استنفرت أحزاب الموالاة الداعمة لعهدة رابعة لبوتفليقة، قواعدها حتى قبل أن يعلن صاحب الشأن خوضه السباق نحو قصر المرادية، وأكدت خوضها للحملة الانتخابية مجتمعة ومنفردة، لحساب بوتفليقة، فيما يبقى اسم مدير الحملة الانتخابية "في علم الغيب"، إلى أن يختار هو شخصيا من يتكفل بالمهمة بعد مسكها في رئاسيات 1999 علي بن فليس، ثم عبد المالك في الموعدين السابقين. قال عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في الحزب العتيد السعيد بوحجة، أن انخراط الأفلان في الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة "أمر مفروغ منه"، وذكر للشروق "هنالك توجيهات تلقاها أمناء المحافظات والنواب والمنتخبون وجميع الهياكل، إضافة إلى المجتمع المدني، للشروع في ملء الاستمارات لصالح المرشح عبد العزيز بوتفليقة"، وأكد المتحدث أن الأفلان سيخوض الحملة الانتخابية بالتنسيق مع شركائه في دعم بوتفليقة. وبخصوص الشخصية التي ستتولى إدارة الحلمة الانتخابية لبوتفليقة في رئاسيات 17 أفريل القادم، فأرجع بوحجة صلاحية ذلك لبوتفليقة، وفي منظور محدثنا الأنسب أن تكون شخصية "بارزة ولها امتدادات على جميع التشكيلات الداعمة لبوتفليقة". ويقدم تجمع أمل الجزائر، رئيسه عمار غول، كشخصية مؤهلة لمنصب مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، وقال في هذا الخصوص المكلف بالإعلام في الحزب نبيل يحياوي للشروق "الرئيس المرشح هو من يختار مدير حملته الانتخابية، وإذا جرى تشريف عمار غول بهذا المنصب، فسيكون عند مستوى المسؤولية التي شرفه بها بوتفليقة". وعن تحضيراتهم للحلمة الانتخابية لفائدة المرشح المفترض، عبد العزيز بوتفليقة، قال نبيل يحياوي "عقَد الحزب لقاء وطنيا لمسؤولي الإعلام والتواصل الاجتماعي لتحريك الآلة الانتخابية، كما تم تأسيس هيئة وطنية للاشراف على الحملة الانتخابية"، وتابع محدثنا أن العمل سيتم بالتنسيق مع الأحزاب الأخرى المنخرطة في "الفضاء الوطني"، للوصول في وقت لاحق للعمل ضمن مديرية الحملة الانتخابية، وعلى نفس الخط، يقف الارندي والحركة الشعبية الجزائرية، إضافة إلى المركزية النقابية التي قال أمينها العام سيدي السعيد إنهم سيخوضون الحملة الانتخابية له ونيابة عنه. و إن كانت الحملة الانتخابية من طرف "السائرين في فلك الرئيس بوتفليقة"، صارت أمرا محسوما وظاهرا، يبقى التساؤل مثارا عن هوية مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، بعدما كان من نصيب شخصيتين هما علي بن فليس في رئاسيات 1999، ولعبد المالك سلال في 2004 و2009 الذي سيكون بعيدا عنها هذه المرة، بعد تكليفه من قبل الرئيس بوتفليقة بترؤس اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات، تفيد بعض التسريبات أن من بين الأسماء المرشحة لإدارة حملة بوتفليقة، الوزير الأول السابق أحمد اويحيى، وتفيد بعض الاصداء انه "قد قبل" المنصب، وهو الذي لم يخف يوما تفانيه الكبير في خدمة الدولة إذا هي دعته، ولم يقلّل "السي احمد" يوما من أهمية المناصب والمهمات التي كانت تعرض عليه طالما هي تخدم الدولة، لعل آخرها قبوله قيادة البعثة الإفريقية لمراقبة الانتخابات التشريعية في موريتانيا في 23 نوفمبر 2013، لكن قراءات أخرى تذهب إلى أن تعيين اويحيى مديرا للحملة الانتخابية هو"تحييد" له عن حلم مقارعة بوتفليقة في منصب القاضي الأول في البلاد، فالكثير يقرأ أن ابتعاد اويحيى عن الأرندي بعد "نزال خفيف" مع جماعة نورية حفصي، كان بيد خارجية أرادت قطع الطريق عن رجل ربط وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية بمقولة للرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان، أن توليه للرئاسة كان ''لقاء رجل مع قدره''. كما تضم بورصة الترشيحات، زعيم الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، خاصة وأن هذا الأخير قد تولى إدارة الحملة الانتخابية بالخارج لبوتفليقة في الرئاسيات السابقة، أما عمار غول، فأعلنها صراحة أنه سيكون خادما للرئيس بوتفليقة، وهو طلب مباشر منه حتى يختاره للمنصب.