الوثيقة التي تحصلت عليها الشروق مستشار سابق وأمين عام وزارة ترقية الاستثمار السابقين في قلب الفضيحة تحصلت "الشروق" على مراسلة سرية وجهها رئيس مديري شركة مساهمات الدولة للدراسات والهندسة إلى رئيس الحكومة تكشف بالتفصيل وصراحة تجاوزات خطيرة وتفضح جماعات المصالح في قطاع الاستثمار وما قامت به من ضغط على من يعترضها حماية لمصالحها خارج القوانين في الحصول على عقارات منقولة وغير منقولة في ولاية وهران بالدينار الرمزي. * * تضمنت المراسلة التي تحمل رقم 094 / 08 والمؤرخة في 19 مارس 2008 والمختومة بطابع "سري" بسرد ما تعرض له مسؤول شركة تسيير مساهمات الدولة للهندسة والعقار "جيناست" التي تشرف على 26 مؤسسة عمومية من طرف مسؤولي وزارة الصناعة وترقية الاستثمار لصالح إطار آخر في نفس الوزارة شغل قبل تنحيته منصب مستشارا للوزير، هذا الأخير تمكن باستعمال نفوذه في الوزارة من الاستفادة من قطعة أرضية في وهران تابعة للمؤسسة العمومية "ايربور" التي تسير تحت شركة المساهمات "جيناست" مساحتها أكثر من 8 آلاف متر مربع تتوسطها فيلا على طول مساحة 189 متر مربع بسعر لا يزيد عن 14 مليون دينار. * وقام مدير المؤسسة حينها بالتنازل عن العقار دون الرجوع لوصايته وهي شركة المساهمات فضلا عن بيعها بسعر الأحلام ولم يكن بوسع مسؤول شركة المساهمات حينها سوى اتخاذ قرار إداري تضمن تنحية مدير المؤسسة "ايربور" من منصبه وإصدار قرار بإلغاء التنازل عن المساحة مع الاحتفاظ بحق المتابعة القضائية ضد مدير المؤسسة. * قرار إلغاء البيع وتنحية المدير من منصبه لم يهضمه المستفيد وهو مستشار للوزير وفي نفس الوقت صاحب الشركة التي حازت على العقار المذكور واستغل شبكة علاقته على مستوى الوزارة بشكل جند باقي زملائه في الوزارة في مقدمتهم الأمين العام الذي لم يتردد في توجيه رسائل ضغط وتهديد شفوية لرئيس مديري شركة المساهمات "جيناست" للتراجع عن قرار إلغاء البيع وتنحية المدير الذي وقعه وهو ما لم يكبح حسبما ورد في المراسلة إرادة رئيس مديري "جيناست" ورفع الانشغال إلى أعلى مستوى وراسل رئيس الحكومة ورئيس مجلس مساهمات الدولة لإشعارهم بخطورة ما حدث، وبالفعل لم تتردد الحكومة في مساندة موقفه ودعم قرار إلغاء البيع وكذا تنحية المدير الذي وقعه في ولاية وهران. * وطالب رئيس مديري شركة المساهمات "جيناست" من الوزير الأول ورئيس مجلس المساهمات باتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون استمرار الضغط والتهديد باتخاذ قرارات ضده من طرف الأمين العام لوزارة الصناعة وترقية الاستثمار. * ولم تنحصر الاستفادات المحصلة من طرف جماعة الضغط تلك في المساحة التي ألغي قرار بيعها وعزل موقعه، بل وقف نفس عناصر الجماعة ضد رئيس مديري شركات المساهمات بالتهديد والوعيد بعد القرار الثاني الشجاع لنفس المسؤول رفضه الموافقة على عملية تنازل عن عقار لمجموعة امارتية "القدرة هولدينغ الامارتية" بموجب بروتوكول اتفاق موقع بينهم وبين مدير مؤسسة "اربور" في ولاية وهران بتوصية من نفس المستشار الذي استفاد من المساحة المذكورة، فهذه المرة تدخل لصالح المجموعة الامارتية بإعطاء تعليمات مباشرة لمسؤول مؤسسة "اربور" مباشرة ودون علم مسؤوله المباشر في "جيناست"، وتولى بنفس الطريقة الأمين العام لوزارة الصناعة وترقية الاستثمار مهمة الضغط والوعيد على رئيس "جيناست" للموافقة حسبما ورد حرفيا في الرسالة التي طالب فيها من رئيس الحكومة التدخل ووضع حد لهذه الضغوط. * وما تجدر الإشارة إليه أن شركة المساهمات "جيناست" تشرف على 26 مؤسسة عمومية في الهندسة والعقار والدراسات منها 22 مؤسسة و4 مجمعات بها 11 فرعا، وكلها شركات حققت في إطار الاستثمار أرقام نجاعة غير مسبوقة وأن مسؤولها المباشر على مستوى "جيناست" والذي توفي قبل قرابة الشهرين إثر مرض عضال حاز على شكر وعرفان من طرف أعلى المسؤولين لما أحرزه من نجاح وما عمله في إطار محاربة المحسوبية والفساد.