أحد الذين يعتقد أنه أحد أقطاب الحركة الطلابية في الجزائر، جف من وجهه ماء الحياء واختفت المروءة - إن كانت له مروءة - وقال عن جماعة من الصحفيين أجروا معه حوارا مؤخرا، بأن أسئلتهم كانت "مقرفة" ومن شدة "قرفه" تمنى لو أوقف الحوار، ولا أعرف فعلا لمَ هذا " المقروف " أقدم على اتمام الحوار إلى أخر طلقة وكأني به من المتعطشين للظهور في الجرائد ولو حتى في صفحة الوفيات، وهذا ما ينطبق عليه المثل الشعبي " شاتي اللبن ومخبي الطاس ". على كل يا أخينا، الصحفيون مهما كانت أسئلتهم فقد أدوا واجبهم المهني، وإن كانت أسئلتهم "مقرفة" ولم تأت على حسب ما تشتهي نفسك فذاك أمر آخر، والكل يعرفكم ويعرف معنى "القرف" الحقيقي لأنكم أول من استعمله للوصول إلى رتبة مستشار في رئاسة الحكومة في عهد ما، حينما كانت المناصب توزع "بالكوطات" لمن هب ودب ولمن يتاجر بالطلبة ومشاكلهم وحتى لمن يتاجر بالدين أمثالكم، وحتى بعد "الشهور" القليلة التي قضيتموها كمستشار في رئاسة الحكومة وجدتم منفذا يوصلكم لمنصب آخر في وزارة الصناعة وكل هذا تم عن طريق بيع المبادئ والتجارة في هموم الطلبة " والتشيات " الذي تحترفونه وجماعتكم بامتياز منقطع النظير حتى صرتم مضرب الأمثال فيه للوصول إلى المبتغى، والمبتغى ليس بالتأكيد خدمة الطلبة لأنكم لو خدمتم الطلبة كما تدعون لما وصل حال جامعاتنا وطلبتنا للوضع الذي يعرفه الجميع وتميعت قضياهم حتى صارت قضية الطلبة الكبرى ليست تحسين المستوى ولا الاحتجاج على الأدوات البيداغوجية، ولكن من أجل بعض الخبز " البايت " وهنا نستطيع أن نعرف من كان "مقرفا" الصحفي الذي حاول الوصول إلى الحقيقة أو هذا الذي قبل بالحوار وهلل به وانفرجت أساريره حتى وصلت ضحكته إلى أطراف أذنيه، ثم انقلب على عقبيه ليعلن أمام حشد من الصحفيين أن الصحفيين الذين حاوروه كانوا "مقرفين" والحوار كان "مقرفا" ورغم هذا قبل صاحبنا "القرافة" من أول سؤال إلى آخر سؤال والأكثر من هذا دعا هؤلاء " المقرفين" إلى مأدبة غذاء بعدها قال فيهم ما قال دون حياء.