مقر المكتبة الوطنية كان متحف السينما أو السينماتيك إلى وقت قريب من أهم وأكبر متاحف السينما في شمال إفريقيا،بالنظر إلى الإرث السينمائي الكبير الذي كان يحتويه هذا المعلم، الذي كان شاهدا على كبريات الأحداث السينمائية التي عرفتها الجزائر، والأسماء التي مرت منها، فهو الذي احتضن وأرّخ لمرور عمالقة السينما أمثال روني فوتي ويوسف شاهين وعز الدين مدور وقوسطا غفراس وغيرهم... * هذا قبل أن تتدهور وضعية هذا المعلم الثقافي ويصير مجرد أطلال فارغة بعد الإهمال الذي يتهدد الكم الهائل من الأفلام التي تشكل جزءاً من الذاكرة السينمائية في الجزائر. * وقدرت، حسب تصريحات المدير السابق السينماتيك، ب18 ألف فيلم بين طويل وقصير وأفلام وثائقية، وهي الذاكرة المهددة بالتلف بسبب سوء الحفظ وغياب مكان يليق بحفظ الأرشيف، الذي يوجد في حالة مزرية بالطابق الخامس بمبنى المكتبة الوطنية، نظرا لعدم ملاءمة ظروف الحفظ والأرشفة، ما يجعل أزيد من 6 آلاف فيلم مهددة بالتلف الكلي، وهذا حسب تقارير الخبير الفرنسي الذي استقدمته وزارة الثقافة من المركز الوطني للسينما بفرنسا في إطار عقد الشراكة، الذي يجمع الوزارة بالطرف الفرنسي والقاضي بتبادل الخبرات بين الوزارة ومركز السينما الفرنسي. * وقد أفاد تقرير الخبير الذي عاين أرشيف السينماتيك، أن حوالي 6 آلاف فيلم غير صالحة للعرض تماما ومآلها الزوال، وهو نفس المصير الذي ينتظر باقي الأرشيف في حال استمر غياب مكان مخصص للأرشفة والحفظ. هذا في انتظار المخبر الذي وعدت به الوزارة في إطار مشاريعها المستقبلية للقطاع السينمائي، حيث أوردت خليدة في عرضها السنوي بشأن مشاريع قطاعها أمام البرلمان، أنه يجري التفكير في إنشاء مكان مخصص لحفظ أشرطة الأفلام والأرشيف السينمائي، وهو المخبر المرشح إنجازه بخرايسية. * وفي انتظار هذا المعلم، يبقى أرشيف السينماتيك الموجود بالمكتبة مهدد بالتلف الكلي، إضافة إلى الأرشيف الموزع على قاعات السينما وملحقات السينماتيك ودور الثقافة في كل من البليدة وقسنطينة وبجاية وباب الوادي. وفي انتظار أن يتم الانتهاء من ترميم قاعة متحف السينما، التي وعدت الوزارة بأنها ستكون وفق المقاييس العصرية والتصورات والتصاميم الدولية، وهي القاعة التي كلفت الوزارة حسب بعض المصادر حوالي 6 ملايير سنتيم وأكثر من نصف هذا المبلغ موجه لتجهيز القاعة بأدوات العرض. * ومن المنتظر أن تسلم القاعة، الصيف المقبل، بعد أن تأخرت الأشغال بها، إذ كان من المفروض أن تسلم في أفريل الماضي في إطار برنامج المهرجان الثقافي الإفريقي، غير أن التعطيل الذي حدث في الأشغال يعود لكون المدير السابق للسينماتيك باشر الأشغال قبل توقيع العقد النهائي بين الأطراف الثلاثة: الوزارة ومكتب الدراسات ومسيري القاعة، هذا ما أدى إلى توقيف الأشغال قبل أن يعاد انطلاقها منذ أشهر ويتوقع أن تسلم القاعة خلال الصيف المقبل، لتكون بذلك القاعة المركز العريق بالجزائر قد خضعت للترميم 4 مرات في تاريخها، كانت أولاها في عام 1969 والثانية في 1979 والثالثة في 89 قبل الحريق الذي شبّ في القاعة لتباشر بها أشغال الترميم وإصلاح الأعطاب في 1989.