لم يجرف التيار العدائي للجزائر كل رجالات مصر من رياضيين وإعلاميين وإلا كانت الكارثة الكبرى .. لكن ما لا يعلمه الجزائريون أن الفنانين في معظمهم كانوا أداة في أيدي الذين حركوا آلة التدمير .. * وإذا كان الجزائريون قد تابعوا الشتم والكلام المسيء للجزائر عبر الفضائيات المرئية، فإن القنوات الإذاعية المصرية مارست ذات العملية مع المئات من الفنانين والفنانات، إضافة إلى الصحف المصرية وهناك من الفنانين من لم تتح له الفرصة في السباحة مع تيار الأحقاد الذي قاده "من يسمون أنفسهم" كبار الفن المصري من أمثال محمد صبحي وعادل إمام ومحمود ياسين وعمرالشريف ويسرا وتامر حسني .. مما يعني أن الفن المصري مثل الإعلام المصري، وربما أكثر تورطا في الفضيحة والمهزلة، خاصة أنه من المفروض أن يكون خارج الإطار * ومعظم الذين شاركوا في الفضيحة سبق لهم وأن زاروا الجزائر وقالوا عنها "نفاقا" كلاما معسولا بعد أن تم تكريمهم من طرف الجزائر ماديا ومعنويا .. والجزائريون عموما مقتنعين أن "العفن المصري" لن يكون له مكانا في المهرجانات الجزائرية الكبرى التي كان "يمرح" فيها و"يسرح"، خاصة مهرجان جميلة بولاية سطيف وتيمڤاد ومهرجان السينما العربية بوهران، ولن يكون لهم مكانا في القلب الجزائري الأبيض للأبد، ولا يوجد إلا فنانين نجوا من الطوفان وعددهم على أصابع اليد.. بعد أن ضرب صلاح السعدني الأخلاق في العمق بين ليلة وأخرى بوجهين فكرانا في تلونه في عالم التمثيل بين أدوار الشر وأدوار الخير. * وإذا كان الفن قد سقط كله في الوحل فإن بعض أهرامات مصر بقيت صامدة ونتمنى أن تحافظ على صمودها وأن لا تفاجئنا كما فعل مصطفى البكري وخاصة عادل إمام الذي كان "شاهدا ماشافش حاجة" ومع ذلك دخل نفق النفاق لأجل عيون "جمال".. إذا كان هذا حال الفن فإن صمود محمد حسنين هيكل زاده رفعة لدى عامة المعجبين بفلسفته في الحياة التي فجرها في كتبه الراقية وأيضا عبر حصته التي يتابعها العالم العربي عبر الجزيرة "مع هيكل" وهو هيكل حقيقي حاولوا بكل الطرق جرّه إلى المستنقع فنجا بجلده .. يذكر أن حسنين هيكل زار الجزائر في عدة مناسبات في السبعينات والثمانينات، وقال أنه بصدد تأليف كتاب عن الراحل هواري بومدين، ولكنه أخلف وعده لأسباب رفض الإفصاح عنها .. أما العملاق الثاني الذي عانى كثيرا من الإعلام المصري ومن دريم خصوصا، ولم يضع يده في العجينة المسمومة فهو حمدي قنديل الذي ناء بجانبه عن الحرب التي أعلنها مصريون على الجزائر، وأبعد أيضا زوجته الفنانة نجلاء فتحي عن العاصفة وكتب كلاما قويا أبان فيه عروبته الحقيقية وحبه لإصلاح ذات البين، وليس للظهور كما فعل إبراهيم حجازي الذي سبق له منذ سنوات وأن نعت حمدي قنديل بكل الصفات السيئة.. صاحب قلم رصاص ورئيس التحرير وهي الحصص الأكثر روعة في تاريخ الإعلام المرئي العربي، حافظ على هدوئه ورفض أن يخسر الجزائر التي أحبها وأحبته منذ ما قبل الاستقلال الذي لا يفهم معناه أمثال المدعو عميد الإعلاميين المصريين إبراهيم حجازي.. ونجا الكثير من الإعلاميين المصريين الذين يعملون في الخليج العربي مثل أحمد منصور من تشويه صورتهم بما فيهم محمد سعيد صحفي الجزيرة الرياضية الذي يعلق حاليا على البطولات الأوربية وإذا صادف لاعبا جزائريا أثنى عليه من دون أي عقدة .. * أما في عالم الكرة فإذا كانت خرجات قائد الفراعنة أحمد حسن والحارس عصام الحضري ومحمد زيدان منتظرة رفقة الفاشلين مثل إبراهيم حسن فإن الجزائريين لم يخب ظنهم لحد الآن في أبو تريكة الذي رفض استدراجه إلى ساحة "المعركة الوسخة" وحتى لو تكلم بعد مرور زمن طويل فإن كلامه سيكون موزونا ولن يكون تحت الطلب أو تحت ضغط الإقصاء كما فعل زملاءه.