هجمات متكررة على موقع الشروق لم تخمد "الحرب" الإلكترونية بين الجزائريين والمصريين رغم مرور أكثر من شهرين ونصف الشهر على مباراة أم درمان التي فاز فيها الفريق الوطني على المصري وتأهل على حسابه إلى كأس العالم 2010، ولئن كانت هذه "الحرب" قد دخلت في "هُدنة" أسابيع بعد أم درمان فإنها اشتعلت هذه الأيام وكان موقع "الشروق أونلاين" أكبر ضحاياها منذ ما يزيد عن أسبوعين. * وقد تسببت ضراوة "الحرب" الإلكترونية الجزائرية المصرية في تذبذب خدمة موقع الشروق في العديد من المرات، ما اضطرّه إلى أن يعلق خدمته ليوم كامل ويكتفي بإشهار نسخة "البي دي أف" على واجهته ليومين متتاليين حتى لا يحرم قرّاءه من مطالعة الجريدة، كما تحتّم على الموقع أن يتقدّم باعتذار لقُرائه الجزائريين في الداخل والخارج وكذا قرائه العرب. * ولم تبق إدارة "الشروق أون لاين" مكتوفة الأيدي أمام الهجمة الإلكترونية التي يتعرّض لها الموقع، حيث جنّدت فريقا من المختصين في البرمجة وتصميم المواقع ليسهر على حماية الموقع وتحصينه من الهجمات، ويقول الفريق المختصّ بأنه عمل خلال ثلاثة أيام متتالية على صد آلاف الهجمات، وأكّد بأن مستهدفي الموقع استعملوا "أسلحة" فتاكة لتدمير الموقع منها برامج متخصصة في اختراق المواقع وتدميرها، ومن خصائص هذه البرامج أنها تعمل على مدار الساعة وتشن عشرات الهجمات بصورة آلية في أجزاء من الثانية، بل من الهجمات ما يُشن بالعشرات في "الميلي ثانية" وهو معدّل رهيب يدل على "عُقدة" المهاجمين من الشروق أونلاين ورغبتهم الرخيصة في القضاء عليه. * وهنا تشير إدارة "الشروق أونلاين" إلى أنه كان في مقدورها أن تمنع أي مصري من دخول الموقع وذلك بتفعيل خدمة منع "العنوان أي بيIP" ولكن الشروق أونلاين استبعدت هذا الإجراء وتعاملت بكل شفافية مع الوضع متحدّية بفريقها التقني تلك الهجمات. * وقبل أشهر استحدث موقع "الشروق أونلاين" خدمة الفيديو في صفحاته وهي الخدمة التي زادته مصداقية وجعلته أقوى تأثيرا في القارئ، غير أن هذه الخدمة طالتها هي الأخرى يد المهاجمين، خاصة فيما تعلّق بالفيديوهات التي تفضح الجانب المصري، فلقد تعرّضت "فيديوهات" عرضها الموقع أمس وقبله إلى الإلغاء من واجهته، خاصة الفيديو الذي يُظهر جماهير مصرية تُضرم النار في الراية الوطنية الجزائرية بعد فوز الفريق المصري بكأس إفريقيا!! كما أُلغي فيديو آخر يُبيّن همجية مصريين مع خروف صغير كتبوا عليه كلمة الجزائر وصبغوه بألوان الراية الوطنية وذبحوه بطريقة بربرية وهم يُردّدون "إذبحوهم.. إذبحوهم" في المناسبة ذاتها!! * وتشير إدارة الشروق إلى أن إدارة الموقع العالمي "يوتيوب" المتخصص في الفيديوهات هي التي قامت بإلغاء هذه الفيديوهات الحقيقية بإيعاز من آلاف المصريين الذين أشاروا إلى ضرورة إلغاء الفيديو، لأنه يستهدف تشويه صورة الشعب المصري على حد زعمهم.. * وكردّ فعل على ما يتعرّض له "الشروق أونلاين"، قام قرصان جزائري باختراق موقع "منبر الجزيرة" المصري ونسب القرصان الجزائري اختراقه للجريدة المصرية إلى جريدة "الشروق" مع الإشارة إلى أن الشروق لا تعتمد هذا النوع من المواجهة وتلتزم بالكلمة والصورة سلاحا في إظهار وجهة نظرها وفي الدفاع عن الوطن وعن نفسها، وقد تعهّد قراصنة جزائريون باختراق وتدمير أكبر عدد من الموقع الإعلامية المصرية إذا استمر الوضع ولم تهدأ نفوس الذين يريدون إسكات "الشروق أونلاين".. ولن يستطيعوا ولو جاءوا بآخر ما توصّلت إليه التكنولوجيا في اختراق المواقع وتدميرها.