استنكرت الساحة السياسية الجزائرية الحملة الدعائية الشرسة التي تقوم بها وسائل الإعلام المصرية التي تحاول الإساءة لصورة الجزائر بكل الطرق والأكاذيب بعد الهزيمة التي منيت بها في مقابلة كرة القدم بالخرطوم، داعية السلطات المصرية لتحمل المسؤولية الكاملة إزاء هذه الحملة التي تمس بكرامة الجزائر وتؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين واعتبرت هذه الخرجات نكرانا للجميل وللمواقف الشجاعة والتضحيات التي قدمتها الجزائر لمصر في حربي 1967 و1973 اللتين سقط فيهما عدد معتبر من الشهداء الجزائريين الذين حاربوا إسرائيل إلى جانب مصر وقدموا تضحيات تشهد لها إسرائيل إلى يومنا هذا. وفي هذا السياق قال السيد سعيد بوحجة المكلف بالاتصال بحزب جبهة التحرير الوطني في تصريح ل"المساء" أن الجزائر ومصر تربطهما علاقات تاريخية وسياسية وطيدة والدليل على ذلك عدد الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في سيناء في حرب 1967 وحرب 1973، لذا حذر السيد بوحجة السلطات المصرية من الحملة الإعلامية الشرسة التي تشن على الجزائر كونها تمس بمشاعر الجزائريين، لأن ما حدث حسب محدثنا هو مجرد كرة قدم ولابد من إبقاء الصراع في إطاره الرياضي فقط ولا يمكن إقحام الرياضة في مواقف سياسية. وأضاف المتحدث باسم الحزب العتيد أن مصر تسيئ للثورة الجزائرية والشهداء في وقت كان من المفروض أن تحل هذا المشكل الرياضي الذي كانت السباقة لافتعاله. كما أشار السيد بوحجة إلى أن ما يقوم به الإعلام المصري هو محاولة تغطية هزيمته ومن المفروض أن لا تطال هذه الحملة الإعلام الرسمي المصري، مضيفا أن مصر لم تتقبل الهزيمة التي منيت بها في الجزائر وسخرت كل وسائلها الإعلامية لشن حملة ضد الجزائر والتأثير على جماهيرها منذ ذلك الوقت ليحصل ما حصل قبل مقابلة 14 نوفمبر وبعدها الاعتداء على اللاعبين الجزائريين والمناصرين بالقاهرة للتأثير على معنويات الخضر وإقصائهم في القاهرة غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك لينسجوا قصصا وأكاذيب أخرى خاصة بعدما تأكدوا من أن الجزائر تحظى بدعم كبير من الجمهور السوداني. من جهته السيد موسى تواتي رئيس الجبهة الجزائرية أوضح أن ما يحدث بين مصر والجزائر هو قضية شعب وليس قضية نظام مشيرا إلى أن مصر تحاول كسب شعبها على حساب شعب آخر لإلهائه عن مشاكله وأزماته الاجتماعية والاقتصادية. وتوقف السيد تواتي عند الدعم الكبير الذي قدمته الجزائر لمصر في حربي 1967 و1973 حيث سقط عدد كبير من أبنائها في ساحة الفداء بمصر، داعيا في هذا الصدد إلى مراجعة السياسة المنتهجة مع مصر حتى تفهم أنها ليست القائد الوحيد في العالم العربي بل هي مجرد عضو وفقط، وأضاف أن مصر أخطأت في إقحام الرياضة في المواقف السياسة متناسية العلاقات التاريخية والأخوية بين الشعبين حيث سمحت لوسائل إعلامها بإشعال نار الفتنة. ودعا السيد تواتي مصر إلى تحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما يحدث وما قد ينجر عنه لأنها تجاوزت الحدود ولم تراع مشاعر الجزائريين في وقت لم تمس فيه الصحافة الجزائرية بكرامة مصر كما تدعيه هذه الأخيرة وكلنا نعلم بأن وسائل الإعلام المصرية كانت السباقة إلى الشتم والسب وتوجيه التهم الكاذبة لتغطية هزيمتها. أما السيد جلول جودي العضو القيادي في حزب العمال فذكر أن مصر والجزائر تربطهما علاقات قوية تاريخيا، مشيرا إلى أن قرار الرئيس الراحل بومدين الذي أرسل فيالق عسكرية للوقوف إلى جانب مصر في حربيها هو موقف نابع من شيم الجزائريين حكومة وشعبا. وهي مواقف تشرف الجزائر رغم ما تروج له وسائل الإعلام المصرية حاليا من أكاذيب تحاول المساس بكل ما هو جزائري من تاريخ وقيم متناسية دعمنا لها في محنها. ورغم كل ما قيل ويقال في هذه الفضائيات فالجزائر يضيف السيد جودي لا تنزل إلى الحضيض لأن مستواها أعلى من ذلك بكثير وشعبها متحضر لم يتعود على السب والشتم عكس ما تقوله وسائل الإعلام المصرية التي تلجأ للشتم والإساءة لتغطية ضعفها وتتهمنا بعدم التحضر، فالتحضر حسب محدثنا يقاس بالطريقة التي يتكلم بها المرء فالشخص غير المتحضر هو الذي يتخذ من الإساءة للغير مادة لملء برامجه الإعلامية. وأضاف المتحدث باسم حزب العمال أن تاريخ الجزائر معروف ويشهد له في كل العالم والدليل على ذلك أن الثورة الجزائرية أصبحت قدوة لكل الحركات التحررية في العالم وبالتالي مهما يفعل الإعلام المصري فلا يمكنه تغيير الحقائق التاريخية ولا يستطيع التشكيك فيها بل بالعكس فهو يبرهن يوما بعد يوم على تدني مستواه من خلال هذه الادعاءات والإشاعات والأكاذيب التي تفطن لها الرأي العام العالمي. وتشابهت ردود فعل الأحزاب السياسية بخصوص هذا الموضوع حيث قال السيد محمد جمعة المكلف بالاتصال بحركة مجتمع السلم أن العلاقات بين الجزائر ومصر كانت دائما علاقات أخوية وكان للجزائر دور كبير في مساعدة مصر في حروبها، لكن للأسف بعد انهزام مصر في المقابلة التي جمعتها بالجزائر نسيت مصر كل شئ جمعها ويجمعها بالجزائر من علاقات تاريخية، سياسية، وقيم عربية مشتركة وانساقت وراء حملة دعائية غير أخلاقية حيث دخل الإعلام المصري بإيعاز من دولته في هيستيريا تعبر عن الأنانية وحب الذات واحتكار النصر بكل الطرق حيث كال للجزائر كل أنواع الشتائم، مشيرا إلى أن ما تقوم به وسائل الإعلام ماهو إلا حملة ظالمة ضد فوز مستحق.