كثيرٌ من الجزائريين مَن لا يصدّقون اللغط والهمز والغمز المنتظر تجسيده الآن بعد رئاسيات 17 أفريل، وقد يكون هؤلاء محقين في تشاؤمهم، لأن أغلب المعلومات التي بدأت تتسرّب والكواليس التي يُراد لها أن تهرّب من تحت دفّة الباب، تعطي الانطباع أن آلة النسخ جاهزة للاشتعال والاشتغال! أليس تسريب أو تهريب أخبار عن عراك "الراعي والخمّاس حول أرزاق الناس"، يدفع إلى التشاؤم، وإن كان من حقّ الموالين والمبايعين، والذين ركبوا في آخر العربة عندما كان القطار يسير بسرعة في منعرج خطير، أو عندما اقترب إلى محطة النزول! صدق من قال: امنحها للذي لا يطلبها، وامنعها عن الذي يطلبها ويصرّ عليها إلحاحا، فهل سيوزع الرئيس مناصب الحكومة الجديدة والسيناتورات ومنصب نائب الرئيس إن تم استحداثه بالتعديل الدستوري وكذا حقائب السفراء والقناصلة والولاة والمستشارين، هل سيوزعها على "التابعين"، وليس في ذلك بدعة، أم أنه سيخرج عن المألوف والمعروف؟ من الطبيعي أن يبحث الذي تمزق حذاؤه خلال الحملة، عن البقاء في الحكومة أو دخولها، ومن البديهي أن يطمع الذي دفع الملايين ل "تسخين البندير" في ولاية من الولايات، ومن العادي أن يسيل لُعاب "الغمّاسين" والانتهازيين والطمّاعين والوصوليين، فهو موسم جمع الثمار؟ لقد شرع غلاة "الطمع والطاعون" في توزيع ونشر إشاعات الصالونات، وبعضهم ينطلي عليه المثل القائل: "شاتي اللبن ومخبّي الطاس"، وآخرون من وسط موالاة الرئيس بدؤوا يطالبون ب "التغيير" الذي كانت تنادي وتغالي به المعارضة.. والتغيير عندهم هو الذي يُفيدهم طبعا! الذي التحق بصفوف دعم بوتفليقة أو غيره من المترشحين، في حال الفوز، من أجل مكاسب معلومة أو مستترة، سينفضح أمره اليوم أو غدا، فالولاء الذي يُبنى بعيدا عن الانتماء، لا يُمكنه إلاّ أن ينقلب على صاحبه، قبل أن يؤثّر سلبا في كلّ المجموعة إذا أخطأت و"كافأت" هذه الملّة! لن تزيد عملية الاحتفاظ ببعض الوجوه و"استدعاء" أخرى من نفس الخصوصيات والملامح، إلاّ نفورا ويأسا وشعورا بالقنوط والقنطة، ولذلك، فإن تغيير الواجهة بالعدل والقلم والمسطرة، والممحاة أيضا، يصبح حتميا وضروريا لتجاوز بعض المطبّات التي لا يُمكنها أن تنفّس الصعداء وتصنع مخارج نجدة! نعم، بإمكان تعديل الدستور وتعديل الحكومة والانتخابات المحلية والتشريعية المسبقة -إن وُجدوا- وغيرها من "البدائل" أن تصنع الفارق، وتطمئن الأغلبية المسحوقة، وتخلق "الهدنة" بين السلطة والمعارضة، على الأقلّ حتى يستفيد الزوالية من وقف "تكسار الراس" الذي تسبّب فيه التهارش على العرش!