كشفت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية بأن داء أنفلونزا الطيور الذي اجتاح العالم منذ سنوات كان أخطر بكثير من أنفلونزا الخنزير التي لم توقع لحد الآن ضحايا بالعدد الذي كان متخوّفا منه، مع تسجيل الضحايا بين الشباب والأطفال عكس أوبئة أخرى، مؤكدة على ضرورة التجنيد المستمر ضد الوباء. * وذكرت الدكتورة إيزابيل نوتال المسؤولة الأولى في مكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لوكالة الأنباء الفرنسية أن داء أنفلونزا أتش 1 أن 1 الذي انتقل إلى جائحة طالت جميع بلدان العالم، بلغ ذروته في ديسمبر الجاري أين تم تسجيل 11500 ضحية منها 42 بالجزائر، مع تسجيل معظم الضحايا بين الشباب والأطفال في سابقة لم يشهدها العالم خلال انتشار مختلف الأوبئة التي عرفها العالم من قبل. * ورغم أن الجائحة مرشحة لأن تعرف موجة جديدة مع بداية العام 2010، إلا أن المسؤولة في منظمة الصحة العالمية اعترفت بأن الداء لم يكن قاتلا بالدرجة التي فعلها أنفلونزا الطيور بسكان العالم مع أنه توقف عند مرحلة الانتقال من الحيوان إلى الإنسان ولم يتحوّر فيروس الطيور للانتقال من الإنسان إلى الإنسان مثلما فعل فيروس أتش 1 أن 1 الذي اكتشف في المكسيك شهر مارس الماضي. * وأمام هذه الحقائق التي لا تريد جهات كثيرة عبر العالم الوقوف عندها بسبب الحسابات والمصالح، رغم كونها صادرة عن جهات رسمية تمثل منظمة الصحة العالمية، تطرح وضعية الجزائر وسط هذا السجال سؤالا كبيرا بخصوص عدد الوفيات الذي أخذ منحى تصاعدي منذ نحو شهر، حيث بلغ عدد الموتى جراء الإصابة بالعدوى 42 مع أن الجزائر تأخرت في إحصاء الحالات الأولى للإصابة بالفيروس التي لم تسجل، إلا في صيف السنة الجارية مع قدوم جزائريين من قارتي أمريكا وآسيا، إضافة إلى أن فصل الشتاء في الجزائر ليس باردا كما في كندا وانجلترا اللتان أعلنت السلطات فيهما أن الوفيات التي سجلت في الأشهر الأخيرة تعود أساسا إلى أمراض عادية وليس لأنفلونزا الخنازير بالدرجة الأولى. * ففي كندا مثلا أين سجلت وفيات بعدد 4 أو 5 مرات أكبر منذ دخول موسم البرد، كشفت منظمة الصحة العالمية بأن 67 منها كان بسبب أمراض أخرى كأزمات القلب والسكري وأمراض التنفس ولم يكن بسبب "الأنفلونزا أ" مثلما كان متوقعا، في حين لم تنسب الدراسة التي قام بها مستشار وزارة الصحة البريطانية السير ليام دونالدسون بخصوص انفلونزا الخنازير حالات الوفيات للفيروس إلا بنسبة 0.026 بالمائة، أي أقل بكثير مما سجل في الجائحات التي اجتاحت العالم سنتي 1918 و1957 و1967 . * ورغم هذه المعطيات المبشرة بعدم خطورة الوضع مثلما تشهر له وسائل الإعلام عبر العالم، لم تتأخر مسؤولة منظمة الصحة العالمية على التنبيه بضرورة الإبقاء على اليقظة والاحتياط في مواجهة الفيروس، وهو ما يجب أن تقوم به الجزائر أمام عجزها على إطلاق حملة التلقيح التي تأخرت عن موعدها عدة مرات، مع التدقيق في أسباب الوفيات التي تبدو نسبتها 6.11 بالمائة مبالغ فيها إذا ما حسبنا عدد الحالات 687 إصابة بالفيروس مقابل 42 حالة وفاة، بينما لم تسجل بلدان أخرى كانت أكثر عرضة للفيروس إلا نسبا خفيفة جدا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجزائر لم تجد بعد حلا لمواجهة هذه الوضعية.