الاعتدائي الإرهابي "كُلّل" بالفشل/تصوير:بشير زمري لم يستبعد خبراء أمنيون أن محاولة الاعتداء الأخير الفاشل على مقر ثكنة الحرس الجمهوري ببرج الكيفان شرق العاصمة "لم يتم التخطيط له"، ونفذته عناصر شاردة متبقية منتشرة في ضواحي العاصمة تعاني "الضياع ونقص التأطير والتنظيم"، بعد تفكيك أهم الخلايا الإنتحارية. * *جماعة "الروجي" التي استهدفت كرطالي قد تكون وراء الاعتداء * * وتكون تفتقد لمن يوجه خياراتها بعد تكسير النواة الرئيسية التي كانت تتحكم في التخطيط وتنفيذ العمليات الإنتحارية، وهي برأي هؤلاء علامة ميدانية على عجز قيادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عن تجهيز وإعداد سيارات مفخخة وضمان نقلها إلى الأهداف لتنفيذ عمليات انتحارية تحقق لها صدى إعلاميا. * كما أن استهداف مقهى بشكل مباشر بتفجير قنبلة تقليدية يؤكد أن تنظيم المدعو درودكال تبنى لمواجهة الانحسار الخطوات السابقة ل"الجيا" باستهداف الأماكن العمومية رغم محاولات إنكار ذلك في العمليات السابقة، ولا تستبعد مصادر تتابع الملف أن يكون المدعو "عبد القادر الروجي" واسمه الحقيقي "محمد صدوقي" وراء الاعتداء، ويعد إحباط العملية على صعيد آخر، ثمرة العمل الذي قامت به مصالح مكافحة الإرهاب منذ تفجيري 11 ديسمبر بالعاصمة. * وذهبت قراءات أخرى في اتجاه أن تنظيم "الجماعة السلفية" يريد التسويق لاحتضاره من أجل ضربة قوية لكن ما معنى أن تخسر قيادة التنظيم الإرهابي عنصرا لها في عملية استعراضية بسيطة وغير مدروسة جيدا؟ وقال متابعون لتطور الوضع الأمني أن الوضع الداخلي الذي يواجهه التنظيم "يقوده إلى أعمال جنونية". * وتشتغل مصالح الأمن حاليا على هوية الإنتحاري الذي تم تفجيره-أو فجر نفسه- قبل الوصول إلى مقر الثكنة العسكرية حيث تم العثور على رأسه وبعض أجزاء من أشلائه، ولا يستبعد حسب المعلومات الأولية أن يكون من الجيل الجديد للمجندين، ولم يتم تحضيره جيدا استنادا إلى شهادات متطابقة تفيد انه كان مرتبكا جدا وتم استخدام كمية محدودة من المواد المتفجرة. * حيث لم يلحق التفجيران خسائر بالمباني. وتعد عملية برج الكيفان ثالث عملية باستعمال حزام ناسف والأولى على مستوى العاصمة، حيث تم إفشال اعتداء استهدف موكب رئيس الجمهورية بولاية باتنة، وبعدها تم القضاء على انتحاري بولاية وهران كان يسعى لتفجير مقر هيئة عمومية ولم تحقق قيادة التنظيم الاجرامي الأهداف المرجوة. * ويعتقد متتبعون للشأن الأمني أن الإعتداء لم يخطط له أو الإعداد له بطريقة مدروسة في ظل تصفية وتوقيف عديد من الخلايا الإنتحارية وتفكيك شبكات الدعم والإسناد في الأشهر الأخيرة، وذهبت مصادر إلى التأكيد أن العملية شبيهة باستهداف مصطفى كرطالي الأمير السابق لكتيبة الرحمن التي التحقت بالجيش الإسلامي للإنقاذ المحل (الآيياس) خلال الهدنة، وتسبب انفجار قنبلة تقليدية في بتر ساقه. * وسارع درودكال إلى إصدار بيان يومها يشير فيه إلى "عمل انفرادي" وانه وقع خطأ لكن العملية عكست عدم التحكم في الأفراد مثلما تكشفه عملية برج الكيفان التي تشير التحريات الأولية إلى أن منفذيها من العناصر المتشتتة والشاردة بالعاصمة.