يعيش الباحث الجزائري، رابح قواسمي، منذ أن عاد إلى أرض الوطن في سبتمبر 2006، أوجاعا اجتماعية، خوفا من نقل أبنائه إلى ألمانيا ووضعهم في محيط تنصيري يبعدهم عن هويتهم. * وكان السيد قواسمي، البالغ من العمر 51 سنة، قد هاجر إلى ألمانياالغربية عام 1974، حيث حصد ثلاثة "ديبلومات" مهندس في الكيمياء والمعلوماتية والصحة البيئية، وانتزع فيها في جامعات "بوت وكولونيا وإيكس لاشابيل" المركز الأول في دفعة مكونة من باحثين ألمان، ما مكنه من العمل كباحث لدى الخواص ولدى الدولة الألمانية كخبير في حماية البيئة والأمن الصناعي، وهذا لمدة عشرين سنة. وصار يمثل ألمانيا في المؤتمرات العالمية، ومع ذلك بقي متشبثا بالجزائر، خاصة بمنطقة عنابة التي ظل يزورها سنويا، رغم زواجه من ألمانية، أنجبت له نائب بطل ألمانيا في الجمباز (ياسين) في صنف الأشبال، إضافة إلى سمير، وبعد طلاقه من الألمانية، عاد إلى الجزائر لبضعة أسابيع بحثا عن عروس يقضي معها بقية أيام عمره، حيث تعرف على طبيبة مختصة بالجزائر العاصمة وفتح معها صفحة جديدة تحولت بعد ذلك إلى كابوس مرعب، بعد أن اصطحبها معه إلى ألمانيا وأوصلها إلى أن تحصل على الجنسية الألمانية وتشتغل كطبيبة مختصة في كبريات المصحات الألمانية، لكن عندما صدمته ببعض الأفعال، وهذا منذ أن أنجبت له غزلان (10 سنوات) ومهدي (6 سنوات)، حيث لاحظ أن الأم الجزائرية تريد تغريبهما.. عندما تقدمت من مدرسة ابتدائية حكومية كاثوليكية وترجت تعليم ابنتها التعاليم الكاثوليكية (الشروق لها كل الوثائق)، ما جعل الباحث رابح قواسمي يحزم حقائبه ويعود في الثاني من سبتمبر 2006 إلى الجزائر رفقة ابنيه هروبا من مؤامرة تمسيحهما، حيث تحدثنا معهما ولاحظنا تمسكهما بأبيهما وأيضا بالجزائر، رغم إغراءات ألمانيا، أحد أكبر بلاد المعمورة، حيث أكدا أن أمهما تصر على أخذهما إلى الكنيسة الكاثوليكية. * للأسف، الحكاية لم تتوقف عند هذا الحد، فقد حركت الأم الجزائرية أطرافا خارجية وداخلية بهدف واحد هو استعادة الولدين، رغم الأحكام الألمانية والجزائرية الأولى التي قضت بكفالة الوالد، لكن الأم أصرّت على الطعن، فانقلبت الأحكام ووصلت الآن المحكمة العليا. * الزوجة المطلقة اتهمت تارة الوالد بخطف ابنيها وأخرى بكونه يسكن في منازل غير صالحة، رغم أنها تعلم بأنه ضحى بما لا يقل عن 15 مليار سنتيم منذ أن قرّر مغادرة ألمانيا التي يملك جنسيتها، ومع ذلك ترك شغله كمستشار في الأمن الصناعي الصحي وحماية البيئة، وهو مستشار لما لا يقل عن 4600 موظف وباحث ألماني. * قنصل الجزائر في فرانكفورت، نصح رابح بالبقاء في ألمانيا، لأنه أحسن سفير للجزائر، والزوجة المطلقة تريد إدخال ابنيها مدارس كاثوليكية، وغزلان ومهدي يريدان البقاء في الجزائر.. فماذا تقول العدالة؟!