طالبت عائلة الشهيد أحسن حموش بعد 48 سنة من الاستقلال برد الاعتبار للشهيد الذي يعد المتخصص الأكثر كفاءة في صناعة القنابل والمتفجرات في الولاية الثالثة. * ورغم أن الشهيد كان اسما لامعا وله أدوار مهمة في الولاية الثالثة، لكن عادة لا يتكلم عنه، ولم يعط حقه في إبراز الأدوار البطولية التي لعبها في إيصال السلاح لمنطقته وقطع الطريق على سلطات الاحتلال الفرنسي من خلال المتفجرات والقنابل التي كانت تفجر الطرق والمسالك التي يعبرها الجيش الفرنسي للولاية الثالثة، الأمر الذي جعل من هذه الولاية منطقة محرمة على الجيش الفرنسي الذي كان يحسب لها ألف حساب قبل أن تعبر قواته حاملة المؤونة والسلاح لجنودها هناك. * تقول عائلة الشهيد إن مطالبتها برد الاعتبار لأحسن حموش لا يكتسي طابعا ماديا أو مطلبيا بقدر ما هو رغبتها في العمل على المساهمة في إثراء رموز الذاكرة الوطنية وكتابة التاريخ من خلال إعطاء هذه الرموز حقها وتثبت نضالها لدى الأجيال الصاعدة. وأحسن حموش هو واحد من هذه الرموز كتبت عنه عدة مراجع غربية وأجنبية، لكن عندنا نادرا بل لم يتحدث عنه أحد إلى اليوم رغم أنه يحمل نفس الصفة التي يحملها غيره كعضو مجلس منطقة وعضو القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة، وهذا حسب قرار التصديق المسلم من طرف وزارة المجاهدين في جوان 1999. * الشهيد أحسن حموش مولود في 14 مارس 1927 بإغيل علي بالقبائل الصغرى وانخرط مبكرا في صفوف المنظمة الخاصة لوس، أين بدأ نضاله الثوري إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية التي التحق بها الشهيد في وقت مبكر، مستغلا خبرته التي اكتسبها من المنظمة الخاصة و تخصص في تأمين نقل السلاح بين العاصمة والولاية التاريخية الثالثة وبشكل خاص نحو المنطقة الأولى التي كان ينشط بها إلى غاية حدود الولاية الأولى في الشرق الجزائري ، كان الشهيد يستغل عمله كتاجر للتغطية على نشاطه الثوري، حيث كانت شاحنته الأمريكية الصنع التي كانت يستعملها في التجارة عادة ما يستعملها لنقل السلاح وكان وجها معروفا كتاجر، مما كان يسهل له مهمة المرور عبر المعابر والحواجز الأمنية للجيش الفرنسي آنذاك، واستمر نشاطه على هذا النحو أكثر من سنة. * لكن غيابه المتكرر عن منطقته وعلاقاته الثورية لم تلبث أن اكتشفت من طرف القادة الفرنسيين وأعوان الفرع الإداري الخاص للقوات الفرنسية، فاقتحمت منزله ومن حسن حظه يومها أن كان غائبا عن بيت العائلة، فلم يكن أمام الشهيد غير الالتحاق بالثورة في الجبال فوجدت سلطات الاحتلال مبررا لفشلها في القبض على بطل الولاية الثالثة، بتسليط أشد أنواع التعذيب على العائلة، وحتى والدته لم تسلم من بطش التعذيب. * يحتفظ أرشيف الثورة أن أحسن حموش نفذ عدة عمليات نوعية، منها تلك التي نفذها في بلدية اغيل علي التي لا تبعد عن مقر القوات الإدارية الخاصة الفرنسية إلا ب50 متر وعن مقر الثكنة الفرنسية إلا ب200 متر، وكان للعملية المنفذة دور كبير في إتلاف عدد من أوراق وأرشيف فرنسا في البلدية، مما سهل على السكان عدم كشف هويتهم لدى المحتل عندما يلتحقون بالثورة. * عرف أحسن حموش بالمنطقة الأولى التابعة للولاية التاريخية الثالثة كعسكري وصانع قنابل ومتفجرات من الطراز الرفيع، وحسب شهادات عدة مجاهدين و رفقاء السلاح فإنه لم يكن يتجرأ أي قطار للمرور عبر حدود الولاية الثالثة، خاصة إذا كانت فيه أسلحة، و هذا يعود للسيطرة التامة التي فرضها المجاهد الذي نفذ عدة عمليات نوعية ضد المصالح الفرنسية بهذه الطريقة. * كان وما زال اسمه مرادفا للشجاعة والإقدام كتبت حوله أشعار وأغان ترددها نساء إغيل علي، استشهد في 1959 بتزى وزو ليضع بذلك حدا لقصة بطل مازالت ماثلة في ذهن كل من عرفه.