دعا، أمس، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة العالمي، أيمن الظواهري، إلى دعم المسلحين الذين يواجهون ما أسماه ''الحرب الصليبية'' التي يقودها الأمريكيون، معتبرا أن الولاياتالمتحدة تهدد وجود الدول الإسلامية من الجزائر إلى تركستان الشرقية، وأن تحاملها بهذه الشراسة على دولة باكستان مرده امتلاك المسلمين للقنبلة النووية• وقال الظواهري، في تسجيل صوتي جديد بالإنجليزية، نشر على أحد مواقع الأنترنيت التابعة للتنظيمات الإرهابية، تحت عنوان ''إخواني، أخواتي المسلمون في باكستان، إنه لا هروب من مواجهة الحقائق الفعلية للصراع الجاري بين الغرب الصليبي والإسلام''، مشيرا إلى أن الحملة الصليبية تستهدف المسلمين من الجزائر إلى تركستان الشرقية، ومن الصومال حتى الشيشان، حسب ما جاء في التسجيل الصوتي، بعد غياب دام حوالي سنة، باعتبار آخر رسالة ظهر من خلالها هذا الشخص تعود إلى شهر أوت من السنة الماضية .2008 وواصل الذراع الأيمن لأسامة بن لادن، حديثه قائلا ''أجمع علماء الإسلام على أن العدو الكافر إذا دخل ديار المسلمين فعلى جميع أهل تلك الدار ومن جاورهم عند الحاجة النفير للجهاد''، وأن تدخل القوى الغربية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية في باكستان يهدد مستقبلها ويهدف إلى تفكيكها بسبب امتلاكها لقنبلة نووية، وقال ''تحكم الأمريكيين في مصير باكستان بلغ حدا يهدد بقوة مستقبل وجود هذا البلد''، بمحاولة القضاء على الجهاديين الذين يهددون المصالح الغربية، وأنه على الجميع تقديم الدعم اللازم بالمال والرأي والخبرة والمعلومات والاتصالات والمأوى، وكل ما يستطيع أن يقدمه للمسلحين، يقول أيمن الظواهري • ويرى المراقبون أن خطاب أيمن الظواهري يفتح ثلاث نقاط للتأمل، أولها إشارته للجزائر دون غيرها من دول المنطقة، باعتبار أن آخر بلد إسلامي يطل على المحيط الأطلسي يبقى المملكة المغربية، متسائلين عن هذا التجاهل من جهة، والإشارة إلى الجزائر بالتحديد من جهة أخرى، موضحين أن الجماعة الإسلامية المسلحة المغربية تنشط عبر المملكة المغربية، إن كانت حجة أيمن الظواهري في إشارته إلى الجزائر تواجد الجماعة السلفية للدعوة والقتال• وتضيف ذات المصادر المتابعة لملف الإرهاب أن النقطة الثانية في التسجيل تتمثل في تكرار كلمة النووي، وبشكل يوحي إلى أن أمرا ما قد تدبره جهات غربية معروفة بعلاقتها بتنظيم القاعدة، من خلال تحضير الرأي العالمي لهجمة إرهابية بسلاح نووي تلصق تهمته بعناصر التنظيم الإرهابي القاعدة، لقضاء مصالح مبيتة، كما حدث يوم 11 سبتمبر داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وما تبعها من تطورات يعيش العالم على وقعها، لتتأكد مع مرور الأيام أنها هجمات كانت مدبرة من خلال عدة معطيات قدمها مسؤولون أمريكيون وغربيون في حينه، ولازالت تصر عليه أطراف داخل البيت الأبيض، وزاده أهمية تصريح مصطفى أبو اليزيد، المكلف بالمال في القاعدة، في جوان الماضي، عندما قال ''إن القاعدة ستستخدم الأسلحة النووية في حربها إذا تحصلت عليها''• وأوضح الملاحظون أن أيمن الظواهري قدم نداء استغاثة من خلال طلبه الدعم والإعانة على جميع المستويات لإنقاذ العناصر الإرهابية التي تعاني من الحصار والملاحقات الأمنية والتصفية والعزلة ونفاد الأسلحة والمواد الغذائية، وأن علماء الإسلام أوجبوا الدفاع عن أراضيهم وأموالهم ضد الغزاة، في حين نسي أيمن الظواهري علماء الإسلام الذين تحدث عنهم، والذين تراجعوا عن العمل المسلح وأفتوا بعدم جواز كل طرق العمل المسلح واستعماله وسيلة لقضاء مصالح ضيقة تحت أي تبرير، وأصبح بذلك وجودهم غير مبرر ودون غطاء شرعي ارتكزوا عليه في السابق لاستمرار نشاطهم، ما يوحي أن عناصر التنظيمات الإرهابية أصبحت مرتبكة على جميع المستويات، وفي كل منطقة يعتبرونها منطقة نشاطهم•