لم تمر التصريحات الأخيرة لرئيس الحركة الشعبية، وزير الصناعة وترقية الاستثمار، عمارة بن يونس، التي "لعن" فيها الرافضين للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، دون أن تُحدث ارتدادات هزت أركان حركة بن يونس، حيث أعلن عضو المكتب الوطني بالحركة الشعبية الجزائرية المكلف بالتنظيم، مراد بلوشراني رفقة العشرات من المناضلين استقالتهم الجماعية من الحركة الشعبية عشية انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 افريل. وأوضح بلوشراني، في تصريحات ل "الشروق"، أنه قدّم استقالته الثلاثاء، لعدم رضاه عما يحدث داخل الحركة الشعبية، من السلوكات غير المسؤولة لبعض المسؤولين والقياديين في الحزب وعلى رأسهم رئيس الحركة عمارة بن يونس، والانحراف المسجل في الخطاب السياسي للحركة. وأضاف المتحدث أن القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعته إلى الاستقالة، هي الألفاظ غير المقبولة، التي تلفظ بها الوزير بن يونس في حق الشعب الجزائري، حيث قال في تجمع لمناضلي الحركة بقاعة الأطلس في الجزائر العاصمة: "نحن مع بوتفليقة وينعل بو لي ما يحبناش"، مبرزا أنها ليست المرة الأولى التي ينحرف فيها عمارة بن يونس عن الخطاب السياسي للحركة، حيث ذكر المعني خرجة بن يونس بقوله: "انتهى زمن قال الله قال الرسول". وكشف مسؤول التنظيم بالحركة الشعبية، عن سخط عام وسط قواعد الحركة، وقال: "إن جميع المناضلين غير راضين عن خرجات بن يونس". وأفاد أن العشرات من المناضلين بمختلف ولايات الوطن أعلنوا استقالاتهم الجماعية خلال اليومين الأخيرين بسبب هذه الممارسات"، متوقعا انسحاب مئات المناضلين خلال الأيام القادمة. ولم يكتف المسؤول ذاته بذلك، وإنما اتهم عمارة بن يونس، بالارتجالية والدكتاتورية، وتعيين أناس في مناصب داخل الحركة الشعبية دون العودة إلى المكتب الوطني، وقال: "بن يونس لا يحترم قوانين الحزب، ويتخذ قرارات فردية وبدكتاتورية". وتأتي هذه التطورات التي هزت الحركة الشعبية، عشية انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل الداخل، التي تساند فيها الحركة الرئيس المترشح لعهدة رابعة، غير أن مسؤول التنظيم بالحركة نفى وجود أي علاقة بين استقالته من الحزب والعهدة الرابعة. وكانت المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية قد أعلنت مقاضاتها لوزير الصناعة بسبب تصريحاته التي "شتم فيها ولعن آباء الجزائريين وأجدادهم، الذين رفضوا العهدة الرابعة للرئيس المترشح.