قلب النائب العام بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر موازين محاكمة شخصين متابعين بجناية تمويل الجماعات الإرهابية، بعدما ساد الاعتقاد بأن السلطات الأمنية أخطأت حينما ألقت القبض عليهما، حيث اعتبر النائب العام أن إنكار المتهمين للجناية والتهمة الموجهة لهما لا يعدو أن يكون تهربا من المسؤولية الملقاة على عاتقهما، وذكّر النائب العام المتهمين بوقائع القضية وكيف كان أحدهما بصدد نقل رعيتين ليبيتين بساحة الشهداء للانضمام إلى الجماعات الإرهابية الناشطة على مستوى جبال تيزي وزو• وفضح النائب العام ادعاءات المتهمين وإنكارهما المتواصل بقوله إن السلطات الأمنية لايمكنها اللعب بمصير الأشخاص والافتراء عليهم زورا كما يدعي المتهمان، وإنما كان القبض عليهما بناء على عملية استخباراتية محكمة، أفضت إلى ضبطهما وهما بصدد نقل رعيتين ليبيتين قدمتا من مصر مرورا بالمغرب قبل أن يصلا إلى مطار وهران وينتقلا إلى ساحة الشهداء بعد أن استقلا القطار القادم من وهران إلى الجزائر العاصمة، كما تم اكتشاف وجود 117 مكالمة هاتفية أجراها أحد المتهمين مع الإرهابي المدعو ''صديق''• وتعرض ممثل الحق العام للطرق التي تنتهجها الجماعات الإرهابية لاستدراج المواطنين للانضمام لهذه الجماعات الدموية، من خلال انتهاج أساليب بسيطة جدا قبل أن يتم التحكم في مصيره وإيصاله لحد لا يمكن الرجوع منه، ليلتمس في حقهما 8 سنوات حبسا نافذا• والمثير للانتباه في هذه القضية أن عملية تموين الإرهابي المدعو ''صديق'' بالمؤونة تمثلت في خضروات بلغت 5 كيلوغرامات لكل من البطاطا والقرعة والطماطم، ومرة زوّده بدجاحة وقارورة زيت المائدة وقارورة ماء معدني، وفي إحدى المرات جلبوا له رأس بقر عندما اشتهى أكله، قبل أن يطلب منهم الإرهابي استقبال الرعيتين الليبيتين للانضمام إلى الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة تيزي وزو، وهو الأمر الذي جعل النائب العام يعلق قائلا ''إن الأمور البسيطة هي التي أدت لحدوث هذه المجازر، وأن عود الكبريت هو الذي يشعل الغابة'' خاتما بقوله ''إن وجود بقايا الإرهاب يرجع لوجود مثل هؤلاء الناس''