في موقف مؤثر يؤكد الدعم الكبير الذي وجده الخضر من الأنصار الأوفياء، خرج لاعبو ومسيرو ومدربو الفريق الوطني من أرضية استاد القاهرة تحت تصفيقات وتشجيعات كبيرة من طرف أنصار الضر وكذا أفراد البعثة الإعلامية الجزائرية المتواجدة بالملعب، وقد ظهر الإرتياح باديا على وجوه اللاعبين وكذا المسيرين بسبب هذه الإلتفاتة من الجماهير الجزائرية العظيمة التي أدركت أن هزيمة 14 نوفمبر لم تكن سوى من غلطتين في دقيقتين ومن فرصتين وحيدتي أتيحتا للفريق المصري، في الوقت الذي أنقذ فيه الحارس الحضري مرماه من أربعة فرص حقيقية إثنان منها فرصتين لهدفين محققين واحدة في الشوط الأول والثانية ضيعها رفيق صايفي في الشوط الثاني على الرغم من أنه قام بالذي عليه لولا براعة الحضري صاحب الفضل كله في نجاة الفراعنة اليوم وليس غدا من مقصلة الخضر. وفي الوقت الذي غادرت فيه الجماهير المصرية الملعب للإحتفال في شوارع القاهرة بهذه النتيجة بقت الجماهير الجزائرية مرابطة بالداخل لتقديم الدعم المعنوي اللازم لبعثة المنتخب التي ستكون أمام مهمة أخرى للدفاع عن ورقة التأهل للمونديال يوم 18 نوفمبر بالعاصمة السودانية الخرطوم، وقد تبادل اللاعبون التحيات مع الأنصار ووعودهم بالعودة بالتأهل من استاد الخرطوم حتى ولو كان هذا الملعب قد اختاره الفراعنة للعب المقابلة الفاصلة، لأن الضغط الذي مورس على اللاعبين في القاهرة لا يمكن أن يكون جزءا بسيط جدا منه في استاد الخرطوم، ورغم ضغط استاد القاهرة الدولي الكبير إلا أن الحضري والحظ أنقذا الفراعنة من الإقصاء وأطال في عمرهم خلال هذه التصفيات، وقد أكد كل من زياني وبوقرة ومغني وشاوشي وكل اللاعبين تقريبا وحتى وزير الشباب والرياضة أنهم سيبذلون المستحيل للعودة بالتأهل من الخرطوم ليثبتوا للفراعنة أن المنتخب الوطني الجزائري أحسن منهم من جميع النواحي الفنية والتكيتيكية، وسكون ملعب الخرطوم مقبرة لهذا الجيل من اللاعبين المصريين. وقد شاركت بعثة الشروق المتواجدة بقوة في استاد القاهرة في تحفيز اللاعبين على نسيان نوقع القاهرة التي شفعت للفراعنة والتفكير في موقعة الخرطوم التي اختارها الفراعنة لينهوا فيها مشوارهم الرياضي، وأكد بعض اللاعبين أن مقابلة الخرطوم هي المقياس الحقيقي لقوة أي منتخب بعد أن سخر الفراعنة كل الظروف غير الرياضية للنجاة من مقصلة الخضر في القاهرة وبين جماهيرهم. وقد بادل وزير الشباب والرياضة الجزائري الهاشمي جيار التحية مع الجمهور الجزائري وشكرهم على وقفتهم التاريخية مع المنتخب، كما أن الشيخ سعدان الذي كان قاب قوسين أو أدنى من حسم موقع القاهرة لصالحه، فقد كان يبدو مرتاحا ومبتسما وهو يدخل النفق المؤدي إلى غرف الملابس وكأنه متيقن من الفوز بالخرطوم بعد أربعة أيام خصصوا وأن ما سيحدث في الخرطوم من ضغط سيكون أقل ألف مرة من الضغط الرهيب وغير العادي الذي مورس على البعثة الجزائرية منذ وصولها مطار القاهرة مساء الخميس وخاصة مع تكسير حافلة اللاعبين وكذا الإعتداء على حافلات الأنصار خلال توجههم لملعب القاهرة، وكذا اهانة النشيد الجزائري بطريقة لا تشرف مصر ولا شعب مصر الذي رفض أن يرد جميل الإستقبال الذي حظيت به بعثة منتخب بلاده خلال قدومها للجزائر في مقابلة الذهاب. يا سعدان رانا معاك والمونديال لينا ونادر أحد المناصرين بصوت مرتفع الشيخ رابح سعدان وهو يهم بمغادرة أرضية الميدان قائلا "يا الشيخ سعدان ما تتقلقش رانا معاك المونديال بإذن الله لينا وربي راهو شاهد".. وهي الكلمات التي رد عليها الشيخ بابتسامة تخفي إطمئنانه على موقعة الخرطوم، كما كان اللاعب مجيد بوقرة أكثر تفاعلا وتجاوبا مع الجمهور من خلال يديه الممسكتين مع بعض التي يعبر فيها عن تضامن اللاعبين مع الجمهور الذي تحمل كل الصعاب وكل الجحيم من أجل مساندة الخضر، إلا أن الشيئ المشجع أكثر هو أن كل اللاعبين بدو وهم يركبون الحافلة التي أعادتهم إلى مقر إقامتهم في حالة نفسية مرتفعة وهم يعلمون ان النصر قد تأجل قط ولم يتبخر.