كشف البروفيسور ''محمد تيجيزة'' رئيس الجمعية الجزائرية للطب النفسي ورئيس مصلحة بمستشفى الأمراض العقلية دريد حسين، أن مستوى التكفل بالصحة العقلية والنفسية يعرف تحسنا مستمرا بالجزائر، حتى وإن أظهرت الإحصاءات انتشار داء انفصام الشخصية بين الشباب والزهايمر لدى الفئة التي تتجاوز 50 سنة من العمر في الوقت الذي تسجل هذه الإصابات عادة عند من يتجاوز سنهم 70 سنة في باقي دول العالم. 14 مصحة جديدة للأمراض النفسية والعقلية قيد الإنجاز بالجزائر أكد المختصون في الطب النفسي والعقلي من المشاركين في أشغال الأيام الجزائرية الرابعة للطب النفسي نهاية الأسبوع بنزل الأوراسي تطور وضعية الصحة العقلية بالجزائر، معتبرين إياه نتيجة للجهود التي كرستها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تطبيقا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة التي جعلت من العشرية 2000- 2010 عشرية النهوض بالصحة النفسية والعقلية عبر العالم. إدراج الصحة العقلية في الصحة الجوارية شددت ناجي نصيرة ممثلة عن وزارة الصحة في مداخلتها خلال هذه الأيام التي جمعت مختصين جزائريين وأجانب في مجال طب الأمراض العقلية والعصبية والطب الشرعي، على ضرورة تعزيز عملية التكفل بالصحة العقلية في الجزائر، حيث صرحت هذه الأخيرة أن السياسة الوطنية للصحة تولي اهتماما خاصا للصحة العقلية وتهدف إلى تعزيز عملية التكفل بالمشاكل ذات الصلة، مذكرة في هذا الصدد بخطوة جديدة تتمثل في إدراج الصحة العقلية ضمن الصحة الجوارية بإنجاز 14 مصحة جديدة للأمراض النفسية والعقلية مازالت الأشغال بها مستمرة تضاف إلى ال 15 مركزا جهويا الموجودة في هذا الإطار. فالبرنامج الوطني الذي تم إعداده في هذا المجال يهدف إلى ترقية الصحة العقلية والوقاية من الأمراض العقلية وعلاجها المبكر والملائم إضافة إلى إعادة تأهيل وإدماج الأشخاص الذين كانوا يعانون من اضطرابات عقلية في المجتمع، وبشكل يكون أكثر ملاءمة للاحتياجات الخاصة لكل شريحة من الأعمار بما فيها الفئات جد الشابة، فقد أعلنت ممثلة الوزارة عن إنشاء مصالح للأمراض العقلية الخاصة بالأطفال قصد التكفل بالصحة العقلية للطفل والمراهق و هذا على مستوى المؤسسات الاستشفائية المتخصصة. الزهايمر وانفصام الشخصية يهددان الجزائريين يهدد الجزائريون اليوم نوعان مختلفان من الأمراض النفسية والعقلية بدرجة تبعث على القلق والتجند السريع لمواجهتهما، حسبما أوضحه البروفيسور ''تيجيزة''، حيث يعاني 300 ألف شخص من انفصام الشخصية تقل أعمارهم عن 30 سنة فيما يعاني 30 ألف آخرين من الزهايمر ابتداء من 50 سنة، وصرح ''تجيزة'' خلال لقاء صحفي نشطه على هامش الأيام الطبية والنفسية الرابعة أن انفصام الشخصية التي تصيب 1 بالمائة من سكان العالم بات يتسلل إلى الجزائريين بشكل يبعث إلى دق ناقوس الخطر، حيث يعد المرض العقلي الأكثر انتشارا بين فئة الشباب ويشكل ثقلا كبيرا من ناحية الأعباء الاجتماعية. وأضاف البروفيسور أن العلاج الرئيسي لانفصام الشخصية يتمثل لحد الآن في العلاج الكيماوي أي الأدوية التقليدية المهدئة للأعصاب من الجيل الأول والثاني، مشيرا إلى أنها تتسبب للمريض في أعراض جانبية مثل السمنة والضعف الجنسي، غير أن تقدم البحث في هذا المجال سمح بالتوصل إلى أدوية من الجيل الثالث مضادة للدهون ومهدئة للأعصاب، مضيفا أن من مزايا هذه الأدوية عدم تسببها في أعراض جانبية كما أنها تعد فعالة رغم ارتفاع أسعارها.