صورة من الأرشيف لطلبة جزائريين أمام السفارة لا يزال الطلبة الجزائريون الفارون من مصر تحت وقع الصدمة رغم نجاة أغلبهم وحلولهم بأرض بلدهم، وتعكس تصريحاتهم المتواترة خلال الأيام التي حلت فيها الهزيمة النكراء التي مني بها فريق الفراعنة في موقعة الخرطوم. * "أسماء.ب" واحدة من العائدين إلى الجزائر في رحلة الخامس والعشرين نوفمبر الفارط لا تزال تحت وقع الصدمة رغم حلولها بين ذويها في بسكرة تحدثت إلى الشروق اليومي عن سبب عودتها قائلة:"بعد 27 يوما من التحاقي بمصر لمواصلة الدراسة في السنة الثانية قانون بمعهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، وبعد الذي حصل عقب فوز فريقنا ترجتني والدتي أن أعود خوفا على سلامتي. وبالفعل قررت وزميلتي التي تشاركني الإقامة في شقة في حمامات القبة العودة إلى الجزائر، وآخر كلمة لا تزال ترن في أذني "خسارة أنت جزائرية" قالها لي عون أمن في مطار القاهرة لما سألته عن مكتب الخطوط الجوية الجزائرية"، وتواصل "أسماء" حديثها على لسان كل زملائها الطلبة "عقب فوز منتخبنا على مصر في الخرطوم اعترانا خوف شديد وصرنا من غير المرغوب فيهم، كان اشقاؤنا المصريون ينظرون إلينا نظرة العدو لعدوه، لقد انقلبوا علينا مرة واحدة، قبل اللقاء كانت الأمور عادية جدا لإحساسهم أنهم ذاهبون إلى المونديال ولما حدث العكس تغير كل شيء، حتى صاحب الشقة قال لنا بالحرف الواحد "لو كنت أعلم الغيب ما أجرت لكم الشقة". * لحسن الحظ تقول أسماء قبل المباراة كنا قد ادخرنا بعض المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية، زميلتي من ولاية الجلفة تدرس في جامعة عين شمس تعرضت للسب والشتم من طلبة مصريين ولما تدخل دكتور مصري لإنصافها وصفوه بالعميل للجزائر، وقد التزمت الشقة مدة أسبوع كاملا وهي في وضعية نفسية محبطة. * ولأن كل الحيل متاحة للنجاة تقول أسماء "حين نخرج إلى الشارع ننكر جزائريتنا وندعي أننا مغاربة وهو ما نصحنا به صاحب الشقة قبل المباراة علما بأنه كان يعمل سابقا في سلك الأمن، حلاقة مصرية قالت لي "أنتم المغاربة تكرهون الجزائر علشان الصحراء الغربية". * وحتى لا ينكشف أمرنا تسترسل أسماء حين ننزل إلى الشارع نغلق هواتفنا النقالة. * وقد أرهبنا الإعلام المصري وبعث فينا الرعب من خلال شحن الجمهور المصري ضدنا وضد بلدنا ورموزها. * كنا كلما نسمع حركة خارج الشقة التي أجرناها نشعر بخطر يحدق بنا. * أما ما حز في نفسي ماقاله لي دكتور في معهد البحوث والدراسات العربية حين أعلمته بنية مغادرة مصر حيث قال لي بالحرف الواحد نصفكم سيصعدون إلى الجبال ويصبحون إرهابيين "هذا ما حز في نفسي" تقول أسماء شاكرة السفارة اليمنية على مساعدتها لمغادرة بلد الفراعنة وتأهل على غرار كل الطلبة العائدين أن تجد لهم سلطات الجزائر مخرجا لمواصلة دراستهم في الجزائر أو في أي بلد عربي آخر.