بلاتر رفقة ممثل مصر في الفيفا ما عاشه المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في القاهرة لم يعرفه منتخب آخر في تاريخ التصفيات التي نظمتها "الفيفا" منذ تأسيسها في 1904، ولم يعش مشجعو أي منتخب ما عاشه الجزائريون من إهانات واعتداءات وسرقات في شوارع القاهرة. * ويبدو أن هذه الوضعية لم تحرك ساكنا لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم، الذي اعترف قبل الرابع عشر من نوفمبر بأن مباراة مصر والجزائر مصنفة في خانة المباريات الحساسة التي تحمل بعض المخاطر. * * "الفيفا" تعترف بالإعتداء على الخضر.. ثم تتخاذل * * والغريب في الأمر أن الإتحاد الدولي لكرة القدم اعترف بوقوع جرحى في صفوف المنتخب الوطني بعد الهجوم على حافلتهم من طرف عصابات الأشرار التي جندها سمير زاهر، ورغم ذلك ضحكت "الفيفا" على الجزائريين * وقالت أنها طلبت "ضمانات مكتوبة" من المصريين، وكأن ذلك سيعيد للمنتخب الجزائري حقه المهدور. وكان من المفروض على الإتحاد الدولي التعامل مع الموضوع بشيء من الصرامة والعدل، ويتخذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة الإتحاد المصري الذي أخلّ بدفتر شروط "الفيفا" فيما يتعلق بتنظيم المباريات الرسمية واحترام القانون الذي يحمّل المنتخب المستقبل مسؤولية سلامة المنتخب الزائر قبل، أثناء وبعد المباراة. * * المصريون ذو سوابق.. و"الفيفا" تعرف ذلك * ومن المؤسف أن يتشدق الإتحاد الدولي بالقول أنه أرسل السيد والتر غاغ مدير الأمن بالهيئة الدولية للوقوف على تنظيم المباراة، ويشاهد بعينيه ما وقع للاعبين الجزائريين، ثم يخرج لنا بقرار مفاجيء اسمه "الضمانات المكتوبة" والمصريون يمكنهم تقديم آلاف الضمانات وحتى آلاف المسلسلات إذا تطلب الأمر ذلك و"الفيفا" تعرف أكثر من غيرها أن المصريين لا ولن يحترموا تعهداتهم. ولا بد من تذكير السيد والتر غاغ أن المصريين كانوا قبل اليوم قد اعتدوا على المنتخب الجزائري والصحفيين الجزائريين عام 1984، وعاودوا الكرة في 27 فيفري 1993 لما اعتدوا على مدرب منتخب زيمبابوي وحارسه وضربوا حكم التماس، وحينها قررت "الفيفا" نقل المباراة إلى التراب الفرنسي. * ويبدو أن "الفيفا" تتعامل مع العرب ودول العالم الثالث بمكيال خاص ولا تفاجئها تصرفات المصريين المتهورة وكل ما تعرفه ملاعب العالم الثالث من تجاوزات واعتداءات. * * الكيل بمكيالين ..وماذا لو حدث الاعتداء ضد منتخب أوروبي؟ * * ومن المؤكد أنه لو وقع عشر ما حدث في القاهرة في دولة أوروبية أو ضد منتخب أوروبي لقامت الدنيا ولم تقعد، والدليل على أن "الفيفا" تصرفت بصرامة مع أحداث * * ومواقف لا يمكن مقارنتها بما حدث للجزائريين * * ومنتخبهم في القاهرة التي تحوّلت إلى جحيم في وجه كل من هو جزائري. وحتى بالنسبة لما سمي في مباراة البليدة بقصة الشماريخ والتي عوقبت على إثرها الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، فإن ملعب القاهرة عرف هو الآخر رمي عدد أكبر من الشماريخ، ولا ندري إذا كان مراقب "الفيفا" قد شاهدها أو حاول ذلك. * ويبقى صمت "الفيفا" لغز محيّر حتى لا نقول مهزلة، لأن ما يسمى بمحافظ مباراة مصر والجزائر قال بأنه شاهد اعتداء جديدا على حافلة المنتخب الوطني عند خروجه من الملعب بعد المباراة، ورغم ذلك، بقي تقريره - إذا كان هناك تقرير- مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع. ومجمل القول أم مباراة مصر والجزائر وما أحاط بها من مهازل وتجاوزات وظلم ضد مواطنين جزائريين عزل كشفت أشياء كثيرة...كشفت وحشية المصريين وحقدهم على الجزائر وبيّنت أن الإتحاد الدولي لكرة القدم ينظر * بعين أخرى لمباريات العرب ومهازلهم، والأكيد أنها عين عوراء.