طالب الأطباء المتظاهرون أمس، من مختلف القطاعات الصحية بولايات الوطن في مستشفى مصطفى باشا بإقالة أو إستقالة وزير الصحة سعيد بركات بعد أن أثبت فشله في تسيير قطاع الصحة، وتسبب في تفجير القطاع وتعفين الأوضاع أكثر وتأزيمها، إضافة إلى تدهور الخدمات الصحية بدلا من تحسينها... خاصة وأن إضراب الأطباء قد مضى عليه شهران وأسبوع.. ودخل موظفو السلك شبه طبي هم كذلك في إضراب. * وهتف ألاف الأطباء المتظاهرين "يسقط بركات... بركات برا.. روح..روح يا بركات.. عيينا منك برَكات"، وأصيبت إحدى الطبيبات في المسيرة بإغماء بسبب انفعالها الشديد، وغضبها من صمت السلطات، وسقطت أرضا وسط جموع المتظاهرين، مما استدعى التدخل العاجل لإسعافها، في حين واصل الأطباء المسيرة باتجاه المدخل الرئيسي للمستشفى. * ومشى الأطباء في مسيرة داخل المستشفى وهم يستشيطون غضبا من انشغال الحكومة بكرة القدم، وعدم اكتراثها بإضراب الأطباء ولا بالمرضى الذين أصبحوا "رهينة" بسبب الإضراب، وأكد المتظاهرون في شعاراتهم وهتافاتهم أن الإضراب سيستمر، وقال رئيسا نقابتي الممارسين والأطباء الأخصائيين إلياس مرابط ومحمد يوسفي: "إن الحكومة أثبتت أن مصلحة المرضى لا تهمها وأن كرة القدم تهمها أكثر.. نحن أيضا مع الفريق الوطني ولكن يجب على الحكومة أن لا تهمل إضراب الأطباء... هناك مرضى يحتضرون... هناك ناس يموتون في المستشفيات.. وآخرون يتألمون.. هناك أولويات يجب على الحكومة أن تراعيها... وإذا كانت الحكومة لا تأبه بصحة المواطن فكيف نأبه نحن بصحته..!؟" * وتضاعف عدد الأطباء المشاركين في مسيرة الأمس مرتين مقارنة بعدد المشاركين في مسيرة الأسبوع الماضي، كما التحقت بهم جموع من الممرضين وموظفي السلك شبه الطبي الذين دخلوا هم كذلك في إضراب منذ خمسة أيام" * وحاصرت قوات مكافحة الشغب مدججة بالعصي والهراوات مستشفى مصطفى باشا من جميع الجهات، لمنح الأطباء الغاضبين من إخراج غضبهم إلى الشارع، خاصة وأن عددا هائلا من المواطنين الفضول تجمعوا في ساحة أول ماي لمشاهدة احتجاجات الأطباء ووقفت جموع حاشدة من المواطنين مذهولة، أمام العدد المهول من الأطباء المتظاهرين. * ومشى الأطباء المسيرة وسط أجنحة المستشفى انطلاقا من الإدارة إلى غاية المدخل الرئيسي للمستشفى، أين اصطدموا بقوات الأمن التي أغلقت أبواب المستشفى بطوق أمني من رجال مكافحة الشغب ومنعتهم من محاولة تجاوز عتبة حرم المستشفى، ووقف الأطباء وجها لوجه مع رجال الأمن لمدة ساعة تقريبا، غير أن رجال الأمن كان لديها تعليمات صارمة بعدم السماح لهم بالخروج حتى وإن تطلّب الأمر استعمال القوة والهراوات ضدهم، ووقف المتظاهرون لأكثر من ساعة في مواجهة الجدار الأمني وهم يهتفون بسقوط بركات ويطالبون برحليه من الحكومة... ثم عاودوا الرجوع إلى مكان انطلاقهم أمام الإدارة.. وهنا كانت المفاجأة عندما غادر جمع من المرضى فراش المرض داخل المستشفى وقطعوا مسيرة الأطباء داخل المستشفى هاتفين "نحن كباش فداء نحن نتألم نحن كرة بين الأقدام.." * في حين ختم الأطباء مسيرتهم بهتافات يقولون فيها "الأسبوع القادم راجعون للمسيرة ومازال مازال رانا جايين"