علمت "الشروق" من مصادر موثوقة أن محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة ستفتح خلال دورتها الحالية ملف "معتقلي غوانتنامو". * * حيث سيمثل جزائريان من ولاية تيارت تم تسليمهما من قبل السلطات الأمريكية للجزائر في أوت 2008 ، ليجيبا على أسئلة قاضي الجنايات حول علاقتهما بتنظيم القاعدة في أفغانستان وهي نفس الوقائع التي حققت فيها السلطات الأمريكية معهما لدى مكوثهما في معتقل غوانتانامو بكوبا لأكثر من سبع سنوات. * وحسب المعلومات المتوفرة، فالسجينان الجزائريان اللذان تم تسليمهما للسلطات الأمنية الجزائرية صائفة 2008 تم التحقيق معهما لدى محكمة سيدي أمحمد، ليتم توجيه الاتهام لهما حول تورطهما في جناية الانتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج حسب أحكام المواد 87 مكرر و87 مكرر6 من قانون العقوبات. * ولدى التحقيق معهما اعترفا في البداية بدخولهما لأفغانستان لأجل تلقي التدريبات الخاصة بالمقاتلين التابعين لتنظيم "القاعدة"، وتكلما بالتفصيل على مسيرتهما بالدول الأجنبية إلى غاية إلقاء القبض عليهما خلال سنة2001 بباكستان من قبل السلطات الأمريكية وتحويلهما لمعتقل غوانتانمو، هذا عقب أحداث11 سبتمبر، أين انتهجت الولاياتالمتحدةالأمريكية سياسة محاربة الإرهاب ومطاردة كل العرب بأفغانستان، غير أنهما أنكرا عند قاضي التحقيق علاقتهما بتنظيم القاعدة أو الانتماء لجماعة إرهابية. * فالمتورط الأول المكنى نوح يبلغ من العمر 49 سنة اعترف أنه سافر إلى إيطاليا سنة 1993 أين اشتغل هناك في الفلاحة رفقة جزائريين آخرين وبعدها سافر إلى ألمانيا مرورا بفرنسا بطريقة غير شرعية "حراڤ" مكث بمدينة "فريبورق" ألقي عليه بتهمة الإقامة غير الشرعية من قبل السلطات الفرنسية، وبعد إخلاء سبيله تنقل إلى ألمانيا وبنفس الطريقة الأولى وهناك تقدم بطلب اللجوء السياسي، استقر في البداية بمدينة "بولون" لينتقل إلى "فرانكفورت" هناك تعرف على جزائريين اشتغل معهم في المتاجرة بالمخدرات، ليلقى عليه القبض سنة 1994 ويحاكم عن تهمة "الهجرة غير الشرعية"، وبعد إخلاء سبيله عاود نشاطه في الاتجار بالمخدرات، ليزج به في السجن مرة ثانية قضى فيها عام حبس نافذ بسبب المخدرات، وزاول نفس النشاط بعد خروجه من السجن، بالإضافة للسرقة التي عوقب عليها ليخلي سبيله سنة 1998، بعدها غادر ألمانيا نحو إيطاليا، وكانت سنة 1999 هي بداية التغيير في حياته، أين التزم وراح يتردد على المساجد المتواجدة بفرانكفورت "مسجد الحامدية"، ولأنه لم يتحصل على بطاقة الإقامة الألمانية، سافر إلى بريطانيا أين تعرف على المسمى أبو حمزة المصري وهو إمام مسجد "فاز بلي بارك"، كما التقى العديد من الجزائريين هناك، وبعدها حكم عليه بتهمة التزوير في شيكات وصدر عليه حكم بشهرين، ليقرر شراء جواز سفر مزور قصد الدخول إلى أفغانستان في2001 مرورا بباكستان، أين تعرف على عدة أشخاص من جنسيات مختلفة وتدرب على القتال على يد المدعو حسام المصري بإحدى المراكز الخاصة بتدريب المقاتلين بكابول، وهو المركز الذي كان يضم 20 مقاتلا من جنسيات مختلفة، كما تدرب على مختلف الأسلحة لمدة شهرين، وبعد تعر ض الولاياتالمتحدة للهجوم الانتحاري الذي تبناه أمير تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في11 سبتمبر2001، وقصف القوات الأمريكية للأراضي الأفغانية، ردا على ذلك الهجوم الأول من نوعه في تاريخ أمريكا، حاول هذا الأخير الهرب إلى باكستان، وهناك ألقي عليه القبض من قبل الشرطة الباكستانية وتم تسليمه إلى القوات الأمريكية، ونقله إلى سجن قندهار، أين تم التحقيق معه في قضية انتمائه إلى تنظيم "القاعدة" ومن ثم تم ترحيله إلى معتقل غوانتنامو بكوبا وبقي لمدة سبع سنوات إلى غاية إطلاق سراحه في 25 أوت 2008 وتسليمه إلى السلطات الجزائرية. * وفي السياق ذاته صرح المتورط الثاني المكنى أبوعلي39 سنة أنه سافر بطريقة شرعية إلى سويسرا سنة1991 ثم تشيكوسلوفاكيا، وبعدها دخل بطريقة غير شرعية إلى ألمانيا بواسطة أحد المهربين، وتعرف على جزائريين هناك عمل معهم في المتاجرة بالمخدرات تقدم بطلب اللجوء السياسي في سنة 1992 ألقي عليه القبض مرارا بتهمة المتاجرة في المخدرات، في2000 بعد حصوله على اللجوء السياسي باسم آخر، التقى بأحد المساجد على شخص جزائري اقترح عليه السفر إلى أفغانستان فوافق على الفكرة باستعمال جواز سفر فرنسي ولدى وصوله إلى باكستان تعرف على شخص يدعى جعفر وآخر يدعى محمد الأفغاني ساعداه للدخول إلى أفغانستان بطريقة غير شرعية، وهناك التقى مع العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة وعرضوا عليه التدريب في المعسكرات لم يوافق على الفكرة بسبب زيادة وزنه، لكنه تزوج مع أفغانية وتدرب على حمل سلاح كلاشينكوف في المعسكرات هناك، وبعد أحداث سبتمبر ودخول القوات الأمريكيةلأفغانستان ألقي عليه القبض من قبل السلطات الباكستانية ليتم تسليمه إلى القوات الأمريكية ليحول بعدها إلى معتقل غوانتنامو بكوبا أين مكث هناك لمدة سبع سنوات وأطلق سراحه في 25 أوت 2008 وسلم للسلطات الأمنية الجزائرية بعد التحقيق معه حول علاقته بتنظيم القاعدة تحت إمرة أسامة بن لادن. * هذا وقد أنكر المتهمان الجزائريان أمام قاضي التحقيق اللذان ينحدران من مدينة تيارت جميع التهم المتعلقة بالإرهاب وعلاقتهما بتنظيم القاعدة أو تفجيرات سبتمبر التي مست برجي التجارة العالميين، وقد مكثا سبع سنوات بالسجون الأمريكية للتحقيق معهما حول علاقتهما بتنظيم "القاعدة" وحركة طالبان، هذا بعد السياسة التي انتهجتها الولاياتالمتحدة ضد العرب والمسلمين لمكافحة الإرهاب، وتم إطلاق سراحهما لعدم ثبوت التهمة عليهما في انتظار محاكمتهما أمام محكمة الجنايات بالعاصمة عن نفس الوقائع والتهم التي تخص انتمائهما لتنظيم إرهابي بالخارج.