دخلت عملية التمشيط الواسعة، التي شنّتها قوات الجيش الوطني الشعبي والدفاع الذاتي بمنطقة اياكوران بدائرة أميزور، يومها السادس على التوالي، حيث أفادت مصادر أمنية أن الإشتباك كان شديدا بين القوات المشتركة والجماعات الإرهابية خلال يومي الخميس والجمعة، وكللت العملية بنجاح، كون أن قوات الجيش بسطت سيطرتها على محيط المنطقة التي تجري بها المعارك. وقد جاء ذلك بعد استعمال الأسلحة الثقيلة وكذا المروحيات التي لم تتوقف عن قصف معاقل الإرهابيين. هذا الهجوم - حسب مصدر أمني - ساعد على القضاء على ثلاثة إرهابيين وإلقاء القبض على مجموعة أخرى تضم أزيد من 20 إرهابيا. وفي عملية حسابية مؤقتة، تكون القوات المشتركة قد قتلت 18 إرهابيا ينتمون للجماعة الإسلامية للدعوة والقتال. في حين تؤكد بعض المصادر أن حصيلة الإرهابيين الذين تمّ القضاء عليهم قد تكون أثقل من المتوقع، بالنظر إلى عدد العائلات التي كانت تعيش وسط الجماعات الإرهابية التي رفضت الإستسلام وتسليم نفسها لقوات الجيش التي تراقب الشريط القبائلي الممتد على طول 35 كلم2 والرابط من جبال أكفادو إلى جبال أميزور غربا، وإلى جانب هذا كشف مصدر أمني أن الإرهابيين المحاصرين من كل الجوانب يتراوح عددهم ما بين 150 و180 عنصر، وبحوزتهم أسلحة ثقيلة تمّ استرجاع كمية معتبرة منها من طرف قوات الجيش المتمركزة في مناطق عدة تابعة لبلديات أميزور، القصر، آقبو وأكفادو. الجماعات الإرهابية كانت بصدد عقد مؤتمر بمنطقة القبائل تحدث العديد من المتتبعين لعملية التمشيط الواسعة التي قامت بها وحدات الجيش الشعبي الوطني، أن تدخل قوات الجيش خلال الأسبوع الماضي، جاء في الوقت المناسب، كون أن الجماعات الإرهابية كانت تخطط لعقد مؤتمر بأعالي جبال أميزور، وذلك بالنظر لتجمع مجموعة من الأمراء والإرهابيين بمنطقة القبائل تمّ رصد تحركاتها من طرف مصالح الأمن. ويقال إن هذه المجموعات الإرهابية تضم ضمن صفوفها عناصر من القاعدة، ويحكى في أوساط المواطنين ومصالح الأمن أن هذه الجماعات الإرهابية اختارت منطقة القبائل البعيدة عن أنظار قوات الأمن، وهذا عكس جبال ولاية جيجل والشريط الذي يربطها بولايات أخرى بالجهة الشرقية على غرار الميلية، سطيف وباتنة، الذي فرضت عليه مراقبة دقيقة، حيث يصعب على العناصر الإرهابية التحرك بحرية أو الخروج من معاقلها ومخابئها التي كانت تستعملها بجبال البابور بولاية سطيف، التي تم تدميرها سنة 2004 من طرف قوات الجيش التي استقرت بالمنطقة المذكورة وبسطت سيطرتها عليها. يذكر أنه خلال هذه العملية التمشيطية، التي دامت قرابة شهر كامل، تم توقيف وقتل عدد كبير من الإرهابيين. سكان أميزور شعروا بشيء غير عادي بالمنطقة في أول إنطباعهم للشروق اليومي، كشف العديد من سكان دائرة أميزور، الذين يقطنون بالمناطق الريفية، أنهم شعروا في المدة الأخيرة بشيء غير عادي بمنطقتهم، بوجود أشخاص غرباء عن المنطقة، وهو ما جعلهم قلقين من تحركات هؤلاء الأشخاص. وعليه، فقد سارعوا إلى إخبار مصالح الأمن والدرك قصد التدخل للقضاء على هذه العناصر الإرهابية التي بدأت تزرع الرعب في وسط المواطنين من خلال تحركاتها غير العادية. تمركز قوات الجيش بالمنطقة أصبح جد ضروري رغم نجاح عملية التمشيط الواسعة التي مازالت متواصلة بجبال منطقة اياكوران وضواحيها التي ارتاح لها سكان دائرة أميزور، فإن هؤلاء يتمنون أن تبقى هذه القوات متمركزة بساحة المعركة لشهور طويلة، إلى غاية القضاء نهائيا على العناصر الإرهابية وتحرير منطقة القبائل من الجماعات الإجرامية التي كانت تنشط على طول الخط الرابط بين بجاية، البويرة وتيزي وزو. وعليه - حسب مصدر أمني - فإن هذه القوات لن تغادر أميزور إلى غاية استكمال عمليتها التي قد تدوم إلى غاية شهر جوان المقبل. تعزيزات الجيش مستمرة في الوقت الذي تحدثت بعض المصادر أن قوات الجيش بصدد القيام بهجوم واسع للقضاء على جل المجموعات الإرهابية، التي رفضت الخروج من مخابئها، سجل من جهة أخرى، قدوم تعزيزات إضافية من قوات الجيش الوطني الشعبي، حيث لوحظ وصول الآلاف من المجندين من النواحي العسكرية، ما يعني أن المهمة قد تطول لأسابيع أخرى. نائلة.ب/ ن. هارون