* الكهلان كانا مكلفين بتوصيل المجندين لمعاقل "درودكال" وتموين الإرهابيين بالمشروبات و"البوزلوف" تمكنت مصالح الأمن وبواسطة عملية استخبارية دقيقة من إلقاء القبض على كهل بساحة الشهداء وسط العاصمة وهو بصدد استقبال إرهابيين ليبيين لغرض نقلهما إلى معاقل الجماعات المسلحة المتمركزة بجبال تيزي وزو، لينضما للعمل المسلح بالجزائر، وقد أُلقي عليه القبض متلبسا رفقة الإرهابيين الليبيين. * المتهم الجزائري عرض أول أمس أمام محكمة جنايات العاصمة رفقة كهل آخر عن جناية تمويل جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن، وقد تمسّك الاثنان بالإنكار الكامل، نافيان أي علاقة لهما بالإرهاب، رغم أن ملفهما القضائي ينسب لهما الكثير من الوقائع الخطيرة حسب تصريحاتهما ساعة إلقاء القبض عليهما، لتدينهما محكمة الجنايات بعامين سجنا نافذة لكليهما. * تعود وقائع القضية لبداية السنة الجارية، أين تنقل ليبيان في رحلة انطلقت من مسقط رأسيهما باتجاه مصر برا، وبعد يومين انتقلا إلى مدينة الرباط بالمغرب ومنها انتقلا جوا إلى مدينة وهران، وهناك استقلا القطار متجهين إلى العاصمة، حيث كان ينتظرهما المتهم الأول (ح،س) يفوق الخمسينات من عمره يقطن بمنطقة برج أمنايل ببومرداس وذلك بعد ما كلفه الإرهابي المكنى "الصديق" باستقبالهما والتكفل بعملية إيصالهما إلى الجماعات المسلحة بتيزي وزو، ولأن المتهم لا يعرف شكل الليبيين فقد كان الاتفاق أن يكون اللقاء بساحة الشهداء بالعاصمة، أين يكون الوسيط مرتديا قبعة حمراء، ولعدم توفر القبعة اتفق معهما على حمل دلو أبيض والوقوف أمام سيارته السوداء، مع قول كلمة سر معينة، وبمجرد وصول الليبيين للمتهم داهمتهم مصالح الأمن التي تتبعت كل تحركاتهما بالجزائر وألقت القبض على الجميع. * ورغم ذلك فقد أنكر (ح،س) كل هذه الوقائع أمس، مصرحا بتعرضه للتعذيب لدى مصالح الأمن قائلا: "لو سألوني عمن أحدث زلزال بومرداس لقلت أنا!! رغم أن القاضية واجهته بتصريحات الليبيين اللذين تم ترحيلهما لبلدهما، وأكدت له بأن مصالح الأمن رصدت 117 اتصال قام بها المتهم من هاتفه النقال نحو هاتف الإرهابي المكنى "الصديق"، لكنه تمسك بالإنكار الكلي. * وعن بداية علاقته بالإرهابيين، فقد ذكر ساعة إلقاء القبض عليه بأن جاره المتهم الثاني (ك،ر) القاطن بمنطقة برج أمنايل ببومرداس هو من أقنعه في 2004 بذلك بعد كثرة حديثه عن الجماعات المسلحة والإشادة بعملها، ومنه انطلق في تمويلها بما يحتاجونه من مؤونة، والتي كان ينقلها لهم بسيارته. * أما المتهم الثاني (ك،ر) يبلغ الخمسين من عمره، فهو متهم بإيصال الكثير من الأغراض للإرهابيين على متن سيارته رفقة المتهم الأول ومنها الخضر واللحوم والهواتف النقالة وبطاقات التعبئة وحتى "البوزلوف" والمشروبات الغازية، وأنه كان ينقل معه كل مرة زوجته وأولاده بالسيارة للتمويه وإبعاد الشبهة عنه عند وصوله لحواجز الأمن، وقد أُلقي عليه القبض بعد ما ذكر اسمه المتهم الأول، لكن (ك،ر) أنكر معرفته بالمتهم الأول، كما أنكر علاقته بالإرهاب. * النائب العام وفي مرافعته استغرب لإنكار المتهمين رغم أن أحدهما قبض عليه متلبسا، والاثنان اعترفا في التحقيقات الأولية، ضاربا المثل بمحاكمة أحد الإرهابيين والذي تم تصويره وهو يضع القنبلة، وعند مواجهته بصورته في الجلسة فقد تمسك بالإنكار، مصرحا بأن الصورة مفبركة!! كما ركز ممثل الحق العام على واقعة التحاق من سماهم "المرتزقة الأجانب" بإرهابيي الجزائر لنشر التقتيل والتنكيل، معتبرا أن الأفعال التي تبدو للبعض بسيطة مثل توفير المؤونة للإرهابيين بالجبال هي ما تمهّد الطريق لارتكاب مجازر بشعة، مستدلا بما حصل لطلبة المدرسة العليا للدرك بيسر والناصرية وغيرها، وهو ما جعله يلتمس عقوبة ثماني سنوات سجنا نافذة لكلا المتهمين.