أجواء الحب التي يعيشونها.. قد تكون هذه النماذج الاجتماعية التي تعبت "الشروق اليومي" لأجل أن تطرق أبوابها وتدخل ضيفة "خفيفة الظل" عليها، مفحمة لكل الذين حوّلوا مباراة كروية إلى حرب لا تعترف بأسلحة شتم "محرّمة إعلاميا" أو أي "هدنة" قبل موعد 14 نوفمبر.. * "الشروق اليومي" زارت عائلات كثيرة تقطن في الجزائر ومن كل فئات المجتمع، من جزائريين متزوجين من مصريات وجزائريات متزوجات من مصريين، وتمتعت رفقتهم بأجواء الحب التي يعيشونها.. * جزائري متزوج من مصرية قال مازحا "الذي لا يتزوج من مصرية سيعيش أعزبا مدى الحياة"، والغريب أن ذات العبارة سمعناها من مصري متزوج من شابة عاصمية عندما قال مازحا "لست أدري كيف يعيش رجال الدنيا السعادة دون الزواج من جزائرية"... أجواء هذا الحب الخالص تدعمت الآن بالطرافة والمرح، وتأكدنا أن أسعد الناس في 14 نوفمبر هم هؤلاء الأزواج المختلطون، فإذا كان الجزائري المتزوج من جزائرية سيتابع اللقاء وهو يعلم أن احتمال عدم وجود الجزائر ضمن المتأهلين للمونديال وارد. وإذا كان المصري أيضا المتزوج من مصرية يدرك أن مهمة منتخب بلاده في التأهل شبه معدومة وقد يقضي يوما حزينا ما بعد الموقعة، فإن هؤلاء الأزواج قد ضمنوا من الآن ولو نصف فرحة مهما كان اسم المتأهل والمقصى.. وبعد مرور صدمة الإقصاء خلال أيام قليلة سيكون القلب مع الزوج الذي تأهل منتخب بلاده أو مع الزوجة التي تأهل منتخب بلادها، وسيكون في الحكاية منتصرا مهما كان اسم المنتصر والمنهزم، ولن يقضي المونديال واضعا يده على خده ما دام قلبه سيخفق إما للحبيبة البلاد أو الحبيب "الطرف الثاني" .. رسالة قوية أخرى أمتعنا بها الأطفال فكلهم يعيشون هنا في الجزائر وكلهم زاروا القاهرة ويشجعون المنتخب الجزائري وبعضهم يضع صور زياني جنبا إلى جنب مع أبو تريكة.. ولسان حالهم جميعا "معاك يا لخضراء إلى المونديال".. أما إذا حدث أي طارئ ليس على البال في لقاء القاهرة المرتقب فلن يجدوا حرجا في التعبير عن تدعيمهم لنصفهم الثاني وهو المنتخب المصري.. * "الشروق اليومي" وهي تدخل المساكن "المصرية الجزائرية" خطف ناظرها صور الأمير عبد القادر والأهرامات وأبو الهول وجسور سيرتا.. الرائع في هاته الزيارات أن الكرم كان في أوجه.. تصوروا أن زميلنا عصام بن منية من مكتب ڤالمة، عندما اتصل بعائلة جزائري متزوج من مصرية بأعالي قسنطينة أصرّوا على أن لا يكون الحوار بالهاتف أو الانترنت، وأقاموا له عزومة اعترف فيها زميلنا الصحفي بأنها عزومة الأعراس الكبرى التي لا يمكن أن يعيشها عدة مرات في العمر.. بعد كل هذا يسير "الغندور ومدحت ومصطفى و..." في الاتجاه المعاكس حاملين معاول الهدم بحثا عن بقعة لغرس "نبتات" الأحقاد وهم كمن يريد أن يفصل ما بين الإنسان وظله. * * خمس زيجات تعيش في "ثبات ونبات" في عين امليلة * الأستاذ ناصر المصري قرر السفر مع ابنه إسلام لمتابعة لقاء القاهرة * * خرجت العديد من الأسر والعائلات "الجزائرية المصرية" المقيمة بعين مليلة بولاية أم البواقي عن صمتها للرد والتعليق بغضب حول ما صدر في الآونة الأخيرة من قذف واستعمال للألفاظ التي تثير حسبهم الغضب.. لا سيما بعد التصريحات الأخيرة التي قامت بها مجموعة إعلامية من أمثال عمرو أديب والغندور وخاصة المذيع مصطفى عبده الذين وجدوا متعة كبيرة حسب رد الأسر "الجزائرية المصرية" في شن هجوم شرس، والتي راح من خلالها مزمار مصطفى عبده وبوق عمرو أديب في الإبداع والفبركة في تلفيق تهم باطلة وإثارة الدسائس وفتح باب الفتنة على مصراعيه قبل بثها وعلى المباشر عبر مختلف المنتديات ومواقع الإنترنت والقنوات الفضائية المصرية بهدف زرع الحقد والتحريض على الكراهية، وهي التصرفات التي لاقت ردا واستنكارا منقطع النظير من قبل الأزواج الجزائرين - المصريين، ومن أبنائهم.. * وبرغم صغر سن الأطفال فقد أبدوا دهشتهم جرّاء هذه الحملة الإعلامية الشرسة غير المسبوقة والتي لا تمتّ في نظرهم بأي صلة لروابط الأخوة القائمة بين شعبي البلدين الشقيقين، حيث كان رد العائلات أو الزيجات الجزائرية المصرية حازما وسريعا من خلال ما لاحظناه في الجولة الأخيرة التي قامت بها "الشروق اليومي" وعلى مدار يوم كامل والتي زارت من خلالها خمس عائلات مصرية جزائرية من أصل سبع والمقيمة ببلدة عين مليلة لوحدها، الذين أجمعوا على محاربة مثل هذه العناصر وكذا السلوكات الحاقدة التي تدفع للشقاق.. قبل أن نتوقف مطولا ببيت الأستاذ ناصر إسماعيل محمد إسماعيل المصري وزوجته الجزائرية وأبنائهما حيث وجدنا عائلة تمتهن فعلا "السعادة".. الأب فرح بكونه متزوجا من جزائرية والأم فرحة لكونها متزوجة من مصري، أما الأبناء فهم الأسعد على الإطلاق لأنهم مزيج من النيل والأوراس. * الأستاذ ناصر إسماعيل محمد يقيم بعين مليلة ومتزوج منذ أكثر من عقدين من جزائرية، وأنجبا 4 أولاد أكبرهم إسلام الذي بلغ 23 سنة، حيث ذكر الأستاذ ناصر إسماعيل الذي قضى أحلى أيام عمره ببلاد الأهرامات قبل أن تستقر به ظروف العمل بالجزائر.. إذ تولى وظيفة مرموقة في الآثار ما بين ولايتي تبسةوالجزائر العاصمة كونه باحثا مختصا في مجال علم الآثار وكذلك مؤلفا ناجحا، كما لم يخف خلالها الأستاذ ناصر إسماعيل رأيه حول موضوع الساعة والحديث حول الحرب الإعلامية القائمة، وتأثره الشديد إزاء ما يصدر خاصة من جانب وجوه إعلامية معروفة رغم أن السيد إسماعيل لا يميل بقدر كبير للكرة مثل أبنائه "إسلام وأمير ووائل" لعالم الكرة، إلا أنه وكما قال: أنا مطلع على كل ما يجري على الساحة لدرجة أنه حرر صفحات ينتقد فيها ما جاء من عبارات معادية من الإعلامي عمرو أديب الذي وصفه بالطفل المتهور بعد تطاوله الأخير في ذكر شهداء الثورة وعبارات أخرى غير لائقة تفوه بها الصحفي عمرو أديب.. وتنهد وهو يقول: أكيد أن عمرو أديب لم يزر الجزائر ولم يعش فيها، ولو تكرمت عليه الحياة بهذا الفضل فسيقضي العمر كله نادما لأن الإساءة للتاريخ لا يعلم بجرحها أكثر من المصريين، كما أكد الأستاذ ناصر إعجابه الكبير بأداء وفوز الخضر في اللقاء الأخير ضد رواندا وإقامة الأولاد في تلك الليلة عرسا كبيرا على نخب فوز الخضر، قبل أن يشير في الأخير إلى أنه قرر السفر والتنقل إلى مصر برفقة ابنه الكبير إسلام 23 سنة، وهذا لزيارة العائلة ومن ثَم متابعة اللقاء الحاسم بين الجزائر ومصر من المدرجات، وكما قال: في حال تأهل الجزائر سأضمن لابني التجوال والاحتفال بتأهل الجزائر، وإذا حدث العكس سأصطحبه إلى أماكن الفرح والفرجة في القاهرة.. في حين أبدت أم إسلام تحفظها حول السفرية من جراء ما خلفتها حرب الدعاية الإعلامية الأخيرة.. * وفي أجواء مرح تمنينا لو يتم نقلها عبر الفضائيات المصرية بالخصوص، تركنا العائلة في حرب تكهنية طريفة فيها قمة الحب والسلام الهادئ جدا. * * * زوجان يتأهبان لحضور موقعة 14 نوفمبر * وليد "المصري" وسهير "الجزائرية" وابنهما لؤي يتنفسون "كرة" * * * فضلنا التنقل إلى منطقة عنابة.. ونزلنا أيضا ضيوفا على هذه الأسرة المصرية الجزائرية المتكونة من وليد إمام عامر سليمان وزوجته سهير الجزائرية وابنهما لؤي وليد سليمان، عامر، هي الأسرة التي زارتها "الشروق اليومي" بمدينة سيدي عمار بعنابة حيث التقينا بلؤي وليد عامر صاحب السنتين والنصف فقط من عمره، سألناه عن جنسيته فقال: أنا أصلي جزائري أي أنا مصري جزائري.. * ولؤي تلقنه أمه سهير اللهجة الجزائرية كما يلقنه أبوه وليد اللهجة المصرية وحتى الزوجين وجدنا المصري يتكلم مفردات جزائرية مثل "واش راك لا باس بزاف" وكذلك سهير وجدناها تتكلم عبارات مصرية مثل "بس يا ولا إزاي رايح فين" والزوج وليد هو مهندس ديكور قاهري من حي الحسين، أما سهير فهي سيدة متعلمة وماكثة بالبيت وهي ابنة عنابة، وحتى ابنهما لؤي فقد طارت به من مصر وهو في بطنها في شهرها السابع وكان ميلاده بعنابة.. * ولا تحس وأنت تزور هذه الأسرة الجزائرية المصرية أنها تركيبة بلدين مختلفين، خصوصا كما قالت السيدة سهير ل "الشروق اليومي" أن أحلى أيام العمر عاشتها في لقاء البليدة رفقة زوجها حيث قلبت البيت عندما سجل مطمور أمام أنظار زوجها وليد ثم قلبته مرة أخرى أمام أنظار زوجها عندما سجل عبد القادر غزال وقلبته رأسا على عقب أمام ذهول زوجها عندما طعن رفيق جبور الفراعنة بهدف ثالث.. وضحكت وهي تقول "وعندما سجل أبو تريكة هدف الشرف صفقت عليه وقمت باستفزازه".. * سهير التي اختار لها والداها اسما مصريا خالصا، واختارت هي بنفسها زوجا مصريا وجدناها أسعد الناس وتتمنى أن تتواجد في ملعب القاهرة إلى جانب زوجها لمتابعة مباراة التأهل لكأس العالم.. ولكنها ترفض قطعا أن يمس أي كان بسمعة بلدها أو سمعة بلد زوجها.. لأنها تعلمت أن الكرة والرياضة عموما تم اكتشافها لأجل مد الجسور بين الأمم وليس من أجل تحطيمها، كما يحاول بعض الإعلاميين المصريين خاصة إذا تعلق الأمر ببلدين مثل الجزائر ومصر.. أما الكتكوت لؤي ورغم صغر سنه قال لنا فرحا "وان ثو ثري فيفا لالجيري".. وعلى أنغام جزائرية ومصرية خفيفة غادرنا مسكن سهير. * * * من الإسكندرية إلى قسنطينة * مرفت: "قلبي مع مصر ومع زوجي وأولادي الجزائريين" * * * رحلتنا تواصلت إلى عاصمة الشرق قسنطينة التي يعرفها ويعشقها الكثير من المصريين مثل الراحل الشيخ محمد الغزالي والشاعر فؤاد نجم والممثل محمود ياسين.. * وبأعالي سيدي مبروك توجد عائلة سعيدة تتمتع بتاريخ مصري جزائري مشترك مكونة من زوجة مصرية حتى النخاع ورجل جزائري حتى النخاع، وعندما يلتقيان يشكلان كتلة عربية حتى النخاع، وقد فضلت السيدة ميرفت أن تعيش معه في الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد منذ أكثر من 18 سنة كاملة. وبالتحديد بمنطقة سيدي مبروك بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة حيث يتواجد بيت هذه العائلة المتكونة من الأب الجزائري السيد (فيصل) وزوجته المصرية السيدة ميرفت وكذا ثلاثة من أطفالهما. وقد تمت استضافتنا بصدر رحب داخل البيت الذي وجدنا فيه بعضا من بصمات الديكور المصري المميز، ولأن الأمر يعني "الشروق اليومي" العزيزة على قلبي المصرية مرفت وزوجها الجزائري، فإن الاستضافة كانت بأطباق الفراخ المحشي بالفريك وورق العنب إضافة إلى الأرز الذي لا يمكن الاستغناء عنه في وجبات المصريين، حسب السيدة ميرفت، التي هي من مواليد مدينة الإسكندرية. ذكرت لنا أنه وعلى الرغم من إقامتها بمدينة قسنطينة لا زالت تحن كثيرا لتقاليد بلدها الأصلي، وأنها لم تحس يوما أنها غريبة عن الجزائر، في ظل الجو العائلي السائد بينها وبين زوجها الذي قالت إنها تعرفت عليه في مصر عندما كان في رحلة عمل قادته إلى بيت عائلتها في مدينة الإسكندرية بحكم علاقته مع أحد أشقائها الذي كان يمارس نفس النشاط الذي يمارسه زوجها الحالي. * وبابتسامة عريضة أضافت أنها لم تتردد في قبول عرض الزواج من صديق شقيقها الذي رأت فيه أنه الرجل الجزائري الفذ، من خلال أخلاقه العالية، وكيفية تعامله مع مختلف القضايا التي كانت تصادفه. كما أنها لم ترفض شرطه بأن تعيش معه في الجزائر، ولم تندم عليه أبدا لأنها كما قالت تكن كل التقدير والاحترام للشعب الجزائري الذي تعرفه جيدا من خلال كتب التاريخ وبطولاته المجيدة، وكان عرض زوجها بمثابة الحلم الذي ظل يراودها طيلة فترة الخطوبة التي استغرقت شهرا فقط، ولم تكد تصدق حتى وطأت أقدامها أرض الجزائر وبالتحديد أرضية مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، حيث استقبلت بحفاوة كبيرة من طرف أهل زوجها الذين كانوا في انتظارها، وزفوها زفة الملوك والأمراء إلى بيت زوجها.. وأكثر ما أعجبها في ذلك اليوم إضافة إلى الاستقبال الحار، المناظر الطبيعية الخلابة التي وقعت عليها عيناها في طريقها من العاصمة الجزائرية إلى مدينة قسنطينة.. كان هذا قبل أكثر من 18 سنة تقول السيدة ميرفت التي تنهدت، لتضيف أنها تعيش حياة زوجية هادئة بعدما أنجبت ثلاثة أطفال من زوجها الذي قالت إنه يعاملها معاملة طيبة ولم تحس معه يوما أنها تحمل جنسية غير جنسيته. * لكن في حياة الزوجين ظل صراع داخلي بسيط لا يظهر سوى في المواعيد الكروية بين منتخبي الجزائر ومصر، لكنه لم يتجاوز أبدا حدود المزحة، وخلصت السيدة ميرفت التي تعمل أستاذة بإحدى المؤسسات التعليمية بولاية قسنطينة أن نتائج المنتخبين لا تختلف عندها في شيء سواء فازت الجزائر أو مصر، لأن الفائز من لقاء الشقيقين بلد عربي، مؤكدة أنها ضد كل الحملات الإعلامية السلبية التي قد تثير مشاعر الشعبين وتمس كرامتهم، ومن أي طرف كان. * وأضافت أنها وعلى الرغم من الضغط الذي أصبح يمارسه ضدها أبناؤها المولودون في الجزائر والذين يعيشون هذه الأيام على حمى مناصرة الفريق الوطني الجزائري، إلا أنها تقول بأن عائلتها ستكون أسعد عائلة في موقعة 14 نوفمبر القادم مهما كانت نتيجة المباراة ومهما كان المتأهل فيها، لأنها ببساطة ستسعد لفوز المنتخب المصري باعتباره موطنها الأصلي، كما ستسعد لفوز المنتخب الجزائري على اعتبار أنها وجدت في الجزائر وطنا وشعبا احتضناها بكل عطف وإحسان.