استغربت الطبقة السياسية في الجزائر تطور الحملة الإعلامية المصرية العدائية ضد الجزائر منذ مباراة الأربعاء الأخير بالخرطوم، وتحوّلها إلى حرب طالت حتى أبرز مقدسات الدولة ممثلة في الشهداء، غير أن المثير هذه المرة هو سقوط فضائيات تحت وصاية الدولة، في قذارة سب وشتم كل ما هو جزائري. * جبهة التحرير الوطني، وعلى لسان ناطقها الرسمي، السعيد بوحجة، ترى أن ما يصدر من الإعلام الرسمي والرسمي في مصر، ليس إلا محاولة لاختلاق قضية مع الجزائر، الهدف منها التغطية على الجريمة البشعة التي وقف العالم على حيثياتها، وهي المتمثلة في الاعتداء الوحشي والبشع على بعثة الفريق الوطني في القاهرة، وكذا مناصريه أثناء وبعد مباراة السبت المنصرم، وهي الحادثة التي وضعت السلطات المصرية في مأزق أمام الرأي العام العربي والعالمي، بسبب الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام في مختلف بقاع العالم. * وبشأن تعاطي الطرف الجزائري مع الهجمة العدائية المصرية، قال بوحجة »موقفنا يحظى بالكثير من المصداقية لدى الرأي العام العربي والدولي، لأن الجزائر الرسمية والإعلام المحلي لم ينساقا وراء قذارة وانحطاط الاتهامات المصرية، التي تجاوزت كل الحدود..«، مشيرا »هم يحاولون جرنا إلى جدال نحن في غنى عنه، لكنه مفيد كثيرا لتوريث جمال مبارك، وإلهاء الشعب المصري بأمور لا تفيده في شيء، لافتا إلى أن النظام المصري معروف بنكسات حروب ال 24 ساعة. * وأضاف المتحدث »إن سكوتنا نابع من الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجزائر، المعروفة بثورتها العظيمة وتاريخها الحافل بالأمجاد، لكن إذا تمادى الطرف المصري في سب ثوابت الأمة وتحقير شعبها، سنقدم على قرارات ستندم عليها مصر كثيرا، لأن المعاملات بين البلدين هي في صالح القاهرة، وأن استمرار هذا الوضع إنما كان حرصا من الجزائر على مساعدة الحكومة المصرية في تخفيف ضائقتها«. * أما الجبهة الوطنية الجزائرية وعلى لسان رئيسها موسى تواتي، فقد اختزل القضية في المثال الشعبي السائر »الرجل يديها على قوته والمرأة تأخذها على لسانها«، في إشارة إلى أن الجزائر حققت أهدافها بالصعود إلى نهائيات كأس العالم، فيما لم يجد النظام المصري من وسيلة للتغطية على سقطاته وإخفاقاته، سوى بتوظيف الأقلام المأجورة وفضائيات الفتنة لتأجيج العداوة بين الشعبين الشقيقين. * وهنا يقول تواتي »إن السكوت على النظام المصري المتعفن، كالسكوت على الأحمق، لأن في هذا السكوت جواب بليغ«، كما حمل المتحدث المسؤولية لوسائل الإعلام المصرية، التي قال إنها مملوكة وممولة من طرف أطراف مشبوهة، شأنها شأن عمالة نظام مبارك للولايات المتحدةالأمريكية. * من جهته، عبرت حركة النهضة على لسان النائب محمد حديبي، عن استنكارها الشديد من الانحدار الذي آلت إليه سقطات النظام والإعلام المصريين، وقال »لقد تعدوا كل حدود اللياقة والأخلاق العربية والإسلامية في تهجمهم على الجزائر، عندما تجرأوا على وصف الشعب الجزائري بالبربري«. * ولفت قيادي النهضة إلى أن »الغرض من هذه الهجمة، هو توجيه الرأي العام المصري عكس حقيقة الوضع المزري الذي يعيشه المجتمع من مشاكل اجتماعية واقتصادية خانقة بسبب فساد وانحطاط نظام مبارك، الساعي إلى توريث جمال مبارك السلطة«. * النائب حديبي وأمام ما يجري، دعا السلطات الجزائرية إلى المعاملة بالمثل في الأعراف الدبلوماسية، لأنه لا يمكن السكوت عن الألفاظ والتصريحات الرسمية التي تصدر من قنوات فضائية مملوكة من طرف نظام مبارك، لأن »الكيل طفح ومن غير اللائق السكوت أمام مثل هذه الهجمات، لأن الشعب الجزائري أشرف بكثير مما تنضح به ألسنة السوء في أرض الكنانة«، يضيف المتحدث.