لبى المواطنون والمواطنات أمس، نداء الوطن والواجب ليقبلوا على مراكز الاقتراع بالعاصمة، منذ الساعات الأولى لافتتاحها، للإدلاء بأصواتهم ولسان حالهم يقول" نتمناو الخير للبلاد بغض النظر عمن سيفوز، وهمنا الوحيد هو الاستقرار". "الشروق" قامت بجولة أمس، في عديد المراكز المخصصة للاقتراع عبر العاصمة، والبداية كانت بمركز أول نوفمبر بمدينة سطاوالي، كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، المكاتب كانت شبه فارغة، وعند حديثنا إلى مدير المركز صرح لنا بأن المركز يجاور المستثمرات الفلاحية، ولذا فالكثير من الفلاحين يفضّلون التصويت مساء بعد قضاء أعمالهم، وخاصة بالنسبة لربّات البيوت، وفي تلك الأثناء التقينا بشيخ في العقد السابع من العمر دخل المركز للإدلاء بصوته، سألناه عن الشخص الذي سينتخبه؟ فردَ علينا بطريقة ذكية وهو يحمل بطاقة مملوءة عن آخرها منذ عهد الشاذلي إلى يومنا هذا "سأنتخب على من يحمي الجزائر، وأنا هنا لتأدية الواجب وفقط". تركنا هذا المركز واتجهنا نحو مركز آخر بسطاوالي، وهو مولود فرقان الذي يضم 10 مكاتب، وبمجرد دخولنا تفاجأنا بمجموعة تضم أكثر من عشر شباب لم يتجاوزا عقدهم الثاني من العمر، خارجين من مكاتب الاقتراع ويتباهون بالحبر الملتصق في أصابعهم، استوقفناهم للحديث معهم فرد أصغرهم الذي بلغ عمره 18 سنة، بأنه حضر للتصويت ليقول "تحيا الجزائر وسأنتخب لأنه لا نريد أن تقع المشاكل"، ليقاطعه زملاؤه الذين التفوا حولنا "نحن نريد الاستقرار ولنا الحرية في التعبير عن أصواتنا، ولا نريد أن نرى العنف في البلاد". فيما عرفت مدرسة أحمد عروة ببوشاوي، تشديدات أمنية استثنائية لقربها من إقامة الدولة "نادي الصنوبر"، والتي هي مركز لتصويت عدد من الوزراء والشخصيات المعروفة في الدولة، على غرار رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وكذا وزير الخارجية رمطان لعمامرة، والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، والذين حضروا في الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم حسب ما صرح به لنا مدير المركز، فيما عرف ذات المركز إقبالا للناخبين القاطنين بالأحياء المجاورة، حيث التقينا بعجوز في العقد السادس مع العمر حضرت مع كنّتها للإدلاء بصوتها وقالت "الله يحفظ الجزائر، والمهم يشدوا في كلمتهم". وجهتنا الأخرى كانت مركز التصويت علي خرباني بحيدرة، حيث بمجرد وصولنا لاحظنا الفرق بين الأحياء الشعبية والراقية، وصادفتنا كل أشكال السيارات الفاخرة والراقية، حيث حضر الناخبون للإدلاء بأصواتهم، وأكد لنا مدير المركز بوراوي رشيد، بأن عدد الناخبين حتى الساعة 11 صباحا وصل 661 شخص من مجمل 4998 مسجل بالمركز، ومن بينهم مدير الأمن الوطني هامل، وكذا المدير العام للحماية المدنية، والذي قال بأنهما حضرا تحت حراسة مشددة، فيما قال ذات المتحدث بأن الجنرال توفيق، مسجل في ذات المركز وينتظر أن يحضر، واللافت في الانتباه أن الشباب وكذا الشابات حضروا بقوة، وقالت لنا شابة تبلغ من العمر19 سنة أنها أول مرة تنتخب فيها، وحضرت لتدلي بصوتها كمواطنة جزائرية، وصرحت" لا نريد أن تدخل الجزائر في دوامة العنف"، وبالقرب من نفس المركز في مدرسة محمد عليق بحيدرة، كانت السيارات الفاخرة تتوقف الواحدة تلو الأخرى، ولدى صعودنا في درج المدرسة صادفنا سيدة وابنتها تحدثت إلينا وقالت أنها لن تسمع لصوت المقاطعة، ولن تسهم في زعزعة استقرار البلاد، وأنها حضرت وابنتها للإدلاء بصوتيهما فيما رفضت إخبارنا عن اسم المرشح الذي صوتت لصالحه لترد " الجزائر فوق كل اعتبار"، فيما كان إقبال الشيوخ والعجزة مميزا بمدرسة سيدي يعقوب بالسكالة، وأكد مدير المركز بأن الأمور التنظيمية سارت بشكل جيد في الساعات الأولى من الصباح، فيما أكد أن المشاركة ستكون قوية مساء بعد خروج النساء الماكثات في البيت، ونفس الملاحظة في مدرسة محمد إقبال "2" المقابلة لفندق الأوراسي. وفي الزيارة التي قادتنا إلى الأحياء الشعبية ومنها باب الوادي بالعاصمة، توقفنا عند مركز التصويت الإرشاد، والذي أكد مديره أكرور دحمان، بأن عملية التصويت تسير بشكل جيد، ولا يوجد أي شكاوى لحد الساعة، وأثناء تجوالنا بالمركز التقينا شيخا في العقد الثامن من العمر حضر رفقة ابنه، وهو يتكئ على عكازه وأبى إلا أن يقوم بواجبه الانتخابي رغم مرضه، وقال لنا "الجزائر تستحق منّا أكثر من بصمة"، وفي أكبر مركز بباب الوادي بثانوية الأمير عبد القادر الذي يضم 27 مكتبا، صرح مدير المركز بوعدلة سمير، بأن هناك مشاركة نوعية، وتوقع أن ترتفع في الساعات القادمة، وتمنّوا الخير للبلاد وأكدوا أنهم سيدلون بأصواتهم ولن يمنحوا الفرصة للمتربصين بالجزائر.