استشهد حوالي أربعون فلسطينيا السبت في سلسلة الغارات الجوية والعملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. وبذلك يرتفع العدد إلى حوالي ثمانين عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الأربعاء الماضي. ومن جهته، أكد وزير البيئة الإسرائيلي عضو الحكومة الأمنية جدعون عزرا مرة أخرى للإذاعة الاسرائيلية انه ينبغي "القضاء على كل المتورطين في إطلاق الصواريخ بمن فيهم إسماعيل هنية". وأثار التصعيد في الوضع الذي يشهده قطاع غزة ردود أفعال فلسطينية وعربية ودولية نددت بالممارسات الإسرائيلية التعسفية وطالبت بوقفها "فور". ووصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما يجري في القطاع من اعتداءات إسرائيلية بأنه "أكثر من محرقة". في حين شارك الفلسطينيون في الضفة الغربية في مسيرة احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على القطاع. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وصورا لأطفال قتلوا خلال الهجمات الاسرائيلية المتواصلة على غزة ولافتات كتب عليها بالانجليزية "فليتوقف الهجوم علىقطاع غزة" و"لا مفاوضات مع الإسرائيليين في ظل الحصار والاستيطان". وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية والدبابات السبت توغلها في القطاع، حيث أمطرت المناطق بعشرات الصواريخوالقذائف ونيران الأسلحة الرشاشة، مستهدفة منازل المواطنين وحتى سيارات الإسعاف التي تحاول الوصول إلى المكان لانتشال جثث الشهداء والجرحى. وذكرت مصادر طبية في وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء ارتفع إلى 35، معظمهم من المدنيين بينهم أطفال وسيدات، و12 ناشطا. وصرح الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعافوالطوارئ في وزارة الصحة بأن "هناك عددا من الشهداء الذين لم يتم التعرف عليهم حتى الآن بسبب تشوه معالمهم ووصولهم إلى المستشفيات عبارة عن أشلاء متفحمة محترقة". كما أوضح المصدرالطبي ان "أكثر من مائة فلسطيني أصيبوا بجروح، بينهم 15 في حال الخطر". ووقعت خلال التوغل اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية في منطقة "جبل الكاشف" شرق جباليا شمال قطاع غزة، خلف سقوط ثلاثة ناشطين فلسطينيين من بينهم احدعناصر سرايا القدس -الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- والآخر من كتائب عز الدين القسام -الذراع المسلح لحركة حماس-. وقد أدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السبت العدوان الإسرائيلي على غزة ووصفه بأنه "أكثر من محرقة" و"إرهاب دولي"، داعيا من جديد إلى تأمين "حماية دولية" للفلسطينيين. وكاننائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي قد قال الجمعة: "كلما اشتدت الهجمات بصواريخ القسام وزاد المدى الذي تصل إليه الصواريخ جلبوا إلى أنفسهم محرقة أكبر؛ لأننا سنستخدم كل قوتنا للدفاع عن أنفسنا"، في إشارة إلى المحرقة التي نفذها النازيون ضد اليهود في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وأكد عباس خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في مقر الرئاسة في رام الله انه "لايعقل ان يكون رد الفعل الإسرائيلي على الصواريخ التي ندينها بهذا الحجم الثقيل والرهيب". في إشارة إلى الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على البلدات الإسرائيلية. وأوضح عباس انهذه العملية هي ضد النساء والأطفال والشيوخ وهي حقد على هؤلاء الأطفال وهؤلاء الشيوخ وهؤلاء النسوة". " ومن جهته، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردنية في بيان ان عباس "يجري سلسلة اتصالات عاجلة مع العديد من قادة دول العالم من اجل وضع حد للتصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة". ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من المسؤولين في المنظمة الدولية عن قلقهم إزاء الوضع الإنساني وتأثير القيود المفروضة على حياة سكان القطاع. واعتبر مكتب لجنة الأممالمتحدة أن الاعتداءات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة "هي خرق واضح للقانون الدولي ولا بد من وضع حد لها"، معربا عن قلقه "الشديد" إزاء تصعيد العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة. وناشد مكتب اللجنة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن واللجنة الرباعية للنظر بصفة عاجلة في اتخاذ الخطوات المناسبة لوضع حد للعدوان الاسرائيلى ورفع الحصار عن قطاع غزة وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.