ذكر مصادرنا، فيما لقي الضحيّة الثالث مصرعه بمصلحة الإستعجالات الطبيّة بمستشفى وهران الجامعي بعد كسور خطيرة وجروح بليغة تسبّبت في إحداثها سيارة من نوع "307" بوسط المدينة. بينما فاقت حصيلة الجرحى المسعفين إلى مختلف المصالح الإستعجاليّة بمستشفيات الولاية 85 جريحا، أغلبهم تعرّضوا لحروق من الدرجة الثانية والثالثة في تجمّعات احتفاليّة بوسط المدينة، حيث استقبلت مصلحة الحروق لوحدها 44 مصابا منهم 38 من الأطفال والقصر. ناهيك عن تنقّل العشرات إلى مصالح طبيّة أخرى لتلقي العلاج على حدّ تأكيد المصادر ذاتها، منها حالة خطيرة لقاصر لا يتعدّى عمره 17 سنة يدعى "ج.ف" الذي قطع أحد أصابع يده في لحظة سهو وانتباه شديد لحظة تنفيذ ضربة الجزاء، حيث أنسته تلك اللّحظات في كونه يحمل مفرقعة من نوع "دوبل كانو" انفجرت بيده. كما استقبل مستشفى المحقن أيضا 25 شخصا آخرا في حوادث مماثلة لم تقف دون تعبير المناصرين عن بهجتهم وسعادتهم بنجاحات الفريق الوطني. * وفي تيارت، لقي كهل مصرعه بسكتة قلبية داهمته في مقهى عمومي في مدينة فرندة بمجرد تسجيل الفريق الرواندي للهدف ضد الفريق الوطني، حيث أحس الضحية "خ.ح" الحارس البلدي، البالغ من العمر حوالي 50 سنة، بتّوعك ولما حاول الخروج من المقهى سقط، وتم إجلاؤه إلى المستشفى، حيث مات بعد دقائق من وصوله إلى هناك، فيما سجل مستشفى يوسف دمرجي في تيارت 15 جريحا على الأقل، دخلوا المستشفى وهم يشتكون من جروح في الأذرع والأرجل والرؤوس ثم غادروا بعد تلقي الفحوصات اللازمة، حيث أن 5 أشخاص منهم صدمتهم سيارات وأصيب سادس بطلقة بارود، والباقي كانوا قد سقطوا في التدافع، فيما استمرت أفراح الانتصار على رواندا إلى غاية الواحدة صباحا، حيث تفرقت الجموع من ساحة الشهداء التي أصبحت مكانا مفضلا لتجمع الأنصار كلما لعب الفريق الوطني مباراة برسم التأهل لكأس العالم. * وكانت شوارع مدينة تيارت كباقي المدن والقرى في الولاية قد قضت فترة ما بعد المباراة إلى غاية ما بعد منتصف الليل في أجواء احتفالية بهيجة، صنعها جزائريون كبارا وصغارا بما فيهم النساء، فيما لاحظ كثير من المواطنين التواجد المكثف لرجال الحماية المدنية ورجال الأمن بالزي المدني وبالأخص في وسط مدينة تيارت، التي شهدت في بعض جوانبها كما في حي الفيدا بعض التجاوزات التي قام بها شباب كانوا تحت تأثير الخمر، حيث قاموا بقطع الطريق على مستعمليه وبالأخص أمام حظيرة بلدية تيارت، أين حملوا حجارة وراحوا يهددون كل من يقترب، فيما صنعت حالة هلع وخوف مجموعات من الشباب تعارك أعضاؤها وبدأوا يتضاربون بشكل عشوائي في شارع الأمير عبد القادر بوسط تيارت. * أما في مستغانم فقد توفي شخص في العقد الثالث من العمر بسكتة قلبية، أما في بلعباس، ومباشرة بعد إعلان صافرة الحكم نهاية مواجهة الخضر أمام رواندا، حتى تدفق الأنصار بالشوارع الكبرى للمدينة، إلا أن أجواء الفرحة تخللتها حوادث أفسدتها نوعا ما وأجبرت العائلات على العودة لمنازلها مبكرا، إذ تم تسجيل حادث مرور خطير بحي المقطع وسط المدينة، أين ارتطمت سيارة كانت تقل أنصارا شبابا بإحدى الأشجار مما أسفر عن إلحاق إصابة خطيرة بأحد الراكبين الذي تم نقله على جناح السرعة نحو مصلحة الإستعجالات الطبية، أما بوسط المدينة فكان أحد المناصرين عرضة لحادث خطير عند ارتطام دراجته النارية بإحدى السيارات التي كانت تسير بسرعة فائقة، كما تم تسجيل العديد من الحوادث بأحياء مختلفة على غرار حي الريح، سيدي الجيلالي وحي الروشي، ولحسن الحظ أن كل الخسائر التي انجرت عن حدوثها كانت مادية.