اليوم أول يوم من 2014، فهل حققنا البحث عن الأحلام والآمال المنتظرة في هذا العام الجديد، أم واجبنا الوقوف عند ما تحقق وما لم يتحقق في سنة 2013؟ والحال أن الكثير من الأحداث الماضية والأحداث القادمة، تستدعي التوقف والوقوف والتحليل والحكمة أيضا. نعم، "ألّي فات مات، وألّي مات فات"، لكن دعونا ننبش في الجراح ونرشّ عليها الملح، ليس بهدف إحياء الألم والأوجاع، بل لتضميد هذه الجراح العميقة التي أوجعتنا جميعا وأوجعت أكثر غلابى وزوالية لا حول ولا قوّة لهم، فمرّ عليهم العام بردا وسلاما! سياسيا، كان ملفّ الرئاسيات وتعديل الدستور وما رافقهما من "مرض الرئيس"، أهم ملف صنع الحدث السياسي في عام 2013، وسيواصل في صنعه في عام 2014، ومثلما سدّ شهية هؤلاء، وأسال لُعاب أولئك، وستتواصل عملية المدّ والجزر في ظل معطيات "غامضة" ومبهمة وحالات من الاحتباس التي تكاد تقطع أنفاس الغمّاسين والطمّاعين معا! اجتماعيا واقتصاديا، واصل "المفسدون" النهب والنصب والكذب خلال 2013، وسيُحاولون في 2014 مواصلة احتيالهم وخداعهم بإدخال أيديهم وحتى أرجلهم إلى جيوب الشعب والدولة، في انتظار "متغيّرات" و"مفاجآت" قد تخلط حساباتهم وتجفّ ضروع "البقرة الحلوب" التي صارت قاب قوسين أو أدنى من الجفاف والعياذ بالله! علينا جميعا، أن لا نُفرمل ذاكرتنا عند سنتي 2013 و2014، بل علينا أن نحييها ولا نتركها تنسى أو تتناسى أو تُصاب بالزهايمر والخرف والتخريف والأراجيف، فالسنوات السابقة قد تكون أهمّ، ففيها كانت محطات مثيرة وأخرى خطيرة رسمت الخارطة ولوّنت جغرافيتها! آه.. عندما نتذكّر سنوات سابقة، لم تكن سنوات عادية، كانت للألم والأحزان، وكانت أيضا سنوات للمقاومة ومحاربة الإرهاب والخوف والرعب، وكانت سنوات لثورات شعبية متعدّدة هزمت الإرهابيين والحشّاشين والسرّاق والباندية، فكان النصر حتما مقضيا. سنوات مرّة، يتمنى كلّ جزائري أن تذهب ولا تعود، وسنوات حلوة، يتمنى كلّ جزائري أيضا أن تتكرّر وتعود ولا تذهب مع الذاهبين، وبين هذه السنين، ينبغي أن نقف وقفة شجاعة وجريئة وصريحة، لنتحاسب ونقيّم ونجرد دفتر الحسابات بالقلم والمسطرة والممحاة! كم نحن بحاجة إلى مبراة نبري بها قلم رصاص لم يعد قادرا على الكتابة بعدما ملء أوراق وكتب ودفاتر، وكم نحن بحاجة إلى أن نعطي كلّ ذي حقّ حقه، دون أن نظلم هؤلاء أو نجحف في حقّ أولئك، وكم نحن بحاجة إلى أن لا نمزق الصفحات، لكن علينا أن نطويها من باب "أليّ فات مات"! وداعا 2013، مثلما ودّعنا 2012 وكلّ السنوات التي سبقت، وأهلا وسهلا ومرحبا بالعام الجديد 2014، بعيدا عن نغمة "البوناني" وهدايا "بابا نوال" التي كثيرا ما تمّ توزيعها هي الأخرى بطرق مشبوهة وغير عادلة.. ومع ذلك، كلّ عام وأنتم بألف خير.