تستمر في العاصمة التونسية تونس فعاليات أسبوع السينما الجزائرية، الذي انطلق يوم السبت الماضي وسط حضور نوعي وكمي محترم، على أن يستمر إلى الحادي والعشرين من فيفري الجاري بعرض ما لا يقل عن 17 فيلم تغطي مختلف المراحل التي مرت بها السينما الجزائرية، بداية من "ياسمينة" لجمال شندرلي ولخضر حمينة وصولا إلى "حراڤة" لمرزاق علواش. * أعطى الأستاذ أحمد بجاوي، بوصفه محافظ التظاهرة، صبيحة السبت الماضي إشارة انطلاق فعاليات أسبوع السينما الجزائرية في تونس، عبر تنشيط ندوة صحفية بمقر سفارة الجزائر، الجديد والجميل، حضرها سفير الجزائربتونس، السيد يوسف يوسفي، ومدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، السيد مصطفى أوريف، والسيد عبد الكريم آيت أومزيان، مدير المركز الوطني للسينما الجزائرية، إضافة إلى عدد كبير من الصحفيين الجزائريينوالتونسيين وممثلة وزارة الثقافة للبلد المضيف. * وأشار بجاوي في بداية الندوة إلى أن أسبوع السينما الجزائريةبتونس هو الأول من نوعه في العلاقات الثقافية بين البلدين "وباقتراح من السفارة الجزائرية قررنا تنظيمه في هذه الفترة تزامنا مع ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف الموافق للثامن من الشهر الجاري". * وشدّد المتحدث على الجهود التي بذلتها الجزائر في اتجاه الدفع بالعلاقات الثقافية المغاربية إلى الأمام "بدليل الأفلام الخمسة التي خرجت إلى النور بفضل إنتاج مشترك جزائري تونسي، ومنها "عزيزة" لعبد اللطيف بن اعمر و"مجنون ليلى" إضافة إلى "عطلة المفتش الطاهر" الذي صوّر الجزء الأكبر منه بتونس". * وبعد التذكير بأن تجربة الإنتاج المشترك بين الجزائروتونس تعتبر رائدة وفريدة في الوطن العربي "فالرقم خمسة هو قياسي في هذه الحالة"، ذكر بجاوي بآخر أفلام المخرج الجزائري رشيد بوشارب "الخارجون عن القانون" الذي صور بتونس "وهو إنتاج ضخم ورائع يفضح جرائم الاحتلال الفرنسي في أحداث سطيف وڤالمة وخراطة". * واغتنم منشط الندوة الفرصة ليمّكن الحضور من الخطوط العريضة لبرنامج التظاهرة، موضحا بأن الأفلام التي ستعرض فيها تمثل مختلف المراحل التي مرت بها السينما الجزائرية بداية من "ياسمينة" وصولا إلى "حراڤة" لمرزاق علواش، بينما خصص الافتتاح لانطلاقة الفن السابع الجزائري خلال ثورة التحرير وفي تونس تحديدا، عبر عرض "ياسمينة" وبعده مباشرة وثائقي سعيد مهداوي الذي يحمل عنوان "سينمائيو الحرية". * وردا على سؤال "الشروق" حول إصابة هذا النوع من المبادرات بداء "عدم الاستمرارية" تحرر بداوي بعض الشيء من لغة الخشب ليذكر بالقاعدة الدبلوماسية الشهيرة "المعاملة بالمثل" التي يفترض أن تبادر تونس إلى "إجراء مبارة عودة بالجزائر". * أما سفير الجزائر في تونس السيد، يوسف يوسفي، فأكد على أن مبادرة أسبوع السينما الجزائرية في تونس يندرج ضمن نظرة شاملة للجزائر في اتجاه تحويل مشروع المغربي العربي من مستوى الأقوال إلى مستوى الأفعال "ولا تقصي هذه النظرة أيا من الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، وفيما يتعلق بهذه الأخيرة فإن جهودنا لن تقتصر على السينما فقط بل ستشمل أيضا مجالات إبداعية أخرى كالفنون التشكيلية، كما أننا نحضر لتنظيم الأسبوع الثقافي القسنطيني في تونس على أمل أن تتبعها أسابيع ثقافية بين مدن تونسية وجزائرية أخرى". * وفي أمسية سبت ماطرة احتضنت قاعة عرض دار الثقافة "ابن رشيق" وسط شارع بورقيبة الشهير في العاصمة تونس، وأمام حضور نوعي وكمي كبير، تقدمه وزير الثقافة التونسي إلى جانب سفيري المغرب والبرتغال بتونس وعميد المخرجين السينمائيين التونسيين نوري بوزيد، انطلقت رسميا فعاليات أسبوع الفيلم الجزائري عبر عرض "ياسمينة"، بالدبلجة الإنجليزية، للخضر حمينة وجمال شندرلي، وهو أول فيلم تنتجه الجزائر خلال ثورة التحرير تحت راية الحكومة المؤقتة، تلاه عرض الفيلم الوثائقي "سينمائيو الحرية" للمخرج الواعد سعيد مهداوي والذي قدم من خلاله عملا توثيقيا مهما أثراه بعدد كبير من الشهادات صبت كلها في اتجاه استغلال الاستعمار للأدب ثم الرسم فالصورة والسينما لتشويه صورة الجزائري وتقديمه للعالم بوصفه متوحشا ومتخلفا وهمجيا، واستنجاد قيادة الثورة بنفس الوسائل للرد على تلك الأطروحات الكاذبة فضح صورة الاستعمار التوسعية والدموية الحقيقية أمام العالم. * واستقبل الجمهور التونسي بحفاوة فيلم سعيد مهداوي خاصة وأنه ضم صورا نادرة لمجزرة ساقية سيدي يوسف.