رافع سكان ما كان يعرف خلال العشرية السوداء بمثلث الموت شرق جنوب العاصمة "الرايس، سيدي موسى وبن طلحة" لصالح الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، معتبرين أن الفضل يعود له في استتباب الأمن والاستقرار بعد سنوات من الدم والخراب، حيث توجه العشرات من المواطنين صباح أمس إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في رسالة قوية بعثوا بها للداعين إلى مقاطعة الانتخابات. كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا حينما وصلت"البلاد" إلى مركز الاقتراع مدرسة عبد الحميد ابن باديس "الرايس 1" ببلدية سيدي موسى لاستطلاع أجواء الانتخابات ومدى إقبال المواطنين على الأداء بأصواتهم أو اتخاذ خيار المقاطعة بعد أيام من التوتر والجو المشحون الذي ميز الحملة الانتخابية في أهم موعد انتخابي رئاسي تمر به البلاد في ظل التعددية الحزبية، حيث كانت الأمور تسير بوتيرة عادية وسط توفر الحراسة الأمنية والمراقبين المحليين في المركز الذي يضم 12 مكتبا خاصا بالنساء والرجال مناصفة، وقد بلغ عدد المسجلين 5028 ناخبا، منهم 2312 امرأة، إلى جانب 22 ملاحظا وثلاثة مراقبين محليين. ضحايا الإرهاب يؤدون واجبهم الانتخابي لاستمرار السلم والمصالحة الوطنية ولم يتخلل العملية الانتخابية بهاته المناطق أي أعمال عنف أو تخري، عكس ما كانت تراهن عليه الأحزاب الداعية إلى المقاطعة وكانت طوابير من النساء والرجال في انتظار الإدلاء بأصواتهم، حيث اقتربنا من أحدهم وهو من ضحايا الإرهاب "احمد. م«، فقد زوجته وثلاثة أبناء ووالدته وأخته خلال مجزرة إرهابية إلى جانب ابنة أخيه التي تم اختطافها من طرف الإرهابيين، ورغم ذلك اقترب من مكتب التصويت للانتخاب وقال "نحن ضحايا الإرهاب لن نسمح أبدا بالعودة إلى الوراء، مرت علينا أيام سوداء واليوم بفضل قانون الوئام والمصالحة الوطنية عم السلم والأمن... انتخبت وأديت واجبي لحماية الوطن". واعتبر المصوتون أن مستقبل الجزائر وازدهارها مرهون بهاته الانتخابات الرئاسية الهامة جدا، بعد ما عرفته الحملة الانتخابية من تجاوزات ودعوات للخروج إلى الشارع، رافضين شعارات المقاطعة التي قد تدخل البلاد في دوامة لامتناهية من العنف وهو حال سيدة من بن طلحة التي وجدناها بمركز مدرسة بن طلحة الجديدة، حيث أكدت لنا أنها تؤدي اليوم واجبها الانتخابي حفاظا على أمن البلاد واستقرارها، وهي من بين المتضررين من العشرية السوداء واستفادت من سكن بعد قرابة العشرين سنة من العيش تحت رحمة القصدير. سكان الكاليتوس يقاطعون "المقاطعة" وببلدية الكاليتوس، أقبل العشرات من الناخبين من جميع الفئات العمرية منذ الساعات الأولى من افتتاح مركز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار الرئيس القادم للبلاد، وقد أجمع غالبية الناخبين على أن الانتخاب "واجب وطني" لا بد من القيام به حفاظا على "استقرار وأمن" البلاد وأن تأديته بمثابة رد على الذين يريدون إثارة الفوضى بالبلاد. وفي هذا المنوال، صرح المواطن "سعيد. ب« في الأربعينيات من العمر، كانت وجهته في الصباح الباكر مركز أسامر احمد لأداء واجبه الانتخابي "نحن نعيش في طمأنينة وأمن وأريد أن يستمر ذلك"، مضيفا "أردت أن انتخب هذه المرة ردا على دعاة الفوضى والمقاطعة". وقد أكد رئيس المركز السالف الذكر، أن الناخبين يتوافدون بكثرة على هذا المركز، حيث بلغت المشاركة على الساعة العاشرة صباحا نسبة معتبرة. وفي المركز النسوي بالمجمع المدرسي الشيخ فوضيل ورثيلاني بالكاليتوس، أكد رئيس مركز "فنينش عبد القادر" أن الأمور تسير بوتيرة عادية وسط إجراءات أمنية لابأس بها وأن الإقبال معتبر منذ الساعات الأولى من الاقتراع، لاسيما المسنات، وبحضور ممثلي المرشحين الستة، في المركز الذي يضم 4700 ناخبة، كما لوحظ حضور عدد من المراقبين من الجامعة العربية بمختلف مراكز الاقتراع بشرق جنوب العاصمة. لتشهد مراكز الاقتراع حتى الساعة العاشرة صباحا إقبالا معتبرا من طرف الناخبين والمرجح أن يستمر تدفقهم على مكاتب التصويت، خلال الساعات القادمة في ظل ظروف آمنة وعادية سادت مجريات العملية الانتخابية.