عادت الآلة المصرية الإعلامية للعمل بوتيرة جديدة، لمحاولة لعب دور قذر آخر. فبعدما عرت الجزائر نظام مبارك ومن يواليه في الداخل والخارج، ووقوف دول المغرب العربي في صف الجزائر، هاهي وسائل الإعلام المصرية تعود من جديد لتصب الزيت على النار من خلال التطاول على الدول المغاربية بكاملها وفصلها عن عروبتها، باعتبار أن هذه الدول ليست سوى جماعات بربرية. مخطئ كل من يعتقد أن الأزمة بين مصر والجزائر أزمة رياضية خالصة، تطورت إلى أزمة سياسية ودبلوماسية، لأن الأزمة كانت متواجدة أصلا بعدما صارت مصر ممثلة في نظام حكمها تفاوض في الشأن العربي باسم الجزائر، إضافة إلى الدول العربية الأخرى، رغم الخيارات الخاطئة والتي هي في أساسها ضد المصلحة العربية والجزائرية، ربما لهذه الأسباب وأخرى مجهولة كانت الجزائر قبل سنوات قد طالبت بوجوب تدوير الجامعة العربية على الدول العربية، وأن يكون أمينها العام منتخبا وليس معينا، ومن حينها بدأت أزمة فاترة بين البلدين، ولم تكن مقابلة الجزائر مصر سوى الشرارة التي جعلت الجزائر تنتفض ومن خلفها الدول المغاربية، وربما برز هذا الدور القذر للآلة الإعلامية المصرية التي صارت تحط من شأن الدول المغاربية، في الأيام الأخيرة، من خلال تصريح اللاعب الدولي التونسي الأسبق طارق الذيابي وعلى المباشر أن العرب كانوا يناصرون نيجيريا ضد مصر، وأن العروبة قبرت وانتهت مع جمال عبد الناصر. في رده على المحلل المصري الذي قال إن أغلب العرب سعداء بانتصار مصر، وهذا ما أثار حفيظة الإعلام المصري، ليخرج ما كان يكنه في الخفاء ويهاجم دول المغرب العربي مجتمعة، معتبرا إياها لا صلة لها بالعروبة. ويبدو أن النظام المصري من خلال إعلامه المأجور، خسر معركته مع دول المغرب العربي، فراح يحاول التملص والهروب من هزيمته وعدم قدرته على فرض آرائه وأفكاره عليها لينفرد بدول المشرق، بعدما بدأت كافة الأوراق تفلت منه، حتى في دول المشرق، وخاصة منها دول الخليج التي باتت تضيق ذرعا بالسياسة المصرية التي ورطت العرب في قضايا كبيرة، وأضاعت أمامهم فرصا كبيرة للتطور والانتصار والرقي. ولعل من أبرز الدول الخليجية التي باتت رقما فاعلا هي دولة قطر، التي بات لها دور في الخارطة العربية، ما جعل مصر تبدي قلقها وتحرض وسائل إعلامها على هذه الدولة، وصل لدرجة انتقاد والحط من شأن زوج أمير قطر بطريقة فجة وسخيفة، تنم عن حقد دفين لكل دولة عربية تدافع عن القضايا المصيرية للعرب. والأكيد أن إثارة الجزائر قضية تدوير جامعة الدول العربية على كل الدول العربية ووجوب انتخاب أمينها العام، بدأ يؤتي أكله من خلال رفض الكثير من الدول العربية للدور الذي تلعبه مصر، والذي لم يزد هذه الدول سوى فرقة وتخلفا، أمام ما تقدمه مصر من تنازلات عربية للعدو الصهيوني.