250 ضحية في الجزائر أغلبيتهم الساحقة من المسلمين في مقابل بضعة ضحايا أجانب كشفت دراسة أمريكية حديثة أن تنظيم "القاعدة" قد خلّف أكبر عدد من الضحايا في صفوف المسلمين والدول الإسلامية، وليس في دول العالم الغربي، وهو ما يكذّب دعوى أيمن الظواهري، العقل المدبر لتنظيم القاعدة، الذي قال في خطاب له عام 2007 إن "القاعدة" لا تستهدف المسلمين وإنما تقتل أعداء الإسلام والكفار فقط، ويحاول تأكيده أفراد التنظيم بين الفينة والأخرى. * وكشفت الدراسة التي أجراها مركز مكافحة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت"، ونشرت في شهر ديسمبر الحالي، أنه ما بين عامي 2004 و2008، فإن العمليات التي استهدفت الأجانب والمصالح الغربية بلغت نسبة 15 بالمائة فقط من مجموع العمليات التي قام بها تنظيم أسامة بن لادن، في مقابل 85 بالمائة من العمليات التي استهدفت المسلمين وخلّفت قتلى في صفوفهم. كما قالت الدراسة إنه ما بين عامي 2006 و2008 لم يتجاوز عدد الضحايا الغربيين 2 بالمائة من مجموع ضحايا العمليات التي تبناها التنظيم وخلفت 661 قتيل، مما يعني أن 98 بالمائة من العمليات استهدفت المسلمين وتمت في الدول الإسلامية، كما أن "الأشخاص غير الغربيين يتعرضون لتهديد الموت على يد القاعدة بنسبة توازي 54 مرة مما قد يتعرض له الغربيون". * وخلص التقرير الذي أعده كل من الدكتور سكوت هلفشتاين وناصر عبد الله ومحمد العبيدي، ويقع في 56 صفحة، إلى أن تنظيم القاعدة أضحى أكثر عنفا بسبب قيامه بعمليات إرهابية لا تميز بين الغربيين والمسلمين، بل تؤكد الوقائع أنها تلحق بالمسلمين أضرارا أكبر بكثير من تلك التي تلحقها بالغربيين، بدليل أنه خارج مناطق الحرب مثل العراق وأفغانستان، فإن 99 بالمائة من ضحايا القاعدة في عام 2007 لم يكونوا غربيين، و96 بالمائة منهم في عام 2008 كذلك. * وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية في تقرير نشرته أمس إن هذه الدراسة التي قامت بها الأكاديمية التي تعتبر من أعرق المدارس العسكرية الأمريكية من شأنها أن تكون أداة قوية تستعملها الولاياتالمتحدةالأمريكية في دعايتها التي تهدف إلى تقويض مصداقية التنظيم، وهو ما يفسر حسب الصحفي بيتر غودسبيد لجوء تنظيم القاعدة ساعات بعد نشر التقرير إلى التبرؤ من عدة عمليات نُسبت إلى التنظيم في باكستان وأودت بحياة العشرات. * ونشر التقرير الأمريكي رسومات بيانية وجداول أحصى فيها العمليات التي تبناها تنظيم القاعدة في العالم وعدد الضحايا الذين خلفتهم هذه الاعتداءات. * وللتذكير، فقد نفى أيمن الظواهري أي استهداف للمسلمين في عمليات القاعدة بمختلف المناطق، وقال في خطاب له بعنوان "قوة الحق" عام 2007 "إننا لا نقتل الأبرياء لا في بغداد ولا في المغرب ولا في الجزائر ولا في أي مكان"، معتبرا أن قتل الأبرياء الذين سقطوا ضحايا في عمليات القاعدة تم إما خطأ أو ضرورة وفق قاعدة "التترس" التي تتحدث عنها المراجع الفقهية.