كشف القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، نعمان بن عثمان عن اجتماع دولي هام أشرف عليه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن صيف العام 2000 وحضره بكثافة ممثلو وقيادات الجماعات المسلحة المغاربية، دار فيه نقاش حاد حول مساعي القاعدة لامتلاك سلاح الدمار الشامل وحول جدوى المشروع "الجهادي" كله. و في رسالة "مناصحة إلي الدكتور أيمن الظواهري" سلم نسخة منها أمس الى الشروق اليومي، دعا القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، نعمان بن عثمان، تنظيم القاعدة الى "اعلان وقف العلميات العسكرية في كافة البلاد العربية سدا للذرائع ومساهمة في توفير الأمن والأمان للمجتمعات العربية المسلمة" وأيضا " وقفها في الغرب سحبا لورقة الارهاب التي تستخدمها بعض الحكومات الغربية المتطرفة والحاقدة ضد الأسلام والمسلمين" وجعل مسؤول اللجنة الإعلامية السابق في تنظيم المقاتلة الليبية مناسبة لرسالته، اعلان الظواهري السبت الماضي انضمام التنظيم الى القاعدة ودعوته الى تصفية زعماء دول تونس، الجزائر، الغرب وليبيا مع ذكرهم بأسمائهم.. وعاد بن عثمان ليذكر الظواهري " بأهم النقاط التي وردت في حديثي في اجتماع قندهار صيف عام 2000، وبحضور مجموعة من أهم قيادات الجماعات المسلحة المغاربية، و كان أحدها وهو الموريتاني محفوظ بن الوالد، المدعو ابو حفص الموريتاني و المسؤول الشرعي في تنظيم القاعدة، "هو مقرر الجلسة وقام بنفسه بتدوين محضر الاجتماع". وقا ل بن عثمان مخاطبا الظواهري "انني حينها أكدت بوضوح لا لبس فيه على فشل تجربة الجماعات الجهادية في كل الدول العربية دون استثناء" وأرجع ذلك الى عدة أسباب أهمها أن "مجمل الخطاب الاعلامي والدعوي للجماعات الجهادية يٌفرق ولا يجمع. وهو تصعيدي عاطفي استفزازي" وقال وفد الجماعة الليبية المقاتلة ان "أي هجوم غير تقليدي على امريكا سوف يقضي على دولة طالبان و يؤدي الى احتلال المنطقة بأسرها" وكشفت الرسالة أن الاجتماع المذكور كان مناسبة لطرح مسألة امتلاك القاعدة لأسلحة الدمار الشامل "واستخدامها كوسيلة ردع ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية" وهو ما أثار جدلا ونقاشا كبيرا بين الحاضرين. وقال بن عثمان "استشعارا لواجب النصيحة والمناصحة" ومخاطبا الظواهري "ما أردت أن أقوله في هذا المقام وبعد قرابة سبع سنوات من تلك الاجتماعات هو أنني أزددت إصرار وتأكيدا على افكاري، وبأنها كانت صائبة في وقتها والواقع يصدق ذلك أو يكذبه" وقدم مجموعة من المبررات تسند قناعته باخفاق المشروع الجهادي للقاعدة فكريا وميدانيا، وقال "أن ما يحدث الآن وبكل أسف هو حالة تضارب واضح بين المقاصد الكلية للشريعة الاسلامية وبين مقاصد فريضة الجهاد. واخشى ما أخشاه أن يقع المسلمون من اهل القبلة بين مطرقة الحملة الصليبية وسندان "القاعدة". نظرا كما ورد في رسالته "لعدم ادراك أن الخطر الاستراتيجي الحقيقي هو تفتيت بلاد العرب وتمزيقها واستفزافها داخليا .. و تشويه صورة الجهاد في الإسلام من كونه فريضة شرعيه ذات طبيعة عسكرية قتالية تستند الى منظومة من المباديء .. الى مجرد تكتيك ارهابي عنيف يعكس حالة من الغضب والاحباط والعجز والغلو في التعبير عن الذات. وطالبت الرسالة فكر ومنهج "قاعدة الجهاد" نظريا وحركيا، فقد التصقت به الكثير من المسائل والاشكاليات المتعلقة بالغلو والتكفير. وإعادة بناء فلسفة ومضمون ورسالة الخطاب الاعلامي الذي تبناه تنظيم "قاعدة الجهاد" في اتصاله مع العالم الاسلامية وكذلك مع الغرب. كما شدد بن عثمان على تنظيم القاعدة ان يتوقف "عن استفزاز واستعداء الحركات والمنظمات الفلسطينية المجاهدة والمقاومة" عبد النور بوخمخم