في سبيل الجزائر.. نجح طيار جزائري في الانحراف بطائرة مدنية محملة بمناصري الخضر وعددهم 300، عن مسارها من القاهرة باتجاه الجزائر العاصمة، ليتخذ مباشرة مسارا جديدا باتجاه مطار الخرطوم، بمجرد خروجه من المجال الجوي المصري، وذلك لتمكين هؤلاء المناصرين من مواصلة عملية تشجيع فريقهم الوطني، فيما اضطرت السلطات المصرية إلى قبول نزول طائرة عسكرية جزائرية بمطار القاهرة، بعد ما أقلعت من مطار بوفاريك "لتخليص" المواطنين الجزائريين من الجحيم الذي عاشوه بمصر. * غادر آخر مناصر جزائري لفريق الخضر، أمس، القاهرة باتجاه الخرطوم، وهو آخر فريق يضم 300 مناصر من أصل 2500 مناصر حل بالقاهرة لتشجيع أشبال سعدان، في مباراة أمسية السبت الماضي، حسب تأكيدات سفير الجزائربالقاهرة، عبد القادر حجار، الذي قام بدور محوري في متابعة أطوار الموعد الكروي وإجراءات حماية المناصرين، حيث احتمت مجموعة من المناصرين بمقر السفارة هروبا من جحيم المناصرين المصريين. * وقد تحمل السفير حجار أعباء إضافية بعد إلحاح المناصرين، الذين احتموا بالسفارة وفتح لهم الحراس الأبواب، حيث طالب هؤلاء بالسفر مباشرة باتجاه الخرطوم - بحجة أنهم دفعوا 7 ملايين سنتيم وآخرين لم يدفعوا سوى 5 آلاف دينار حسب الشائعات المستقاة لديهم من الجزائر - لمساندة الخضر، رافضين العودة إلى الجزائر تبعا للاتفاق الحاصل مسبقا ولغياب اتفاق جوي بين مديرية الطيران المدني الجزائرية ونظيرتها المصرية يقضي بالقيام برحلات جوية من التراب المصري إلى دول أخرى غير الجزائر عبر المجال الجوي. * وكشف حجار في تصريح ل"الشروق" بأنه اضطر إلى مهاتفة وزير الخارجية، مراد مدلسي، من أجل نقل هؤلاء المناصرين المحتجين داخل مقر السفارة، مباشرة إلى الخرطوم، وحصل تنسيق مع الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية، وحيد بوعبد الله، الذي أمر طقم طائرة أقلت حجاجا إلى مطار جدة، بالنزول بالقاهرة، خلال العودة لنقل هؤلاء المناصرين، لكن السلطات المصرية، رفضت توجه الطائرة الجزائرية من القاهرة إلى الخرطوم وطلبت من طاقم الطائرة التوجه مباشرة إلى الجزائر، لمنع أنصار الفريق الوطني من التوجه إلى السودان وهي الطائرة نفسها التي قام قائدها بالانحراف عن المسار بمجرد خروجه من المجال الجوي المصري متجها نحو مطار الخرطوم. * وقامت الطائرة العسكرية "يوشين" بنقل 200 مناصر متبقين، بعد إلحاح قيادة الجيش الجزائري على ضرورة النزول، رغم تحجج السلطات المصرية بانعدام ترخيص بالهبوط بمطار القاهرة، وحلت ذات الطائرة هي الأخرى بمطار الخرطوم لاحقا. * وقال حجار أن شركات النقل المصرية رفضت أن تقل المناصرين، واستلزم الأمر نقلهم في 10 سيارات لموظفي السفارة تباعا، وظل حجار خلال العملية في اتصال دائم مع "الشروق"، صباح أول أمس، إلى غاية الرابعة صباحا لتأكيد نقل المناصرين بسلامة.