دعا عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) الأمير الوطني لتنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أتباعه لتفعيل النشاط الإرهابي وتنفيذ اعتداءات دون الحصول على أوامر من القيادة "كلما أتيحت الفرصة" ما سيترتب عنه، برأي مراقبين، عشوائية وارتجالية في الاعتداءات الإرهابية ولا يستبعدون تكرار اعتداء برج الكيفان الفاشل، وجاء في إفادات تائبين سلموا أنفسهم حديثا لمصالح الأمن وإرهابيين تم توقيفهم أن درودكال أمرهم بتنفيذ اعتداءات دون الحصول على إذن منه أو من أحد القادة ودون استشارته. * وتعكس هذه "التعليمة"، بحسب متابعين للشأن الأمني، تحولا كبيرا في قرارات التنظيم الإرهابي، وإن كان درودكال قد لجأ إليها كأسلوب استراتيجي، إلا أنها ستؤدي تدريجيا إلى حالة تفكك التنظيم الذي أصبح غير قادر على ضمان الاتصال الدائم والفعال بين الكتائب والقادة والعناصر النشطة ميدانيا، خاصة شبكات الدعم والإسناد، ما يؤكد ما سبق أن أوردته "الشروق" حول اعتداء برج الكيفان الفاشل الذي كان ارتجاليا وتكون نفذته جماعات شاردة. * ويرى متابعون أن تأخر تبني اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي للاعتداءات الأخيرة ببرج الكيفان، بني عمران، رأس جنات وتيزي وزو كان بدافع الحصول على معلومات حول تفاصيل العمليات التي لم تكن قيادة التنظيم الإرهابي مطلعة عليها أو على علم مسبق بها، ما سيفتح الأبواب أمام العمليات المعزولة والانفرادية والضربات العشوائية التي سبق أن عارضها درودكال نفسه في الاعتداء الذي استهدف مصطفى كرطالي أمير ما كان يسمى كتيبة "الرحمن" التي التحقت بالهدنة تحت لواء الجيش الإسلامي للإنقاذ (الآيياس) المحل، واستفادته لاحقا وأتباعه من العفو الشامل، حيث سارع لإصدار بيان تعهد فيه بالتحقيق في "العمل الانفرادي" قبل أن يرخص مؤخرا بالقيام بها دون العودة إليه. * وخلاصة التعليمة، برأي مراقبين، فرضتها الضغوط الميدانية من حصار تفرضه قوات الجيش على معاقل الإرهاب منذ أشهر طويلة، وتفكيك أهم الخلايا النائمة التي كانت تضمن التنسيق والاتصال والدعم اللوجيستيكي، لكن نتائج التعليمة ستؤدي، برأي مراقبين، إلى اعتداءات إرهابية ضد المدنيين وستسرع على صعيد آخر، في زوال التنظيم الإرهابي الذي يعيش سيناريو تنظيم "الجيا" في آخر أيامه.